بالفيديو وكيل الدفاع انتصارات السادس من أكتوبر صفحة مشرفة في تاريخ الأمة العربية تجسد وحدة الموقف العربي وتكاتف الأشقاء في مواجهة التحديات

- تضحيات الجيش المصري وبطولاته الخالدة على مر التاريخ أسهمت في تعزيز الأمن القومي العربي وحماية مقدرات الأمة
- العلاقات التاريخية بين مصر والكويت أرست دعائمها قيادتان حكيمتان وتعمّقت عبر عقود من التعاون بمختلف المجالات
- الدلال: الكويت قدمت أكبر عدد من الشهداء في حربي الاستنزاف و6 أكتوبر وقبورهم في مصر شاهدة على بطولاتهم ومجدهم
أسامة أبوالسعود
أكد وكيل وزارة الدفاع الشيخ د.عبدالله المشعل أن انتصارات حرب السادس من أكتوبر 1973 تعد صفحة مشرفة في تاريخ الأمة العربية وتجسيدا لوحدة الموقف العربي وتكاتف الأشقاء بمواجهة التحديات.
جاء ذلك في كلمة ألقاها وكيل وزارة الدفاع خلال احتفال أقامه مكتب الدفاع في سفارة جمهورية مصر العربية بمناسبة الذكرى الـ 52 لانتصارات حرب السادس من أكتوبر بحضور لفيف من ممثلي البعثات الديبلوماسية المعتمدة لدى الكويت.
وأوضح وكيل وزارة الدفاع أن هذه المناسبة الغالية تأتي تخليدا لانتصار الجيش المصري الباسل ولما سطره أبناء الأمة العربية من ملحمة تعاون وتضامن، مبينا أن تضحيات الجيش المصري وبطولاته الخالدة أسهمت في تعزيز الأمن القومي العربي وحماية مقدرات الأمة.
وأضاف أن العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع الكويت وجمهورية مصر العربية أرست دعائمها قيادتان حكيمتان وتعمقت عبر عقود من التعاون في مختلف المجالات، لاسيما ميادين الدفاع والأمن، مبينا أن ما يجمع البلدين من تعاون وثيق يعكس وحدة المصير والموقف المشترك في نصرة الحق ودعم الاستقرار الإقليمي.
ملحمة تاريخية
من جانبه، قال الملحق العسكري في السفارة المصرية العقيد مصطفى الدلال في كلمة مماثلة إن الكويت كان لها دور بارز ومشرف في تلك الملحمة التاريخية، إذ قدمت المال والجهد والذخيرة والأرواح فدفعت بأبنائها إلى ساحة المعركة إلى جانب أشقائهم المصريين لتختلط دماء الشهداء الكويتيين والمصريين على أرض سيناء الطاهرة، مؤكدا أن الكويت قدمت أكبر عدد من الشهداء بين الجيوش العربية المشاركة في حربي الاستنزاف والسادس من أكتوبر لتبقى قبورهم في مصر شاهدة على بطولاتهم ومجدهم.
وأضاف أن الذكرى الـ 52 لانتصارات حرب السادس من أكتوبر تجسد عظمة الشعب المصري وقدرته على تحقيق إنجاز عسكري ضخم رغم التحديات والمصاعب، مؤكدا أن هذا النصر سيظل على مر التاريخ عنوانا للعزة والكبرياء واسترداد الأرض والكرامة.
تحية لأرواح شهدائنا
وشدد العقيد الدلال على أن الشعب المصري العظيم كان على ثقة كاملة بقدرة قواته المسلحة على تحقيق النصر واسترداد الأرض والكرامة، مضيفا: «تحية إعزاز لجيل أكتوبر من رجال القوات المسلحة الذين استردوا للوطن أرضه وعزته بعزيمتهم وقدرتهم على قهر المستحيل، وتحية إجلال لأرواح شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وعزته وكرامته».
وأضاف: «تحية للرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي اتخذ قراره بالحرب والعبور وهو واثق بالله والشعب، وبقدرة القوات المسلحة على تحقيق النصر وقهر المعتدين».
دور الكويت
وأردف قائلا: «في هذا اليوم العظيم يجب ألا ننسى ملوك ورؤساء الدول العربية الشقيقة الذين كان لهم دور كبير في ملحمة النصر، ففي 5 يونيو عام 1967 استيقظ الشعب الكويتي على صدور مرسوم أميري يقول في مادته الأولى «إن الكويت في حرب دفاعية من صباح اليوم مع الكيان المحتمل في فلسطين المحتلة»، فلم تكن مشاركة الكويت بالشعارات أو الكلمات، بل بذلت فيها المال والجهد والذخيرة والأرواح فدفعت بأبنائها إلى ساحة المعارك، وكانت أول قوة عسكرية عربية تصل إلى سيناء، حتى قال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في استقباله لهم «الجندي والضابط الكويتي جنبا إلى جنب مع أخيه المصري».
53 شهيداً كويتياً
وتابع العقيد الدلال: الكويت قدمت أكبر نسبة شهداء من بين الجيوش العربية في حربي الاستنزاف 1967 وأكتوبر 1973، حيث تم استشهادهم بقصف جوى إسرائيلي لتختلط دماء (53) شهيدا كويتيا مع دماء أشقائهم لاسترداد أرض سيناء العربية، ولاتزال قبورهم في مصر شاهدة على مجدهم وعزتهم.
القضاء على الإرهاب
وشدد على أن رجال القوات المسلحة هم أبناء ذلك الشعب العظيم الذين ساهموا في صنع أمجاده ومازالوا يصونون مقدراته، فامتدت جهودهم للقضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره داخل الوطن وخارج حدوده إن استدعى الأمر، محافظين على الأمن القومى وحماية حدود أرضنا المقدسة في أي زمان ومكان، ليستمر تلاحم أبناء الشعب المصري مع قواته المسلحة دفاعا عن مقدرات الوطن في ظل أوضاع إقليمية ودولية عصيبة.
يقظة دائمة
وشدد على القول: «إن لمصر قوات مسلحة أبية على يقظة دائمة وقادرة في مختلف الظروف للوصول إلى أبعد مدى وفي أسرع وقت لتأمين المصالح المصرية في ظل كافة التحديات والتهديدات الراهنة وردع كل من تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها الدولة المصرية».
وأكد الدلال أن مصر التي حاربت واستردت أراضيها هي مصر ذاتها التي تسعى دائما لتحقيق السلام، فلم تسع مصر يوما إلى حروب أو نزاعات من أجل تحقيق أطماع غير مشروعة أو الاستيلاء دون وجه حق على ممتلكات ومقدرات الآخرين، ولكن تسعى دائما لمد جسور التعاون كنهج راسخ لتحقيق الخير والبناء والتنمية.
وذكر أنه في السنوات الأخيرة شهدت مصر ثورة هائلة في كل قطاعات التنمية بالدولة في ظل تعاون وثيق واحترام متبادل لحقوق دول الجوار في الحياة الآمنة، مؤكدا أن مظاهر الازدهار في مصر تشكل أيضا المشروعات الاقتصادية العملاقة والتي تعيد مصر إلى وضعها الرائد بالمنطقة بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها من الدول العربية والأجنبية.
ثقافة السلام والتصدي للتطرف
وأضاف أن ما تحقق من أهداف لدعم المصالح المشتركة بين بلدينا خلال فترة وجيزة من العمل المكثف في كل مجالات التعاون العسكري استند الى أسس ومبادئ راسخة مبنية على رغبتنا المشتركة في نشر ثقافة السلام والتصدي لقوى العنف والتطرف التي تشهدها منطقتنا خلال الفترة الأخيرة.
وأكد أن «ما نشهده من تحديات ناجمة عن التفاعلات الجارية في البيئة الأمنية لمنطقة الشرق الأوسط يدفعنا للتعامل بمسؤولية تجاه القضايا المشتركة لاستعادة الأمن والاستقرار الإقليمي وتحقيق متطلبات الأمن بمفهومه الشامل، مع عدم إغفال مراعاة خصوصية المجتمعات والشعوب ورفض مبدأ التدخلات في الشؤون الداخلية للدول تحت أي شعارات».
وشهد الحفل استعراض فقرات فنية ووطنية ومعرضا فنيا جسدت روح النصر والعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.












