ممثل الاتحاد الأوروبي نتضامن مع قطر واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها مبدأ أساسي في النظام الدولي

أكدت الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس، أن العالم يشهد اليوم تصاعدا في الصراعات والمعاناة الإنسانية، مشددة على ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي الدول والتكاتف الدولي لمواجهة التحديات الراهنة التي تمس الأمن والاستقرار العالميين.
وقالت كالاس في كلمتها خلال انطلاق الاجتماع الوزاري المشترك الـ29 بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي الذي تستضيفه دولة الكويت بمشاركة وزراء الخارجية وكبار المسؤولين من الجانبين، إن العام 2025 حمل مزيدا من الاضطرابات بعد أن بلغ الصراع الإقليمي والعالمي ذروته العام الماضي، معربة عن تضامن الاتحاد الأوروبي مع دولة قطر وشعبها، مؤكدة أن احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها مبدأ أساسي في النظام الدولي.
وأضافت أن “الحرب الروسية ضد أوكرانيا ما زالت تمثل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة”، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يواصل دعمه الثابت لأوكرانيا عسكريا واقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا من أجل تحقيق سلام عادل ودائم وشامل يقوم على احترام القانون الدولي.
ورحبت كالاس بالجهود التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء “العدوان الروسي” مثمّنة الدور الذي قامت به دول مجلس التعاون في تسهيل عمليات تبادل الأسرى وإعادة الأطفال الأوكرانيين المرحّلين، داعية شركاء الاتحاد في الخليج إلى استخدام قنواتهم الدبلوماسية مع روسيا لحثها على وقف القتال والانخراط الجاد في محادثات السلام.
وفي الشأن الفلسطيني أعربت كالاس عن قلق الاتحاد الأوروبي البالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة بعد مرور عامين على الهجمات التي شهدها السابع من أكتوبر 2023 ، مؤكدة أن إنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع يمثل أولوية مطلقة للاتحاد الأوروبي.
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي كان أول جهة مانحة للمساعدات الإنسانية لغزة وأنه أنشأ مجموعة مانحين جديدة مخصصة لإعادة الإعمار كما أعلن التزامه بتقديم مليار يورو للفترة من 2025 إلى 2027 لدعم السلطة الفلسطينية وتعزيز قدرتها على تنفيذ برنامج الإصلاح مطالبة إسرائيل بالإفراج عن أموال المقاصة المحتجزة.
وأشادت كالاس بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وفتح أفق سياسي لحل الدولتين مرحبة بقبول حركة (حماس) للمقترح المقدم ومشددة على ضرورة جلوس الطرفين إلى طاولة المفاوضات لإنهاء دائرة العنف والمعاناة.
وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان قالت كالاس إن البلاد تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، داعية جميع الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية واحترام القانون الدولي والانخراط الجاد في مفاوضات لوقف إطلاق النار، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يعمل مع شركائه لتنسيق الجهود ودعم سيادة ووحدة السودان.
كما أشارت إلى تطورات مشجعة في سورية، لافتة إلى أهمية استمرار العملية الانتقالية وتعزيز الحكم الشامل وحماية جميع السوريين دون تمييز ، ومؤكدة أن الدعم الدولي السياسي والمالي سيكون أساسيا لضمان استفادة جميع السوريين من جهود إعادة الإعمار.
وأكدت كالاس أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون تشهد مرحلة ديناميكية جديدة، موضحة أن الجانبين يعملان معا في مجالات التجارة والطاقة والتحول الأخضر والأمن والعمل الإنساني وأن هناك آليات عملية تم إطلاقها لتعزيز التعاون منها حوار الاستثمار ومنتدى التحول الأخضر ونظم تبادل البيانات الإشعاعية والاستعداد للكوارث.
وأشادت بالدور الذي يقوم به الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج لويجي دي مايو في تعزيز العلاقات الثنائية منذ عام 2023، معلنة أن المفوضية الأوروبية ستعتمد الأسبوع المقبل (ميثاق المتوسط) كإطار للتعاون مع الشركاء في الجوار الجنوبي مع فتح المجال أمام دول الخليج للمشاركة في مشاريعه ذات الاهتمام المشترك.
وقالت كالاس في ختام كلمتها: “إننا اليوم نعيد تنشيط شراكتنا الاستراتيجية حتى نتمكن عندما نجتمع في القمة المقبلة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون من عرض رؤية مشتركة ونتائج ملموسة تحقق الاستقرار والازدهار والأمل لشعوبنا.












