مجموعة الصباح الآثارية تفتتح معرض شبكات من الماضي في الهند

تعزيز الحضور الثقافي الكويتي عالميًا: مشاركة مجموعة الصباح الآثارية في معرض “شبكات من الماضي” بمومباي

افتتحت مجموعة الصباح الآثارية التابعة لدار الآثار الإسلامية في الكويت، يوم الجمعة، مشاركتها المتميزة في معرض “شبكات من الماضي: معرض دراسات عن الهند والعالم القديم” الذي يقام في مدينة مومباي الهندية. يمثل هذا الحدث الثقافي العالمي فرصة هامة لإبراز دور الكويت في الحفاظ على التراث الإنساني وتعزيز التبادل الثقافي بين الحضارات المختلفة. وتأتي هذه المشاركة في إطار مبادرة عالمية تهدف إلى إعادة قراءة التاريخ من منظور جديد يركز على الترابط الحضاري عبر العصور.

معرض “شبكات من الماضي”: رؤية جديدة للتاريخ الإنساني

ينظم متحف (شاتراباتي شيفاجي المهراج فاستو سانغراهالايا) في مومباي هذا المعرض الفريد، الذي يجسد سنوات من التعاون بين كبرى المتاحف الدولية. يهدف المعرض إلى تقديم رؤية تعليمية وثقافية جديدة، تبدأ من حضارة وادي السند (الهارابا) مرورًا بالحضارات القديمة في مصر واليونان والصين، وصولًا إلى التفاعلات الحضارية التي شكلت العالم القديم. ويعتبر هذا المعرض بمثابة منصة لتبادل المعرفة والخبرات بين الثقافات المختلفة، وتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب.

الوفد الكويتي يمثل دولة الكويت في الحدث الدولي

مثل دولة الكويت في هذا الحدث الدولي الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الدكتور محمد الجسار، نائباً عن وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب، عبدالرحمن المطيري. رافق الدكتور الجسار القنصل العام لدولة الكويت لدى مومباي، عماد الخراز، وأمينة ومديرة مجموعة الصباح الآثارية، سلام قاوقجي، بالإضافة إلى وفد رسمي من دار الآثار الإسلامية ومجموعة الصباح الآثارية. هذا الحضور القوي يؤكد مكانة الكويت في المشهد الثقافي العالمي، والتزامها بدعم المبادرات الثقافية التي تعزز الحوار بين الحضارات.

تصريحات الدكتور محمد الجسار حول أهمية المشاركة

أعرب الدكتور محمد الجسار عن فخر المجلس الوطني بدعم دار الآثار الإسلامية، التي وصفها بأنها “سفير للديبلوماسية الثقافية الكويتية عالميًا”. وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن المجلس يقدر اهتمام وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري بدعم هذا الإرث الذي يمثل وجه الكويت الحضاري. كما أشاد بالردود الفعل الدولية المتميزة التي حظيت بها مشاركة مجموعة الصباح الآثارية، لما تحمله من قيمة فنية وتاريخية مهمة. وأكد الجسار على أهمية الدور الذي تلعبه دار الآثار الإسلامية، بقيادة المشرف العام عليها الشيخة حصة صباح السالم، في إتاحة هذه الكنوز النادرة للمشاركة مع كبريات المتاحف العالمية.

مجموعة الصباح الآثارية: مساهمة قيمة في إبراز الترابط الحضاري

تعد مجموعة الصباح الآثارية من أبرز المساهمين في هذا المشروع الثقافي العالمي. ويصف الفيديو الرسمي للمعرض مشاركة الكويت بأنها جزء من شبكة شراكات واسعة، تشمل المتحف البريطاني ومتاحف برلين ومتحف رييتبرغ في زيوريخ، وغيرها من المؤسسات العالمية. وقد استغرق التعاون بين هذه المؤسسات أكثر من أربع سنوات لإخراج المعرض بصورته الحالية.

إعارة قطع فنية نادرة من مجموعة الصباح الآثارية

تبرز مساهمة دولة الكويت في المعرض من خلال إعارة 11 قطعة فنية نادرة من مجموعة الصباح الآثارية، والتي تعد من أهم الشواهد المادية على التبادل الثقافي في العالم القديم. تتوزع هذه القطع على حضارات تمتد من الهضبة الإيرانية إلى وادي الأوكسوس والعالم الهلنستي، مما يعزز رسالة المعرض في إبراز الترابط الحضاري بين الشعوب. ومن بين القطع الفنية المعارة لوحة مذهبة من حضارة وادي الأوكسوس تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وطبق فضي ذو مركز مذهب من العصر الهلنستي الشرقي، وأواني فضية وزجاجية من شرق إيران.

رؤية الشيخة حصة صباح السالم الصباح: استمرار مسيرة الإرث الثقافي

حظيت هذه المشاركة باهتمام خاص من الشيخة حصة صباح السالم الصباح، المشرف العام على دار الآثار الإسلامية والشريك المالك لمجموعة الصباح الآثارية. تؤكد الشيخة حصة على ترسيخ الحضور العالمي لمجموعة الصباح الآثارية، والذي يجسد امتدادًا لرؤية ورسالة زوجها الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، الذي حمل رؤية واضحة تهدف إلى نشر الجمال والفن والتاريخ والإرث الإنساني للعالم أجمع. مجموعة الصباح الآثارية تواصل بذلك دورها الرائد في إثراء المشهد الثقافي العالمي.

أنشطة ثقافية وتعليمية مصاحبة للمعرض

يشارك الوفد الكويتي، برئاسة الدكتور الجسار، في سلسلة من الأنشطة الثقافية والتعليمية المصاحبة للمعرض، بما في ذلك افتتاح مركز نالاندا للتعلم، والجولات العلمية والحوارية، والزيارات الميدانية. يهدف هذا البرنامج الموسع إلى جعل حضور الكويت جزءًا أصيلاً من هذا الجهد الدولي المشترك، وتعزيز التبادل الثقافي بين دولة الكويت والهند. التعاون الثقافي بين البلدين يمثل ركيزة أساسية في تعزيز العلاقات الثنائية. كما أن التراث الإنساني هو مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود الدولية.

في الختام، تمثل مشاركة مجموعة الصباح الآثارية في معرض “شبكات من الماضي” بمومباي خطوة هامة نحو تعزيز الحضور الثقافي الكويتي عالميًا، وإبراز دور الكويت في الحفاظ على التراث الإنساني. إن هذا الحدث الثقافي يجسد التزام الكويت بدعم المبادرات التي تعزز الحوار بين الحضارات، وتعزز التفاهم المتبادل بين الشعوب. ندعوكم لزيارة المعرض والتعرف على كنوز الحضارات القديمة، واكتشاف الترابط الذي يجمع بيننا جميعًا.