اخبار الكويت

عيسى دشتي أقدم رسالة بريدية موثقة أرسلت من الكويت تعود إلى عام 1750

  • دراسة تاريخ البريد الكويتي نافذة توثيقية مهمة لفهم مراحل تطور الدولة

عبدالعزيز المطيري

نظمت الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات أول من أمس ندوة ثقافية بعنوان «تاريخ بريد دولة الكويت من البداية إلى الاستقلال»، قدمها أمين سر الجمعية ومدير تحرير مجلة البوسطة عيسى دشتي في مكتبة نصف عيسى العصفور بمنطقة القادسية، بحضور عدد من المهتمين بتاريخ البريد والطوابع الكويتية.

وأكد عيسى دشتي في بداية الندوة أن دراسة تاريخ البريد الكويتي لا تقتصر على الجانب الهواياتي أو الجمعي، بل تمثل نافذة توثيقية مهمة لفهم تطور الدولة، وترصد حركة المراسلات والإدارة والتنظيم منذ بدايات القرن الثامن عشر، حين كانت الكويت تلعب دورا محوريا في شبكات التجارة والمراسلات الإقليمية.

استعرض دشتي البدايات التاريخية للبريد الكويتي، موضحا أن أقدم رسالة موثقة أرسلت من الكويت تعود إلى عام 1750م، مبينا ان المؤرخ سلوت أشار في كتابه الوثائقي «أصول الكويت» إلى أن أول ذكر للكويت في الوثائق الأوروبية يعود لعام 1750، موضحة أن الكويت كانت تعرف آنذاك باسم «القرين» كما ورد في وثائق ومراسلات شركة الهند الشرقية الهولندية، مبينا ان تلك الرسالة تعد أول رسالة موثقة أرسلت من الكويت تحديدا بتاريخ 4 مارس 1750م، وكاتبها هو ممثل شركة الهند الشرقية الهولندية في البصرة الذي فر من البصرة إلى الكويت.

وبين أن الفترة بين 1775 و1779 شهدت تحول الكويت إلى المحطة البديلة للبصرة لنقل البضائع والبريد والرسائل القادمة من الهند إلى أوروبا، وذلك بعد انتقال مقر شركة الهند الشرقية الإنجليزية من البصرة إلى الكويت بسبب الأوضاع غير المستقرة التي كانت تعيشها البصرة آنذاك، مؤكدا ان تلك الخدمات كانت تقدم في عهد حاكم الكويت الشيخ عبدالله بن صباح الأول، وموظفي البريد كانوا يستخدمون الجمال في نقل البريد والبضائع والرسائل من الكويت إلى حلب وميناء اللاذقية خلال مدة تتراوح بين 14 و20 يوما، فيما عرف هذا الطريق باسم «خدمة الصحراء السريع».

وتطرق إلى المرحلة البريطانية الأولى، مبينا أنها تمتد بين 1793 و1822 وشهدت انتقال دار المعتمد البريطاني من البصرة إلى الكويت بسبب الاضطرابات التي شهدها العراق آنذاك، لتصبح الكويت مقرا مؤقتا لإدارة البريد البريطاني بمنطقة الخليج في عهد الشيخ مبارك الصباح حيث كان المعتمد البريطاني لدى الكويت الكابتن وليام هنزي شكسبير وخلال تلك الحقبة، بدأت المراسلات الرسمية تدار بإشراف موظفي البعثة البريطانية، مما أسس للنواة الأولى لتنظيم الخدمات البريدية في الكويت.

وانتقل دشتي للحديث عن مرحلة البريد الجوي، موضحا أن أول خط جوي للبريد بين بغداد والقاهرة مر بالكويت عام 1927 ما جعلها جزءا من شبكة البريد الجوي العالمية، وفي 7 يناير 1933 انطلقت أول رحلة بريد جوي رسمية بين بغداد والكويت، حملت 53 رسالة مختومة في بغداد، فيما أرسلت أول رسالة جوية من الكويت إلى بريطانيا في 16 يوليو من العام نفسه، مشيرا إلى أن هذه المرحلة كانت نقطة تحول في تاريخ الاتصال الكويتي مع العالم، إذ ساعدت في تسهيل المراسلات التجارية والدبلوماسية، وأكدت مكانة الكويت كبوابة إقليمية رئيسية للتبادل البريدي والجوي.

وأوضح أن المكاتب البريدية في الكويت كانت تدار قبل الاستقلال من قبل إدارة البريد الهندي البريطاني، ثم انتقلت إدارتها إلى البريد الباكستاني بعد استقلال الهند عام 1947، حتى تسلمت إدارة البريد البريطانية في الخليج الإشراف الكامل على البريد الكويتي في أبريل 1948، حيث بدأ استخدام الطوابع البريطانية الموسومة باسم الكويت.

وأشار إلى أن ما بين 1947 و1950 شهد بداية الوعي الوطني نحو الاستقلال البريدي أصدرت الحكومة الكويتية مجموعة طوابع بريدية من غير قيمة تحمل صورة حاكم العاشر الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح بمناسبة عيد الجلوس لحاكم الكويت، وفي كل عام كان يصدر طابع بريدي واحد، وكانت توزع هذه الطوابع على المواطنين دون مقابل لتلصق على الرسائل الصادرة من الكويت بجانب الطوابع البريطانية المؤشرة باسم الكويت الرسمية في تلك الفترة، وفي 31 يناير 1959 مثل نهاية عهد الطوابع البريطانية، حيث توقف استخدامها رسميا، وفي اليوم التالي تسلمت حكومة الكويت إدارة البريد بالكامل، لتبدأ مرحلة السيادة الوطنية في الخدمات البريدية.

وبهذه المناسبة أصدرت أول مجموعة طوابع كويتية رسمية مكونة من 13 طابعا حملت رموز الدولة وشعارها الوطني، لتعلن بداية العهد الكويتي المستقل في تاريخ البريد، مشيرا إلى أن «الكويت اليوم» نشرت إعلانا رسميا باعتماد العملة الكويتية والطوابع الوطنية الجديدة، مؤكدة استقلال البلاد في إدارتها ومراسلاتها الرسمية.

وتوقف دشتي خلال الندوة عند أبرز المقرات التي احتضنت إدارات البريد في الكويت منذ تأسيسها حتى مرحلة الاستقلال، موضحا أن هذه المقرات تمثل محطات مهمة في تطور العمل البريدي والإداري في البلاد، حيث تنقلت المكاتب بين عدة مواقع وفقا للظروف السياسية والاقتصادية في كل حقبة.

وذكر ان أوائل الكويتيين الذين عملوا في البريد وأسهموا في تأسيس نواته الوطنية هم:

خلف حسين، جاسم عبدال، حمد الحميدي، جعفر حيدر آل رشيد، وعيسى حسين اليوسفي، وهم من الرواد الأوائل الذين وضعوا اللبنة الأولى لتنظيم العمل البريدي الوطني، وكان لهم دور بارز في تشغيل المكاتب ومتابعة المراسلات وتنسيق الخدمات في مرحلة ما قبل الاستقلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى