اخبار الكويت

كونا في ذكرى تأسيسها الـ 49 مسيرة إعلامية ووطنية رائدة وتطور مستمر لمواكبة الإعلام الجديد

تحلّ اليوم الذكرى التاسعة والأربعون لتأسيس وكالة الأنباء الكويتية «كونا» لتشهد على مسيرة إعلامية حافلة بالموضوعية والمهنية العالية ومسار وطني زاخر بالمصداقية والكلمة المسؤولة وتطور مستمر لمواكبة تحديات الثورة الإعلامية والانخراط في التحول الرقمي والإعلام الجديد.

ودأبت الوكالة منذ تأسيسها بمقتضى المرسوم بقانون رقم 70 الصادر في السادس من أكتوبر عام 1976 على ترسيخ مكانتها الإعلامية محليا وإقليميا وعالميا وتطوير قطاعاتها وخدماتها الإخبارية وتعزيز قدرات كوادرها الوطنية وتبني المبادرات الرائدة.

وإيمانا بدورها كمنصة وطنية رائدة كرست «كونا» جهودها لتطوير رسالتها الإعلامية بما يخدم المصالح العليا للبلاد، حيث عملت على إبراز قضايا الكويت العادلة ومواكبة حراكها التنموي الشامل، وتسليط الضوء على رسالة البلاد الإنسانية ودورها المشهود في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي.

وتجسد مسيرة «كونا» رؤية مؤسسية محكمة رسمت ملامحها منذ اليوم الأول بمقتضى الوثيقة التأسيسية المتمثلة في مرسوم إنشائها الذي عهد إليها مسؤولية تقصي الأخبار والمواد الإخبارية لعرض الحقائق وتوزيعها على المؤسسات الإعلامية والأفراد وتزويدهم بالخدمات الإخبارية الكاملة غير المتحيزة لمجابهة الدعايات المضللة ونقل الحقائق إلى الرأي بصدق ونزاهة.

ونص المرسوم الأميري على أن تتولى الوكالة وضع التعليقات وكتابة المقالات وإعداد الدراسات والأبحاث والبيانات والتصريحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية والتجارية ونشرها على الصحف والمجلات ومحطات الإذاعة والتلفزيون وسائر وسائل الإعلام والهيئات العامة والخاصة والأفراد وفق الأسس التي يقرها مجلس إدارة الوكالة.

وعقب صدور المرسوم، شرعت «كونا» في إرساء آليات وقواعد توصيل رسالتها الإعلامية محليا وخارجيا من خلال التعاون مع مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية وجمعيات النفع العام والمنظمات الإقليمية والإعلامية.

وفي مايو 1977 تعاونت «كونا» مع وزارتي المواصلات والإعلام لتركيب أجهزة (تلبر نتر) لاستقبال أخبار وكالات الأنباء العربية والأجنبية والاطلاع على بث الأخبار وتدريب المكلفين بالعمل على صياغتها.

وفي مارس 1978 بدأت الوكالة بثها الرسمي محليا بواقع ست ساعات يوميا ثم ضاعفت بثها في يونيو من العام نفسه ليصل إلى 12 ساعة يوميا وصولا إلى 16 ساعة يوميا في أكتوبر من ذات العام.

وبدأت «كونا» بثها الخارجي باللغة العربية في نوفمبر 1978 بمعدل ثلاث ساعات يوميا إلى أن أصبح البث 12 ساعة يوميا بشكل تدريجي.

وأطلقت «كونا» نشرة خاصة بالسفارات الكويتية في الخارج خلال نوفمبر 1979 وزودت السفارات بالمعدات اللازمة لاستقبال النشرة بالتنسيق مع وزارة الخارجية حتى وصل عدد الجهات المستفيدة من خدمة الوكالة في ذلك الوقت إلى 38 سفارة وقنصلية.

وفي عام 1980 بدأت الوكالة بث موادها باللغة الإنجليزية محليا بواقع أربع ساعات يوميا إلى أن وصل إلى ثماني ساعات يوميا في فبراير 1981 فضلا عن زيادة ساعات البث الخارجي إلى ثلاث ساعات يوميا فيما شهد شهر يناير 1982 زيادة عدد ساعات البث خارجيا ليصبح أربع ساعات يوميا.

وواصلت الوكالة دورها الإعلامي وتطوير خدماتها الإخبارية إلى أن وقع العدوان العراقي على الكويت في أغسطس 1990، حيث عاثت قواته خرابا في مبنى الوكالة ونهبت أجهزتها وأرشيفها ونقلته إلى بغداد.

وتشهد تلك المرحلة على جهوزية الكوادر الوطنية التي تمكنت من معاودة العمل وبث الأخبار من الخارج خلال فترة وجيزة من الاحتلال الغاشم، حيث بدأت بثها من مكتبها بالعاصمة البريطانية لندن في أكتوبر عام 1990 بعزيمة وإرادة وتمكنت من بث نحو 16110 أخبار منذ الاحتلال الغاشم وحتى تحرير البلاد عام 1991.

وعقب التحرير عادت الوكالة لتمارس دورها الإعلامي من مقرها الرئيس في الكويت في 15 نوفمبر 1991 وكان لها شرف إذاعة نبأ تحرير الكويت بالتوافق مع وسائل الإعلام العالمية، فضلا عن الدور البارز لمصوري الوكالة في توثيق الدمار الذي لحق بالبلاد على أيدي قوات الاحتلال العراقي.

وشهد عام 1992 انطلاقة جديدة للوكالة، حيث بادرت إلى تفعيل شبكة مراسليها في الخارج بإدارة كوادر وطنية متميزة لتنتشر في أهم الدول العربية والعالمية وتتمكن من نقل الأحداث المهمة فيها وتغطي الفعاليات الكويتية المقامة على أرضها.

واستحدثت في العام ذاته تقليدا جديدا باختيار شخصية العام سواء أكان فردا أو شخصية اعتبارية لتقديم قدوة في خدمة البشرية ونشر السلام وتحقيق حياة أفضل للإنسانية.

وفي عام 1994 أطلقت «كونا» خدمة الأخبار الشخصية التي تتمثل في إيصال الأخبار المحلية والعربية والعالمية إلى الجمهور عن طريق الخدمة الإخبارية الهاتفية من خلال الاتصال بالرقم (120) على مدار الساعة.

كما شرعت في وضع خطة تدريب مكثفة لرفع كفاءة كوادرها الوطنية فأنشأت في عام 1995 «مركز كونا لتطوير القدرات الإعلامية» والذي توسعت خدماته لتشمل إضافة إلى موظفي الوكالة العاملين في مؤسسات القطاعين العام والخاص، علاوة على الإعلاميين في دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي 31 مارس 1997 افتتح وزير الإعلام الراحل الشيخ سعود الناصر المبنى الجديد للوكالة في منطقة الشويخ الإدارية ممثلا أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، لتنطلق مرحلة جديدة في مسيرة تطور الوكالة.

وواكبت الوكالة التطورات التقنية في مجال الإعلام الجديد بإطلاق موقعها الالكتروني الذي حصل عام 2006 على المركز الثاني بعد موقع الهيئة العامة للمعلومات المدنية ضمن تقييم اللجنة العليا لجائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية لأفضل المواقع الإلكترونية الحكومية في الكويت.

ومثل نظام «بوابة كونا» الذي أطلقته الوكالة عام 2010 خطوة جوهرية ضمن التحول الرقمي عبر تمكين المعنيين من إتمام الأعمال الإدارية بأسلوب متطور يحد من استخدام الورق في المراسلات الإدارية بين مختلف القطاعات.

وواصلت الوكالة تطوير خدماتها الإعلامية وأطلقت عام 2011 خدمة تتيح من خلالها للجمهور الاطلاع على نشرة أخبارها باللغتين العربية والإنجليزية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما شهد عام 2012 إطلاق الموقع الالكتروني بحلة جديدة متضمنا خدمات إخبارية ومعلوماتية عديدة، علاوة على أرشيف غني بالصور الفوتوغرافية.

وشكلت الإصدارات المعرفية من الكتب والنشرات أداة استراتيجية للوكالة في إثراء المحتوى التوثيقي، حيث أصدرت حزمة إصدارات نوعية تسلط الضوء على أهم الأحداث والقضايا المحلية والعالمية وتوثق مسيرة وحياة وإنجازات عدد من الشخصيات الكويتية، مما يعزز دور الوكالة كمرجع تاريخي ومعرفي.

وشهد عام 2014 إصدار مجلة فصلية ورقية وإلكترونية باسم «الدريشة» بهدف تسليط الضوء على أهم الفعاليات المقامة في البلاد ومعالمها القديمة والحديثة وخططها التنموية ومشاريعها المستقبلية.

كما أصدرت في العام نفسه العدد الأول من مجلة الأطفال الدورية «كونا الصغير»، تزامنا مع بدء العام الدراسي الجديد حينها، بحيث تستهدف تثقيف الطفل في مجال العمل الصحافي وتعريفه بفنون الكتابة الصحافية، علاوة على اكتشاف مواهب الأطفال في مجال القراءة والكتابة والتأليف.

وفي عام 2018 أطلقت البث الرسمي لأخبار منتقاة باللغة الفرنسية ضمن خطة الوكالة التوسعية لتطوير خدماتها الإخبارية بالتزامن مع بدء العمل بالتحديث الثاني لموقع الوكالة الإخباري باللغتين العربية والإنجليزية.

وعملت الوكالة على تعزيز شراكاتها الدولية، حيث انضمت عام 2000 إلى منظمة وكالات الأنباء في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي (أوانا)، إضافة إلى مشاركتها الفاعلة في قمة وكالات الأنباء في العالم التي عقدت في العاصمة الروسية عام 2004.

وتشارك الوكالة بفاعلية على الصعيد الخليجي في اجتماعات وكالات أنباء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واجتماعات اللجنة الفنية الدولية، في حين تشارك على الصعيد العربي في اجتماعات وكالات الأنباء العربية «فانا».

وحصدت الوكالة العديد من الجوائز لما قدمته من إنجازات في عدد من المجالات الإعلامية، أبرزها حصولها عام 2016 من صحيفة «الرأسمال العربي» اللبنانية على جائزة أفضل وكالة أنباء عربية عاملة في لبنان، وحصولها عام 2018 على جائزة الشارقة للاتصال الحكومي عن أفضل مبادرة إعلامية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.

وحازت «كونا» المركز الأول لجائزة الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية في دورتها الـ23 عام 2023 كأفضل حساب في منصة التواصل الاجتماعي «إكس» على مستوى الوزارات والهيئات في دولة الكويت للنسخة الثالثة لمؤشر المعلوماتية «أداء حكومة دولة الكويت في وسائل التواصل الاجتماعي».

وفي الرابع من مايو 2023 أطلقت الوكالة مساحة لها على منصة «ميتافيرس» لتكون الوكالة الأولى في المنطقة التي تستحدث هذه الخدمة الإعلامية بهدف إتاحة الفرصة للمتصفحين لزيارة مبنى الوكالة وتعزيز عملية التحول الرقمي لديها، وتعزيز الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تطوير خدماتها الإعلامية.

وعززت الوكالة من خطواتها لمواكبة التطور الإعلامي بإطلاق أول مذيع أخبار افتراضي يعمل بالذكاء الاصطناعي «أفتار» لقراءة الأخبار من خلال دمج التسجيل الصوتي والفيديو لشخص حقيقي مع شخصية افتراضية عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

كما افتتحت في أغسطس 2023 «واحة كونا الذكية» المتخصصة في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمواكبة أحدث التقنيات في المجال الإعلامي، وتحسين جودة المحتوى وسرعة الإنتاج وتسهيل التعاون بين إدارات الوكالة.

وفي فبراير 2024 أطلقت «كونا» هويتها المؤسسية الجديدة، وفي أكتوبر من العام نفسه واصلت الوكالة مواكبة مفهوم الإعلام الجديد، حيث أطلقت تطبيقها الإخباري على الهواتف الذكية الذي يعد خطوة رائدة نحو توسيع نطاق وصول خدمات الوكالة، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ48 لإنشاء الوكالة.

ويمثل مرصد «كونا» للتحقق من الأخبار والرد على الإشاعات الذي أطلقته الوكالة العام الماضي نقلة نوعية في تطوير رسالتها بشكل تكاملي مع مؤسسات الدولة لدعم أهدافها الوطنية والتنموية، وذلك عبر تأمين وصول معلومة دقيقة وموثوقة إلى الجمهور ومكافحة الأخبار والمعلومات المضللة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى