أسعار الذهب تغلق عند 4198 دولارا للأونصة

أسعار الذهب أنهت أسبوعًا قويًا عند مستوى 4198 دولارًا للأونصة، مدفوعةً بمجموعة من العوامل العالمية والإقليمية. يترقب المستثمرون والخبراء الاقتصاديون تطورات أسعار الفائدة الأمريكية والبيانات الاقتصادية القادمة، مع استمرار التوترات الجيوسياسية في دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن. هذا المقال يقدم تحليلاً مفصلاً لأداء الذهب مؤخرًا، والتوقعات المستقبلية، وأوضاع الأسواق المحلية.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب في نهاية الأسبوع الماضي
شهد سعر الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في نهاية الأسبوع الماضي، حيث استقر عند مستوى 4198 دولارًا للأونصة. يعود هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى تزايد التوقعات بحدوث تخفيضات في أسعار الفائدة الأمريكية. بقاء مؤشر التضخم الأمريكي قرب نسبة 3% يعزز هذا الاتجاه، حيث يُنظر إلى خفض الفائدة كأداة محتملة للسيطرة على التضخم.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت التوترات الجيوسياسية المستمرة في مناطق مختلفة من العالم في زيادة الطلب على الذهب. فالاضطرابات العالمية تدفع المستثمرين للبحث عن أصول آمنة تحافظ على قيمة أموالهم في أوقات عدم اليقين، والذهب يعتبر تقليديًا أحد هذه الأصول.
تأثير السياسة النقدية الأمريكية
تتجه الأنظار نحو السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. يشير تقرير صادر عن شركة دار السبائك الكويتية إلى أن السياسة النقدية الأكثر مرونة، والتي قد تتضمن خفضًا في أسعار الفائدة، ستزيد من جاذبية الذهب. فالذهب لا يدر عائدًا ثابتًا مثل السندات، وبالتالي يصبح أكثر تنافسية عندما تنخفض أسعار الفائدة.
توقعات الأسواق لهذا الأسبوع وبيانات اقتصادية حيوية
يواصل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جذب اهتمام الأسواق هذا الأسبوع، حيث من المقرر أن يعقد اجتماعًا هامًا. يزداد تأثير أي إشارة أو قرار يصدر عن الفيدرالي بسبب غياب البيانات الاقتصادية المعتادة بعد شهر سبتمبر نتيجة للإغلاق الحكومي الأخير في الولايات المتحدة. هذا الغياب يزيد من حساسية الأسواق لأي تصريح أو إجراء.
إضافة لذلك، تستعد الولايات المتحدة لنشر بيانات اقتصادية متأخرة، تشمل أرقام الوظائف لشهر أكتوبر، وتكاليف التوظيف للربع الثالث من العام. وفي نفس الوقت، ستعلن كندا وسويسرا وأستراليا والبرازيل وتركيا قرارات جديدة بشأن أسعار الفائدة.
بيانات التضخم والإنتاج في الصين
لن يقتصر التركيز على الولايات المتحدة فقط، بل ستحظى بيانات التضخم والإنتاج الصينية لشهر نوفمبر أيضًا باهتمام كبير. فالصين تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأي تباطؤ أو تحسن في أدائها الاقتصادي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الأسواق العالمية.
في المقابل، تشهد المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا أسبوعًا اقتصاديًا مزدحمًا بإعلانات تتعلق بالنمو الاقتصادي، وميزان التجارة، والإنتاج الصناعي. هذه التطورات مجتمعة تدعم النظرة الصعودية لسعر الذهب.
أداء العقود الآجلة للذهب ومؤشرات السوق
أنهى عقد الذهب الآجل لتسليم فبراير المقبل الأسبوع عند 4243 دولارًا للأونصة. في المقابل، استقر مؤشر الدولار عند مستوى 98.9 نقطة، بينما ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.14%.
على الرغم من أن هذه العوامل قد حدت من مكاسب الذهب، إلا أنها لم تمنعه من التماسك فوق مستوى 4190 دولارًا للأونصة. وهذا يدل على قوة الطلب على الذهب وقدرته على مقاومة الضغوط السلبية.
آراء المحللين وتوقعات مستقبلية لأسعار الذهب
تظهر آراء المحللين انقسامًا بين الحياد والتفاؤل بشأن مستقبل أسعار الذهب. ومع ذلك، يميل مستثمرو السوق الرئيسي إلى السيناريو الصعودي، متوقعين استمرار ارتفاع الأسعار. يرى بعض المراقبين أن اختراق مستوى 4265 دولارًا للأونصة قد يمهد الطريق لإعادة اختبار القمة التاريخية قرب 4380 دولارًا للأونصة.
تتجاوز بعض التقديرات هذا المستوى، حيث تشير إلى إمكانية وصول سعر الذهب إلى 5000 دولار للأونصة بحلول عام 2026. يعتمد هذا التوقع على استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب، بالإضافة إلى استمرار تراجع أسعار الفائدة على مستوى العالم. الطلب المتزايد من البنوك المركزية، خاصة في الدول الناشئة، يعتبر عاملًا رئيسيًا في دعم أسعار الذهب على المدى الطويل.
أسعار الذهب في السوق المحلي الكويتي
وفقًا لتقرير دار السبائك، بلغ سعر غرام الذهب عيار 24 في السوق المحلي الكويتي 41.23 دينارًا كويتيًا (حوالي 135 دولارًا أمريكيًا). في حين بلغ سعر غرام الذهب عيار 22 حوالي 37.38 دينارًا كويتيًا (حوالي 123 دولارًا أمريكيًا). كما سجل سعر كيلو الفضة 624 دينارًا كويتيًا (حوالي 2036 دولارًا أمريكيًا).
معلومات أساسية عن وحدة الأونصة
الأونصة هي وحدة قياس للكتلة تستخدم في العديد من الأنظمة المختلفة. وتعرف أيضًا باسم الأوقية، وهي تساوي 28.349 جرامًا. عند استخدامها كوحدة قياس للمعادن النفيسة، فإنها تساوي 31.103 جرامًا. فهم هذه الوحدة ضروري لمتابعة أسعار الذهب والفضة بدقة.
في الختام، يبدو مستقبل أسعار الذهب واعدًا، مدفوعًا بتوقعات خفض الفائدة، والتوترات الجيوسياسية، والطلب المتزايد من البنوك المركزية. من المهم متابعة البيانات الاقتصادية والأحداث العالمية عن كثب لتقييم المخاطر والفرص الاستثمارية في سوق الذهب. هل تتوقع استمرار ارتفاع أسعار الذهب؟ شاركنا رأيك في التعليقات!












