اخبار الكويت

سفير منغوليا نجحنا على مدى 50 عاما في بناء شراكة متينة مع الكويت

منغوليا والكويت: شراكة متينة نحو آفاق أوسع من التعاون

يمثل التعاون بين منغوليا ودولة الكويت نموذجًا ناجحًا للشراكة الجنوبية-الشرقية، حيث شهدت العلاقات الثنائية تطورًا ملحوظًا على مدار الخمسين عامًا الماضية. هذا التعاون لم يقتصر على الجوانب السياسية فحسب، بل امتد ليشمل مجالات اقتصادية وثقافية وإنسانية متعددة. وتشهد هذه العلاقة دفعة قوية في ضوء بدء منغوليا بتصدير اللحوم إلى الكويت، مما يعزز جهود الأمن الغذائي في الدولة الخليجية ويدعم اقتصادي البلدين. تأتي هذه الخطوة مدعومة باستثمارات كويتية كبيرة في منغوليا عبر الصندوق الكويتي للتنمية.

تاريخ من الثقة والتعاون المشترك

بدأت العلاقات الدبلوماسية بين منغوليا والكويت عام 1975، لتكون الكويت أول دولة خليجية تقيم علاقات رسمية مع منغوليا. ووفقًا لسفير منغوليا في الكويت، سيرغيلين بوريف شاداي، فإن هذه الخطوة شكلت نقطة انطلاق لعلاقة صداقة طويلة الأمد. على مر السنين، عمل البلدان بنشاط على بناء شراكة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل وتلاقي المصالح، والالتزام بالتعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة.

الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، وخاصة الزيارات التاريخية للقيادة الكويتية، بما في ذلك زيارات المغفور له الشيخ صباح الأحمد، ساهمت بشكل كبير في تعزيز هذه الثقة والتفاهم المتبادل. كما لعبت الزيارات الرئاسية والبرلمانية والوزارية المنغولية إلى الكويت دورًا موازيًا في تقريب وجهات النظر.

دور الصندوق الكويتي للتنمية في منغوليا

يُعد الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية شريكًا رئيسيًا لمنغوليا في مسيرتها التنموية منذ تسعينيات القرن الماضي. وقد بلغ حجم الاستثمارات الكويتية في منغوليا حوالي 80 مليون دولار أمريكي، موزعة على خمسة مشاريع حيوية في قطاعات متنوعة. تشمل هذه القطاعات:

  • الطرق والنقل: تطوير البنية التحتية للنقل لتسهيل التجارة والتنقل داخل منغوليا.
  • الطاقة: دعم مشاريع الطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة، لتعزيز الاستدامة البيئية.
  • الصحة: تمويل مشاريع الرعاية الصحية لتحسين الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين المنغوليين.
  • البيئة: دعم المبادرات البيئية للحفاظ على الموارد الطبيعية.

هذا الدعم المالي يعكس التزام الكويت الراسخ بمساعدة منغوليا في تحقيق أهدافها التنموية، ويُترجم إلى تحسينات ملموسة في حياة المواطنين المنغوليين.

تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية

في خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي، بدأت منغوليا في أكتوبر الماضي بتصدير اللحوم إلى الكويت. هذه الخطوة لا تساهم فقط في دعم الأمن الغذائي في الكويت، بل تفتح أيضًا أسواقًا جديدة للمنتجات المنغولية، مما يعزز اقتصاد البلاد.

وبالإضافة إلى ذلك، وقع الجانبان في يناير الماضي اتفاقية خدمات جوية تهدف إلى فتح خطوط طيران مباشرة بين البلدين. من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة كبيرة في حركة الركاب والبضائع، مما يدفع عجلة النمو الاقتصادي والتجاري. لذا، يعتبر تطوير النقل الجوي عنصرًا حيويًا في تعزيز العلاقات التجارية.

منتدى الأعمال المشترك وتفعيل دور القطاع الخاص

اعترافًا بأهمية القطاع الخاص في دفع عجلة التعاون الاقتصادي، نظّم البلدان أول منتدى أعمال مشترك في الكويت عام 2023. شارك في المنتدى 30 شركة منغولية و20 شركة كويتية، مما أتاح لهم فرصة التعارف وتبادل الخبرات وتوقيع العديد من مذكرات التفاهم.

منغوليا، وبفضل مواردها الطبيعية الوفيرة، تقدم فرصًا استثمارية جذابة للشركات الكويتية. فهي تعتبر أكبر منتج عالمي للكشمير الخام، وتمتلك احتياطيات كبيرة من النحاس والذهب والفحم والعناصر النادرة، مما يجعلها وجهة مثالية للاستثمارات في قطاعات التعدين والزراعة والصناعات التحويلية.

التعاون في مجالات التعليم والرياضة

لا يقتصر التعاون بين البلدين على الجوانب الاقتصادية والسياسية فحسب، بل يمتد ليشمل مجالات التعليم والرياضة. وتقدم جامعة الكويت منحًا سنوية للطلاب المنغوليين لدراسة اللغة العربية، مما يعزز التبادل الثقافي ويساهم في بناء جسور التواصل بين الشباب في البلدين. العديد من خريجي هذا البرنامج يشغلون حاليًا مناصب دبلوماسية في البعثات المنغولية في الشرق الأوسط، مما يؤكد على أهمية هذا التعاون في إعداد الكفاءات الدبلوماسية.

بالإضافة إلى ذلك، يشهد التعاون الرياضي نموًا متسارعًا، مع تبادل الزيارات والخبرات بين الرياضيين والمدربين في البلدين. هذا التعاون يساهم في تطوير الرياضة في كلا البلدين وتعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية.

رؤى مشتركة على الساحة الدولية

تتمتع منغوليا والكويت بتعاون وثيق في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة. يتشارك البلدان رؤى مشتركة بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية، مما يتيح لهما تنسيق المواقف بشأن قضايا السلام والأمن والتنمية المستدامة وتغير المناخ والمساعدات الإنسانية. هذا التنسيق يعزز دور البلدين في العمل الدولي ويساهم في تحقيق الأهداف المشتركة. يظهر دعم كل دولة لمبادرات الأمن الغذائي العالمي كجزء من هذه الرؤى المشتركة.

في الختام، يمكن القول أن العلاقات بين منغوليا والكويت تسير في اتجاه إيجابي ومستدام. فقد نجح البلدان في بناء شراكة متينة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل والتعاون البناء. ومع استمرار الجهود المشتركة، من المتوقع أن تشهد هذه العلاقات مزيدًا من التطور والازدهار، مما يعود بالنفع على شعبي البلدين. للتواصل بشأن فرص التعاون المستقبلية، نوصي بزيارة مواقع غرف التجارة والصناعة في كلا البلدين واستكشاف كافة الاستثمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى