اخبار الكويت

عادات صباحية ترفع مستوى الكوليسترول الضار وقد تؤدي لمشاكل قلبية خطيرة

يُعد مستوى الكوليسترول في الجسم أحد العوامل الصامتة الخطيرة التي قد تؤدي إلى مشاكل قلبية إذا تُرك دون متابعة أو تغيير في نمط الحياة. بينما يركز الكثيرون على النظام الغذائي العام وممارسة الرياضة كطريقتين رئيسيتين للتحكم في الكوليسترول، قد لا يدرك الكثيرون أن العادات التي نتبعها في بداية يومنا – أي في الصباح – يمكن أن يكون لها تأثير كبير وملحوظ على هذه المؤشرات الصحية الحيوية. فما هي هذه العادات التي قد ترفع من خطر الإصابة بأمراض القلب؟ وكيف يمكننا تعديل روتيننا الصباحي لحماية صحة قلوبنا؟ هذا ما سنكتشفه في هذا المقال، مستندين إلى أحدث الدراسات والأبحاث المنشورة، بما في ذلك ما ورد في صحيفة “تايمز أوف إنديا”.

أهمية التحكم في مستويات الكوليسترول لصحة القلب

قبل الخوض في تفاصيل العادات الصباحية المؤثرة، من المهم فهم العلاقة بين الكوليسترول في الدم وصحة القلب. الكوليسترول نوع من الدهون الشمعية الموجودة في الدم، وهو ضروري لبناء خلايا صحية. لكن، عندما ترتفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) بشكل كبير، تتراكم هذه الدهون على جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تصلبها وتضيقها. هذا التضييق يعيق تدفق الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

العادات الصباحية التي ترفع مستوى الكوليسترول الضار

إليك أبرز العادات الصباحية التي يمكن أن تساهم في ارتفاع الكوليسترول الضار، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية:

1. إهمال وجبة الفطور وأثره على الدهون

تخطي وجبة الفطور ليس مجرد حرمان للجسم من الطاقة في بداية اليوم؛ بل يرتبط بشكل وثيق بارتفاع مستويات الكوليسترول. أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لا يتناولون الفطور يميلون إلى تسجيل معدلات أعلى من الكوليسترول الكلي والضار مقارنة بنظائرهم المنتظمين في تناول هذه الوجبة. وجبة فطور متوازنة تساعد على تنظيم عملية التمثيل الغذائي وتمنع الجسم من اللجوء إلى مصادر دهون غير صحية لتعويض نقص الطاقة.

دراسة من PubMed: أفادت بأن البالغين الذين تخطوا وجبة الفطور لمدة أربعة أسابيع شهدوا ارتفاعاً في الكوليسترول الكلي، بينما حافظ أولئك الذين تناولوا فطوراً صحياً على مستويات دهون سليمة.

2. الإفراط في الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة

اللحوم المصنعة، والمعجنات السريعة، وأطعمة الفطور المقلية – كل هذه الأطعمة تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والمتحولة. هذه الدهون ترفع بشكل مباشر من مستويات الكوليسترول الضار في الجسم. اختيار بدائل صحية مثل الشوفان، والفواكه، والبذور، والمكسرات، يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في الحفاظ على صحة القلب.

3. التوتر الصباحي وزيادة الكورتيزول

الاستيقاظ على التوتر والقلق يمكن أن يؤثر سلباً على مستويات الكوليسترول. يرتفع هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) بشكل طبيعي في الصباح، ولكن التعرض لضغوط إضافية في هذه الفترة يعزز هذا الارتفاع. الكورتيزول المرتفع يؤثر على عملية أيض الدهون، مما قد يؤدي إلى زيادة الكوليسترول الضار والتهابات.

4. قلة الحركة والنشاط البدني

الاستيقاظ وعدم القيام بأي حركة، أو الجلوس لفترات طويلة على الفور، يمكن أن يعيق قدرة الجسم على تنظيم الكوليسترول. حتى النشاط البدني الخفيف مثل المشي لمدة 15-20 دقيقة أو القيام ببعض تمارين التمدد يمكن أن يحسن عملية التمثيل الغذائي للدهون، ويزيد من مستويات الكوليسترول الجيد (HDL).

5. مشاكل النوم وتأثيرها على الكوليسترول

جودة النوم تؤثر بشكل مباشر على تنظيم الكوليسترول. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو مواعيد النوم غير المنتظمة، تعرف بتعطيل الساعة البيولوجية للجسم وبالتالي التأثير على إنتاج الكوليسترول في الكبد. أظهرت الدراسات وجود علاقة بين سوء النوم وارتفاع الكوليسترول الضار وانخفاض الكوليسترول الجيد.

6. الجفاف وأثره على الدورة الدموية

قد لا يؤدي الجفاف المباشر إلى زيادة الكوليسترول في الجسم، إلا أنه يضعف الدورة الدموية وعمليات الأيض، مما يؤثر على قدرة الجسم على التخلص من الدهون بكفاءة. شرب كوب من الماء فور الاستيقاظ يساعد على ترطيب الجسم وتعزيز وظائف الأيض.

7. أنماط الاستيقاظ غير المنتظمة

الاستيقاظ في أوقات مختلفة كل يوم يعطل إيقاع الساعة البيولوجية للجسم. إنتاج الكوليسترول في الكبد يتبع دورة يومية، والاستيقاظ غير المنتظم قد يخل بهذه الدورة، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الكوليسترول الضار وانخفاض الكوليسترول الجيد.

8. تناول وجبات دسمة في الصباح الباكر

بدء اليوم بوجبات خفيفة عالية السعرات الحرارية أو الأطعمة المقلية يمكن أن يرفع نسبة السكر في الدم والدهون الثلاثية، مما يؤثر بشكل غير مباشر على الكوليسترول الضار.

خلاصة: تعديل عاداتك الصباحية لحماية قلبك

التحكم في مستويات الكوليسترول يتطلب اتباع نهج شامل يشمل النظام الغذائي، والنشاط البدني، وإدارة الإجهاد. ولكن، يجب ألا نغفل عن أهمية العادات الصباحية في هذا السياق. من خلال البدء في يومك بوجبة فطور صحية، وممارسة بعض النشاط البدني، وإدارة التوتر، وشرب الماء الكافي، والحصول على قسط جيد من النوم، يمكنك أن تحدث فرقاً كبيراً في صحة قلبك على المدى الطويل. لا تتردد في استشارة طبيبك لإجراء فحص دوري لمستويات الكوليسترول، والحصول على المشورة المناسبة لتعديل نمط حياتك وحماية قلبك من الأمراض. ابدأ اليوم بتغيير بسيط، ودع صحة قلبك تكون أولويتك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى