المطيري تطوير المنظومة السياحية يحتاج إلى شراكة جميع مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة

الكويت تسعى نحو تطوير سياحي مستدام بمعايير عالمية
يشهد قطاع السياحة في الكويت تطورات متسارعة، مدفوعة برؤية واضحة لتنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانة البلاد كوجهة سياحية متميزة. وفي هذا الإطار، ناقشت اللجنة العليا للسياحة في اجتماعها الأخير برئاسة وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، آليات تطوير المنظومة السياحية ورفع كفاءتها بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية. يمثل تطبيق معايير المنظمة السياحية العالمية ركيزة أساسية في هذه الجهود، حيث تسعى الكويت إلى تقديم تجربة سياحية متكاملة تلبي تطلعات الزوار وتساهم في بناء اقتصاد سياحي قوي. تركز هذه الجهود على منصة “فيزت كويت” كواجهة موحدة للترويج للمعالم السياحية في البلاد.
أهمية تطبيق معايير المنظمة السياحية العالمية في المشاريع السياحية الكويتية
يعد تبني معايير المنظمة السياحية العالمية (UNWTO) أمرًا بالغ الأهمية لضمان جودة الخدمات والبنية التحتية السياحية في الكويت. هذه المعايير ليست مجرد توصيات، بل هي إطار عمل شامل يغطي جميع جوانب الصناعة السياحية، بدءًا من التخطيط والتطوير وحتى التشغيل والتقييم. إن الالتزام بهذه المعايير يعزز ثقة السياح، ويجذب الاستثمارات الأجنبية، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة في القطاع.
ما هي معايير المنظمة السياحية العالمية؟
تشمل معايير المنظمة السياحية العالمية مجموعة واسعة من المجالات، أهمها:
- الاستدامة البيئية: الحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من الآثار السلبية للسياحة على البيئة.
- التراث الثقافي: حماية وتعزيز التراث الثقافي للبلاد وإبراز هويتها الحضارية.
- جودة الخدمات: تقديم خدمات سياحية عالية الجودة تلبي احتياجات وتوقعات السياح.
- السلامة والأمن: ضمان سلامة وأمن السياح والمجتمعات المحلية.
- إمكانية الوصول: توفير مرافق وخدمات سياحية يمكن الوصول إليها من قبل جميع الأشخاص، بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة.
رؤية اللجنة العليا للسياحة وتطوير “فيزت كويت”
أكد وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب، عبدالرحمن المطيري، خلال اجتماع اللجنة العليا للسياحة، على ضرورة تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة، سواء الحكومية أو الخاصة، والمجتمع المدني، لتطوير المنظومة السياحية في الكويت. هذا التكامل يضمن تبادل الأفكار ومعالجة التحديات التي قد تواجه القطاع، بالإضافة إلى تحديد الفرص المتاحة لتحقيق النجاح والازدهار.
تعتبر منصة “فيزت كويت” (Visit Kuwait) جزءًا أساسيًا من هذه الرؤية، حيث تهدف إلى أن تكون الواجهة التسويقية الرسمية للبلاد، وتقديم كافة المعلومات التي يحتاجها السائح قبل وأثناء وبعد الزيارة. يناقش الاجتماع آليات تفعيل الحملة الترويجية الرقمية للمنصة، وتطوير المحتوى السياحي، وإبراز التجارب الفريدة التي تجمع بين الترفيه والثقافة والتراث البحري للكويت. كما يتم العمل على إطلاق رزنامة سنوية للفعاليات، وتطوير المنتجات السياحية، وتفعيل التجارب التراثية داخل الفنادق والمراكز التاريخية لخلق بيئة سياحية مستدامة وجذابة.
شراكة القطاعين العام والخاص: محرك أساسي للتنمية السياحية
أشار الوزير المطيري إلى الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع الخاص في تطوير المنظومة السياحية في الكويت. فالقطاع الخاص هو المحرك الأساسي للابتكار والاستثمار في هذا المجال. لذلك، يجب على الحكومة توفير البيئة المناسبة للقطاع الخاص للازدهار، من خلال تسهيل الإجراءات، وتقديم الحوافز والتسهيلات، وتعديل اللوائح والقوانين عند الضرورة. هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص تضمن تحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات المتاحة، وتسريع وتيرة التنمية السياحية في البلاد. الاستثمار السياحي يعتبر من أهم أنواع الاستثمار لكونه يدر عوائد اقتصادية كبيرة.
التكامل القطاعي والتركيز على التجارب السياحية
لا تقتصر المنظومة السياحية على قطاع واحد، بل تتداخل وتتقاطع مع العديد من القطاعات الأخرى، مثل الصحة والثقافة والفنون والإعلام والبيئة. لذا، من الضروري تحقيق التكامل بين هذه القطاعات المختلفة، لتقديم تجربة سياحية متكاملة وشاملة. يجب أن يكون السائح قادرًا على الاستمتاع بتنوع الخدمات والمرافق المتاحة في الكويت، سواء كانت صحية أو ثقافية أو ترفيهية.
هناك تركيز خاص على تطوير التجارب السياحية الفريدة التي تميز الكويت عن غيرها من الوجهات السياحية. يشمل ذلك تطوير السياحة الثقافية والتراثية، والتركيز على الأنشطة الترفيهية المتنوعة، وتقديم خدمات عالية الجودة تلبي احتياجات جميع السياح. تأتى إقامة الاجتماعات في مواقع سياحية مثل المتحف البحري في فندق “راديسون بلو” دليلًا على هذا الاهتمام بتطوير السياحة في الكويت.
خلاصة وتطلعات مستقبلية لقطاع السياحة الكويتي
إن تطوير قطاع السياحة في الكويت يتطلب جهودًا متواصلة وتضافرًا للجميع، مع الالتزام بمعايير الجودة والاستدامة التي تتبناها المنظمة السياحية العالمية. من خلال رؤية واضحة، وشراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص، وتكامل قطاعي، والتركيز على تطوير التجارب السياحية المتميزة، يمكن للكويت أن تحقق نقلة نوعية في قطاعها السياحي، وأن تصبح وجهة مفضلة للسياح من جميع أنحاء العالم. تثمر هذه الجهود في تعزيز الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل جديدة، وتحسين جودة الحياة للمواطنين. نسعى جاهدين لتقديم “فيزت كويت” كمنصة شاملة تعكس جمال وتنوع الكويت، وتشجع على زيارتها واستكشافها.












