كايا كالاس تؤكد من الكويت الديبلوماسية والتعاون هما السبيل لتحقيق الأمن والاستقرار

- إعادة فرض العقوبات النووية على إيران يجب ألا تكون نهاية الديبلوماسية والحل المستدام لا يمكن تحقيقه إلا عبر الحوار
أسامة دياب
أكدت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، أهمية تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية في ظل التحديات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم، مشددة على أن “كل لحظة من عدم الاستقرار تمثل فرصة جديدة للتغلب عليها عبر التعاون والديبلوماسية”.
وفي كلمتها خلال افتتاح المنتدى الرفيع المستوى الثاني حول الأمن والتعاون الإقليمي الذي تستضيفه الكويت، أعربت كالاس عن تقديرها للكويت وللجهود المشتركة التي تبذلها دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي لتعزيز الحوار الإقليمي، مثمنةً مبادرة إطلاق هذا المنتدى العام الماضي في لوكسمبورغ ، لافتة إلى ان المشهد الدولي يشهد تحولات عميقة “يُكتب فيها التاريخ بوتيرة أسرع مما نستطيع استيعابه”، مشيرةً إلى أن التعاون بين الجانبين أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
وتناولت الممثلة السامية ثلاثة ملفات رئيسية تمثل أبرز التحديات الراهنة في المنطقة:
الملف الإيراني: حيث أوضحت كالاس أن مجلس الأمن الدولي أعاد فرض العقوبات على إيران بعد مرور عشر سنوات على تنفيذ الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن الجهود الديبلوماسية الأوروبية المكثفة لم تنجح في تهيئة الظروف لتمديد القرار الأممي ذي الصلة.
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي سيعيد فرض جميع العقوبات النووية دون تأخير، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن “إعادة فرض العقوبات يجب ألا تكون نهاية الديبلوماسية”، موضحةً أن الحل المستدام لا يمكن تحقيقه إلا عبر الحوار، داعيةً إلى مواصلة الجهود لجعل إيران “شريكًا مسؤولاً في المنطقة”.
الأمن البحري: وقد سلّطت كالاس الضوء على تصاعد التهديدات في البحر الأحمر وخليج عدن، مشيرة إلى الهجمات المتكررة التي استهدفت السفن التجارية، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا.
وأكدت أن هذه الهجمات “تنتهك حرية الملاحة التي تُعد منفعة عامة عالمية”، داعيةً إلى تحرك دولي جماعي لحماية خطوط الملاحة البحرية.
وأوضحت أن عملية «أسبيدس» التابعة للاتحاد الأوروبي قدمت الحماية لأكثر من 560 سفينة، ورافقت مئات السفن التجارية، مشيرةً إلى تمديد العملية حتى فبراير 2026 مع دراسة تمديد إضافي.
كما دعت إلى تضمين التفاهمات المستقبلية بشأن الصراع في اليمن ترتيبات واضحة للأمن البحري في البحر الأحمر، واقترحت تعزيز قدرات خفر السواحل اليمني ضمن هذا الإطار.
قضية غزة: وبالنسبة لقضية أكدت كالاس أن صراع غزة شكّل اختبارًا حقيقيًا لإرادة المجتمع الدولي، مشيرة إلى تداعياته على المنطقة ودور الوساطة الحيوي الذي تضطلع به قطر.
وقالت إنها “تدين بشدة” الهجمات الأخيرة على قطر، معربة عن ترحيبها باعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكدة أن السلام في الشرق الأوسط “يتطلب جهداً دولياً واسعاً ودعماً جماعياً”.
وأضافت أن إعلان حركة حماس قبولها بالمقترح المطروح يمثل خطوة إيجابية، مشددة على ضرورة العمل لتنفيذ الخطة بشكل كامل، معتبرة أن “استدامة السلام لا تتحقق إلا من خلال حل الدولتين”، داعيةً إلى البناء على الزخم الذي شهدته الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً لإحياء المسار السياسي.
وختمت الممثلة السامية كلمتها بالتأكيد على أن العالم سيكون أكثر أمناً واستقراراً “حين تكون الديبلوماسية خيارنا الأول، والتعاون بديلاً عن المواجهة”، معربة عن تطلعها إلى “حوار مثمر يعزز الأمن الإقليمي ويعمّق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي”.












