اخبار الكويت

بالفيديو السفير الفرنسي الشراكة الصحية بين فرنسا والكويت متميزة

الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية في الكويت: شراكة فرنسية كويتية نحو مستقبل واعد

يشهد القطاع الصحي في الكويت تطورات متسارعة، مدفوعة بالابتكار والشراكات الدولية، وعلى رأسها التعاون الوثيق مع فرنسا. وقد سلطت جلسة نقاشية حديثة، نظمتها معهد دسمان للسكري بالتعاون مع سفارة فرنسا في الكويت تحت عنوان «عناية أذكى»، الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، وكيف يمكن لهذه التكنولوجيا المتقدمة أن تُحدث ثورة في تشخيص الأمراض وعلاجها، خاصةً في ظل التحديات المتزايدة مثل مرض السكري وأمراض الكبد. تأتي هذه الجهود بالتزامن مع اليوم العالمي للسكري، مؤكدة على أهمية تبني أحدث التقنيات لتحسين صحة المجتمع.

الذكاء الاصطناعي: تحول جذري في الرعاية الصحية

أكد المتحدثون في الجلسة النقاشية أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مفهوم مستقبلي، بل أصبح واقعًا ملموسًا يغير وجه الرعاية الصحية. فقد أوضحت الدكتورة آمنة خميس، الأستاذة في المعهد الأوروبي لجينوم السكري، أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحديد علاج أكثر ملاءمة لكل مريض بناءً على حالته البيولوجية الفريدة، وهو ما يعرف بالطب الدقيق. هذا النهج يمثل نقلة نوعية في علاج الأمراض المزمنة مثل السكري، حيث يمكن تخصيص العلاج لكل مريض بناءً على استجابته المحتملة، مما يزيد من فعاليته ويقلل من الآثار الجانبية.

الطب الدقيق: مستقبل العلاج الشخصي

الطب الدقيق، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، يعتمد على تحليل كميات هائلة من البيانات الوراثية والسريرية لتحديد العلاج الأمثل لكل مريض. كما أشارت الدكتورة خميس، فإن الذكاء الاصطناعي يساعد في فهم الفروقات بين المرضى، وتحديد سبب استجابة البعض للعلاج بينما لا يستجيب له آخرون. هذا الفهم العميق يسمح بتطوير علاجات موجهة، مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات كل مريض.

الجراحة الروبوتية والطب عن بعد: تجاوز الحدود الجغرافية

لم يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على التشخيص والعلاج التقليديين، بل امتد ليشمل الجراحة الروبوتية والطب عن بعد. الدكتور سليمان المزيدي، رئيس قسم الجراحة في مستشفى جابر، سلط الضوء على إنجازه التاريخي في إجراء عملية جراحية عن بعد من الكويت لمريض في البرازيل، وهي عملية سجلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية. هذا الإنجاز يوضح كيف يمكن للروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تقلل من مخاطر السفر على المرضى، وتتيح لهم الحصول على الرعاية الصحية المتخصصة بغض النظر عن موقعهم الجغرافي. بالإضافة إلى ذلك، أشار الدكتور المزيدي إلى أن الجراحة الروبوتية يمكن أن تقلل من فترة التعافي وتحسن النتائج الجراحية.

معالجة البيانات الطبية الضخمة: تحدٍ وفرصة

مع تزايد حجم البيانات الطبية بشكل هائل، أصبح تفسير هذه البيانات تحديًا كبيرًا. الدكتور جان فرانسوا بول، المتخصص في التصوير القلبي، أوضح أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا حاسمًا في استخراج المعلومات الدقيقة من الصور الطبية، وهو ما يصعب الحصول عليه في الممارسة اليومية للطبيب. كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تحسين التنبؤات الطبية، وتقديم طب شخصي أكثر دقة. هذا يعني أن الأطباء يمكنهم الآن اتخاذ قرارات أكثر استنارة بناءً على تحليل شامل للبيانات الطبية، مما يؤدي إلى رعاية صحية أفضل.

الشراكة الفرنسية الكويتية: تعزيز الابتكار في الرعاية الصحية

تعتبر الشراكة الصحية بين فرنسا والكويت نموذجًا للتعاون المثمر. السفير الفرنسي أوليفييه غوفان أكد على مكانة فرنسا كمركز تكنولوجي ومركز للذكاء الاصطناعي في أوروبا، وأشار إلى قمة العمل بشأن الذكاء الاصطناعي التي عقدت في باريس بمشاركة وفد كويتي. كما لفت إلى سلسلة المؤتمرات حول الذكاء الاصطناعي التي تنظمها السفارة الفرنسية في الكويت، والتي تهدف إلى إثراء النقاش حول دور هذه التكنولوجيا في خدمة التقدم الاقتصادي والتنمية. هذه الشراكة تتيح تبادل الخبرات والمعرفة، وتسريع وتيرة الابتكار في مجال الرعاية الصحية في كلا البلدين.

معهد دسمان للسكري: ريادة في أبحاث السكري

أكد الدكتور فيصل الرفاعي، مدير عام معهد دسمان للسكري بالإنابة، على التزام المعهد بتطوير الرعاية الصحية من خلال الابتكار والشراكات الدولية. وأشار إلى أن المعهد يعمل على ربط الأبحاث المتقدمة بالاحتياجات الطبية الفعلية، وأن الشراكة مع قادة عالميين مثل فرنسا تفتح آفاقًا جديدة للتعاون متعدد التخصصات. كما أكد على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في تحويل أبحاث السكري ورعاية المرضى، مشيرًا إلى أن المعهد يهدف إلى أن يكون المرجع الأول للسكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، سلط الدكتور فواز الزيد الضوء على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في أبحاث السكري، لما يتيحه من قدرة غير مسبوقة على تحليل البيانات الضخمة واستخلاص نتائج دقيقة.

في الختام، يمثل التعاون بين الكويت وفرنسا في مجال الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية خطوة مهمة نحو مستقبل واعد. من خلال تبني أحدث التقنيات والاستثمار في الأبحاث والابتكار، يمكن للكويت أن تُحدث ثورة في قطاعها الصحي، وتحسين صحة ورفاهية مواطنيها. إن الاستمرار في تعزيز هذه الشراكة وتبادل الخبرات والمعرفة سيساهم في تحقيق تقدم كبير في مجال الرعاية الصحية، ووضع الكويت في طليعة الدول التي تتبنى أحدث التقنيات لتحسين صحة المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى