في فجر يوم السبت الموافق 28 ديسمبر 2025، اهتزت أجزاء من سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة بهزة أرضية خفيفة. وقد سجل “المركز الوطني للأرصاد” في الإمارات العربية المتحدة هزة أرضية بقوة 2.9 درجة على مقياس ريختر في جنوب منطقة مسندم. هذا الحدث، على الرغم من ضعفه، أثار اهتمامًا واسعًا ودفع الكثيرين إلى البحث عن معلومات حول الزلازل في المنطقة، وأسبابها، وكيفية الاستعداد لها.
تفاصيل الهزة الأرضية في مسندم
أفاد المركز الوطني للأرصاد بأن الهزة الأرضية تم تسجيلها في تمام الساعة 04:44 صباحًا بالتوقيت المحلي لدولة الإمارات. وذكر المركز أن الهزة وقعت في جنوب منطقة مسندم، وهي منطقة جبلية تقع في أقصى شمال سلطنة عُمان، وتحدها الإمارات العربية المتحدة. لم يتم الإبلاغ عن أي أضرار أو إصابات نتيجة لهذه الهزة، نظرًا لضعف قوتها وموقعها في منطقة قليلة السكان.
تحديد موقع الهزة وقياس قوتها
تعتمد عملية تحديد موقع الهزة الأرضية وقوتها على تحليل البيانات التي تجمعها محطات الرصد الزلزالي. تقوم هذه المحطات بتسجيل الموجات الزلزالية التي تنتشر عبر الأرض نتيجة للحركة المفاجئة للصفائح التكتونية. من خلال مقارنة أوقات وصول هذه الموجات إلى محطات مختلفة، يمكن للعلماء تحديد مركز الهزة (الـ epicenter) وعمقها. قوة الهزة، التي تقاس بمقياس ريختر أو مقياس الموجة السطحية، تعكس كمية الطاقة المنبعثة من مصدر الزلزال.
ردود فعل السكان المحليين
على الرغم من أن الهزة كانت خفيفة، إلا أن بعض السكان المحليين في منطقة مسندم شعروا بها. وصف البعض الشعور بحركة خفيفة في المباني، بينما ذكر آخرون أنهم استيقظوا بسبب الاهتزاز. انتشرت بعض التقارير على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بشعور السكان بالهزة، مما يعكس مدى وعيهم وتفاعلهم مع الأحداث الطبيعية. هذه الأحداث تذكر بأهمية الاستعداد للزلازل، حتى وإن كانت ذات قوة ضعيفة.
النشاط الزلزالي في منطقة شبه الجزيرة العربية
تعتبر منطقة شبه الجزيرة العربية منطقة نشطة زلزاليًا، وذلك بسبب موقعها على طول حدود الصفائح التكتونية. تتقاطع هنا عدة فوالق رئيسية، مما يزيد من احتمالية حدوث الزلازل. على الرغم من أن الزلازل الكبيرة نادرًا ما تحدث في هذه المنطقة، إلا أن الهزات الأرضية الصغيرة والمتوسطة تعتبر شائعة. الزلازل في هذه المنطقة غالبًا ما تكون مرتبطة بحركة الصفائح التكتونية العربية والإفريقية، بالإضافة إلى النشاط البركاني في بعض المناطق.
أسباب النشاط الزلزالي
السبب الرئيسي للنشاط الزلزالي في شبه الجزيرة العربية هو حركة الصفائح التكتونية. تتحرك هذه الصفائح ببطء شديد، ولكن الاحتكاك بينها يمكن أن يؤدي إلى تراكم الإجهاد. عندما يتجاوز هذا الإجهاد قوة الصخور، فإنها تنكسر فجأة، مما يسبب إطلاق الطاقة على شكل موجات زلزالية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم العوامل الأخرى، مثل النشاط البركاني والانهيارات الأرضية، في حدوث الزلازل.
تاريخ الزلازل في المنطقة
شهدت منطقة شبه الجزيرة العربية العديد من الزلازل على مر التاريخ. بعض هذه الزلازل كانت مدمرة، وتسببت في خسائر في الأرواح وأضرار في الممتلكات. على سبيل المثال، شهدت إيران، التي تقع بالقرب من شبه الجزيرة العربية، العديد من الزلازل الكبيرة في الماضي. كما سجلت سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة بعض الهزات الأرضية المتوسطة، ولكنها لم تسبب أضرارًا كبيرة. دراسة تاريخ النشاط الزلزالي تساعد في فهم المخاطر المحتملة والاستعداد لها.
الاستعداد للهزات الأرضية والتعامل معها
على الرغم من أن التنبؤ بالزلازل بدقة لا يزال أمرًا صعبًا، إلا أنه يمكن اتخاذ بعض الإجراءات لتقليل المخاطر والاستعداد للهزات الأرضية. تشمل هذه الإجراءات:
- تثبيت الأثاث: تأمين الأثاث الثقيل بالحوائط لمنع سقوطه وإصابة الأشخاص.
- تحديد أماكن آمنة: تحديد أماكن آمنة في المنزل أو مكان العمل يمكن الاحتماء بها أثناء الهزة.
- إعداد حقيبة طوارئ: تجهيز حقيبة طوارئ تحتوي على الماء والطعام والإسعافات الأولية والراديو.
- معرفة إجراءات السلامة: تعلم إجراءات السلامة الأساسية التي يجب اتباعها أثناء وبعد الهزة الأرضية.
- التحقق من سلامة المباني: التأكد من أن المباني مصممة ومبنية وفقًا لمعايير مقاومة الزلازل.
ما يجب فعله أثناء الهزة الأرضية
أثناء حدوث هزة أرضية، من المهم الحفاظ على الهدوء واتباع إجراءات السلامة. إذا كنت داخل مبنى، فابحث عن مكان آمن للاحتماء به، مثل تحت طاولة متينة أو بجوار حائط داخلي. ابتعد عن النوافذ والأشياء التي قد تسقط. إذا كنت في الخارج، فابتعد عن المباني والأشجار وخطوط الكهرباء.
الخلاصة
الهزة الأرضية التي سجلها المركز الوطني للأرصاد في جنوب مسندم هي تذكير دائم بالنشاط الزلزالي في منطقة شبه الجزيرة العربية. على الرغم من أن هذه الهزة كانت خفيفة ولم تتسبب في أي أضرار، إلا أنها تؤكد على أهمية الاستعداد للزلازل واتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل المخاطر. من خلال فهم أسباب الزلازل، وتحديد الأماكن الآمنة، وإعداد حقائب الطوارئ، يمكننا جميعًا المساهمة في حماية أنفسنا ومجتمعاتنا. نحث الجميع على متابعة التحديثات والمعلومات الصادرة عن الجهات المختصة، مثل المركز الوطني للأرصاد، لضمان سلامتهم في حالة حدوث أي زلزال.
