اخبار الكويت

الكويت تفوز بمقعد العضوية بلجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة يونسكو

الكويت، بتاريخها العريق وثقافتها الغنية، حققت إنجازاً تاريخياً بفوزها بمقعد في لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو. هذا الفوز يعكس مكانة الكويت المتميزة على الساحة الثقافية والإقليمية والدولية، ويؤكد على الرصيد الحضاري والتراثي الفريد الذي تمتلكه. إن هذا الإنجاز ليس مجرد اعتراف بمجهودات الكويت في الحفاظ على تراثها، بل هو أيضاً مسؤولية أكبر لتعزيز دورها في صون التراث العالمي.

فوز الكويت بمقعد في لجنة التراث العالمي: اعتراف بمكانة ريادية

أعلن اليوم الاثنين عن فوز الكويت بمقعد العضوية في لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” لمدة أربع سنوات، ممثلة عن مجموعة الدول العربية. هذا الفوز يمثل تتويجاً لجهود مستمرة ومثابرة في مجال حماية التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية.

أعرب أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. محمد الجسار، عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز، مؤكداً أنه يجسد مكانة الكويت الثقافية إقليمياً ودولياً. وأضاف أن هذا الفوز يؤكد ما تمتلكه الكويت من رصيد حضاري وتراثي عريق يستحق التقدير والحماية، خاصةً في ظل الدعم المستمر من القيادة السياسية للتراث والثقافة.

دور القيادة السياسية في دعم التراث الكويتي

إن الدعم المتواصل من القيادة السياسية في الكويت للتراث والثقافة هو الركيزة الأساسية التي قامت عليها هذه الإنجازات. هذا الدعم لم يقتصر على الجانب المادي فحسب، بل امتد ليشمل التشجيع والتوجيه نحو تبني استراتيجيات فعالة لحماية التراث والنهوض به. إن رؤية القيادة الحكيمة تؤمن بأن التراث هو جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، وهو أساس التنمية المستدامة.

جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تعزيز ملف التراث الوطني

يعود الفضل في هذا الإنجاز إلى توجيهات وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عبدالرحمن المطيري، الذي حرص على دعم ملف التراث الوطني وتعزيزه في المحافل الدولية. هذا الدعم ترجمة لاستراتيجية المجلس في حماية التراث والنهوض به وتعزيز حضور الكويت في مؤسسات العمل الثقافي العالمي.

إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يعمل بشكل دؤوب على إعداد ملفات ترشيح شاملة ومتكاملة للتراث المادي للكويت، بهدف إدراجه على قائمة التراث العالمي. هذه الملفات تتضمن دراسات علمية وتقارير فنية توثق أهمية هذه المواقع التاريخية والثقافية. بالإضافة إلى ذلك، يعمل المجلس على تنظيم فعاليات وأنشطة ثقافية تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية التراث وتشجيع السياحة الثقافية.

أهمية الانتخاب في مقر اليونسكو بباريس

جاء انتخاب الكويت ضمن الدول الأعضاء البالغ عددها 21 دولة في لجنة التراث العالمي خلال جلسة التصويت التي جرت في مقر منظمة اليونسكو بباريس، أثناء اجتماعات الجمعية العمومية الـ25 للدول الأطراف في اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي لعام 1972. هذا الانتخاب يمثل نقطة تحول مهمة في مسيرة العمل الثقافي الكويتي، ويعزز دورها في صياغة السياسات الدولية المعنية بصون التراث العالمي.

دور وزارة الخارجية والمندوبية الدائمة في تحقيق هذا الإنجاز

لا يمكن إغفال الدور الاستثنائي الذي لعبته وزارة الخارجية والمندوبية الدائمة للكويت في “اليونسكو” في ضمان الدعم للكويت في الانتخابات. هذه الجهود الدبلوماسية ساهمت بشكل كبير في إقناع الدول الأعضاء بأهمية دعم ترشيح الكويت، وإبراز التزامها بحماية التراث العالمي. إن التعاون الوثيق بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ووزارة الخارجية يعكس حرص الكويت على تحقيق أهدافها الثقافية على الصعيد الدولي.

مستقبل العمل الثقافي الكويتي: نحو صون التراث العالمي

أكد د. الجسار أن المجلس سيواصل جهوده في هذه المرحلة المهمة من خلال تفعيل دور الكويت في اللجنة وإعداد ملفات الترشيح التي تؤهل التراث المادي للكويت للتسجيل على قائمة التراث العالمي. كما سيساهم المجلس في دعم المبادرات الدولية الرامية لصون التراث المادي، بما يعزز موقع الكويت كمركز ثقافي رائد وشريك فاعل في حماية الذاكرة الإنسانية المشتركة.

إن التراث الكويتي ليس مجرد مجموعة من الآثار والمباني التاريخية، بل هو جزء من الهوية الوطنية ورمز للفخر والاعتزاز. إن الحفاظ على هذا التراث هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات حكومية أو منظمات مجتمع مدني. إن الاستثمار في حماية التراث هو استثمار في المستقبل، وهو ضروري لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التقارب الثقافي بين الدول. كما أن السياحة الثقافية تلعب دوراً هاماً في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز التبادل الثقافي مع العالم.

في الختام، يمثل فوز الكويت بمقعد في لجنة التراث العالمي إنجازاً تاريخياً يعكس مكانتها المتميزة على الساحة الثقافية الدولية. إن هذا الإنجاز هو ثمرة جهود مشتركة وتعاون وثيق بين مختلف الجهات المعنية، وهو بداية لمرحلة جديدة من العمل الثقافي الكويتي نحو صون التراث العالمي وتعزيز الهوية الوطنية. ندعو الجميع للمساهمة في هذه المسيرة النبيلة، والعمل معاً من أجل حماية تراثنا الغالي للأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى