الزهراني المعادن لعبت دورا محوريا في بناء اقتصاد الممالك العربية القديمة

استضافت دار الآثار الإسلامية ندوة متخصصة بعنوان «دراسة أثرية لمستوطنات تعدينية خلال العصور الإسلامية المبكرة.. جنوب غربي المملكة العربية السعودية» استعرضت المناجم القديمة في الجزيرة العربية والأعمال الميدانية التي تنفذ.
وقال مقدم الندوة عضو مجلس الشورى السعودي د.عبدالله الزهراني إن «التعدين» يمثل محورا أساسيا منذ فجر التاريخ إذ ارتبط اكتشاف الإنسان للمعادن بمرحلة مهمة في تطور الحضارات فيما يتجلى أثر التعدين بوضوح في التسلسل الحضاري بدءا من العصر النحاسي مرورا بالبرونزي ووصولا إلى الحديدي مشيرا إلى دوره الحيوي في بناء أسس المجتمعات القديمة.
وأوضح الزهراني أن اكتشاف المعادن في الجزيرة العربية يعود إلى زمن مبكر لاسيما الذهب والفضة والنحاس حيث بدأت صناعة التعدين في أطراف الجزيرة.
وأشار إلى أن المعادن لعبت دورا محوريا في بناء اقتصاد الممالك العربية القديمة ودول الفترة الإسلامية منذ نشأتها مؤكدا أنها ساهمت في تنظيم شؤون الدولة وتيسير حركة التجارة إذ أصبحت المناجم في الجزيرة العربية محط اهتمام الكثير من الخلفاء ووجهة اقتصادية مهمة لأرباب المهن والحرف من تجار المعادن إلى العمال.
وذكر أن الأعمال الأثرية التي تمت في السعودية خلال العقود الماضية أصبحت قاعدة بيانات صلبة لجميع الباحثين والدارسين فيما ذكر عدد من المؤرخين أن المعادن النفيسة كانت مصدرا رئيسا للثروة والتجارة لدى تجار «مكة».
وأوضح أنه مع تطور أساليب التعدين شهدت المنطقة ظهور أنماط متعددة من المستوطنات التعدينية ومنها المناجم السطحية والمؤقتة ومراكز الصهر الإقليمية والمدن الاقتصادية المبكرة فيما شكلت المستوطنات الثابتة نواة لنشوء المدن الاقتصادية التي نعرفها اليوم. وبين الزهراني أن أعمال التعدين ساهمت في إعادة تشكيل المناظر الطبيعية من خلال وجود المناجم وبقايا الصهر وغيرها من الآثار المرتبطة بالنشاط المعدني ما يعكس التأثير البشري المبكر على البيئة.












