الشطي علاج الإدمان يبدأ بسحب السموم ثم التأهيل

الكويت تشهد تطوراً ملحوظاً في مكافحة الإدمان، مع التركيز على العلاج المتكامل والتشريعات الجديدة. يمثل القانون رقم 195 لسنة 2025 نقلة نوعية في التعامل مع هذه الآفة، حيث يوازن بين الردع والعلاج، ويوفر فرصاً أكبر للتعافي. تشير الإحصائيات إلى أن التعافي ممكن، حيث تصل نسب الشفاء إلى 80% في المراحل المبكرة من الإدمان، وتنخفض إلى 40% في الحالات المتقدمة، مما يؤكد أهمية التدخل المبكر.
منظومة متكاملة لمكافحة المخدرات في الكويت
تشهد الكويت تقدماً ملحوظاً في مكافحة آفة المخدرات من خلال منظومة متكاملة تجمع بين الجوانب الصحية والتشريعية والأمنية. هذا التكامل يهدف إلى حماية الأسرة والمجتمع، وتوفير فرص حقيقية للتعافي من الإدمان. القانون الجديد لمكافحة المخدرات، والذي دخل حيز التنفيذ مؤخراً، يمثل ركيزة أساسية في هذه المنظومة، حيث يركز على الجانب العلاجي إلى جانب الجانب الجنائي.
العلاج كخيار أساسي
أكد متخصصون أن التعامل مع الإدمان يجب أن يكون من منظور علاجي لا عقابي، وذلك من خلال توفير برامج علاجية متدرجة وشاملة. هذا النهج يساهم في تخفيف الأعباء الصحية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على آفة المخدرات، وتحصين المجتمع وأبنائه.
مركز علاج الإدمان: ركيزة أساسية في خطة الكويت لمكافحة الإدمان
يعد مركز علاج الإدمان بوزارة الصحة ركيزة أساسية في جهود مكافحة الإدمان في الكويت. يقدم المركز برامج علاجية متدرجة وشاملة تستند إلى أسس علمية، ويعامل الإدمان كمرض مزمن يمكن التعافي منه من خلال الدعم العلاجي والنفسي والاجتماعي المتكامل.
مراحل العلاج في مركز الإدمان
يضم المركز مبنيين رئيسيين، الأول مخصص للمرحلة الأولى (سحب السموم) والمرحلة الثانية (التقييم الأولي)، والثاني يمثل “منزل منتصف الطريق” للعلاج المتقدم. يستقبل المركز المرضى البالغين من المواطنين والمقيمين ممن تجاوزوا سن 21 عاماً.
- مرحلة سحب السموم: تستغرق عادةً بين أسبوع وأسبوعين، ويتم خلالها التعامل مع الأعراض الانسحابية طبياً.
- مرحلة التقييم الأولي: تستغرق أسبوعاً إلى أسبوعين، ويتم خلالها تقييم الحالة النفسية والسلوكية والاجتماعية لتحديد الاحتياجات العلاجية.
- المراحل المتقدمة: تشمل العيادات الخارجية والرعاية المستمرة و”منزل منتصف الطريق”.
“منزل منتصف الطريق”: بيئة علاجية داعمة
يمثل “منزل منتصف الطريق” بيئة علاجية مفتوحة تحاكي المجتمع الطبيعي، حيث يتم تكليف المرضى بمسؤوليات يومية مثل الاهتمام بالنظافة والمشاركة في إعداد الطعام، مما يساعدهم على استعادة دورهم كأفراد فاعلين في المجتمع.
الانتكاسة: جزء طبيعي من مسار التعافي
من المهم التأكيد على أن التعافي من الإدمان ليس خطاً مستقيماً، وأن الانتكاسة لا تعد فشلاً للخطة العلاجية، بل هي جزء متوقع من مسار المرض. الهدف من العلاج هو تقليل عدد مرات الانتكاس وإطالة الفترة الفاصلة بينها، وتقليل حدتها، تماماً كما هو الحال في الأمراض المزمنة الأخرى مثل السكري والربو.
نسب التعافي والانتكاس
تظهر الدراسات أن نسب التعافي تختلف بحسب مرحلة الإدمان ودرجة التزام المريض بالبرنامج العلاجي. قد تصل نسبة التعافي في المراحل المبكرة إلى 80%، بينما تبلغ في الحالات المتقدمة حوالي 40%. نسبة الانتكاس في السنة الأولى من التعافي قد تصل إلى 60%، ولكنها تتراجع مع استمرار المتابعة والعلاج.
دور جمعية “بشائر الخير” في دعم المتعافين
تلعب جمعية “بشائر الخير” دوراً هاماً في دعم المتعافين بعد انتهاء المراحل العلاجية الأولية. تستقبل الجمعية المتعافين وتبدأ معهم رحلة تأهيل جديدة نفسياً وسلوكياً واجتماعياً ودينياً وثقافياً.
برامج التأهيل الشاملة
تقدم الجمعية برامج إيمانية وروحية، وبرامج في تعديل السلوك وحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية. كما تنظم لقاءات أسبوعية للمتعافين ومحاضرات متخصصة، وتقدم رعاية لاحقة للمتعافين في السجون والمستشفيات.
نحو تشريعات مساندة لدمج المتعافين في المجتمع
أكد رئيس مجلس إدارة جمعية “بشائر الخير” على أهمية إعادة النظر في المدد الزمنية اللازمة لـ”رد الاعتبار” للمتعافين والسجناء المفرج عنهم، بغية تسريع اندماجهم في سوق العمل. تقليص هذه المدة، مع خضوع المتعافي لتقييم دوري دقيق، يمكن أن يساهم في تمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
القانون الجديد: خطوة متقدمة نحو مكافحة الإدمان
يمثل القانون الجديد لمكافحة المخدرات خطوة متقدمة في الاتجاه الصحيح، حيث عالج العديد من الثغرات الميدانية، وعمل على تثبيت سلطة الإيداع العلاجي، وتوسيع بدائل الحبس للمتعاطين. هذه التعديلات تتكامل مع الجهود العلاجية في مركز علاج الإدمان والجمعيات المتخصصة، وتقدم استجابة أكثر شمولية وفاعلية لآفة الإدمان.
في الختام، يمكن القول أن الكويت تتخذ خطوات جادة وفعالة في مكافحة الإدمان، من خلال منظومة متكاملة تجمع بين العلاج والتشريعات الجديدة. مع التركيز على التدخل المبكر والدعم المستمر للمتعافين، يمكن تحقيق نسب تعافي أعلى، وحماية المجتمع من آثار هذه الآفة المدمرة. من الضروري الاستمرار في تطوير برامج العلاج والتأهيل، وتوفير الدعم اللازم للمتعافين لضمان اندماجهم الكامل في المجتمع.












