في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للابتكار، أعلنت الحكومة عن انطلاق مرحلة جديدة في رحلة الإمارات تبتكر. هذه المرحلة، التي تبدأ في نوفمبر 2026، تؤكد التزام الدولة الراسخ بالابتكار كركيزة أساسية للتنمية المستدامة والازدهار. يهدف هذا الحدث الوطني الأكبر من نوعه إلى ترسيخ ثقافة الابتكار في جميع القطاعات، وجذب العقول والمواهب، ودعم الحلول المبتكرة التي تعزز جودة الحياة.
رؤية قيادية نحو مستقبل الابتكار
تجسد مبادرة الإمارات تبتكر رؤية استشرافية تضع الابتكار في صميم العمل الحكومي والثقافة المجتمعية. أكد معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، أن القيادة الرشيدة جعلت من الابتكار بوصلة للعمل الحكومي، ومحركاً للتطور الإيجابي في منظومة العمل والاقتصاد الوطني. هذه الرؤية لم تجعل من الإمارات نموذجاً عالمياً في الابتكار فحسب، بل جذبت أيضاً المواهب والمبتكرين من جميع أنحاء العالم.
تمكين العمل الحكومي بالابتكار
لم يقتصر الأمر على إطلاق مبادرات، بل تم تطوير منهجية حكومية شاملة تركز على استدامة الابتكار وبناء القدرات الوطنية المبتكرة. هذا النهج الشامل يضمن أن الابتكار ليس مجرد حدث سنوي، بل هو ممارسة مؤسسية ونهج وطني متكامل يقود مسيرة التنمية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، تم التركيز على تحويل الأفكار الرائدة إلى نماذج عمل مبتكرة تدعم مسار التنمية الشاملة في الدولة.
العقد الثاني لـ “الإمارات تبتكر”: انطلاقة جديدة
مع دخول رحلة الابتكار الحكومي في دولة الإمارات عقداً جديداً، يعود شهر الإمارات تبتكر ليؤكد دوره كمظلة وطنية واستراتيجية لدفع مسيرة الابتكار. اعتماد شهر نوفمبر موعداً سنوياً لتنظيم هذا الحدث، ابتداءً من عام 2026، يمثل مرحلة جديدة لترسيخ ثقافة الابتكار كنهج وطني شامل. هذا الحدث يهدف إلى نشر وتعميم ممارسات الابتكار في الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع، والاحتفاء بالإنجازات والمشاريع المبتكرة.
منصة وطنية جامعة للابتكار
تحولت مبادرة الإمارات تبتكر خلال عقد من الزمن إلى منصة وطنية جامعة تضم الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية وأفراد المجتمع. وقد شهدت مشاركة أكثر من 1.5 مليون شخص، وتفاعلاً واسعاً تجاوز 10 ملايين مشاهدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم أكثر من 7000 فعالية بمشاركة 140 جهة. هذه الأرقام تعكس مدى نجاح المبادرة في إشراك جميع فئات المجتمع في رحلة الابتكار.
جائزة “الإمارات تبتكر”: تكريم الإبداع في كل إمارة
يشهد العقد الثاني لرحلة الابتكار استمرار جائزة الإمارات تبتكر في نسختها السابعة. تتوسع الجائزة هذا العام لتضم سبع جوائز، تُكرم سبعة ابتكارات متميزة على مستوى الدولة، بحيث يتم تكريم أفضل مشروع مبتكر في كل إمارة. هذا التوسع يعكس التزام الدولة بتشجيع الابتكار في جميع أنحاء الإمارات، وتقدير الدور الذي يلعبه في تطوير الخدمات والارتقاء بجودة حياة المجتمع. التركيز على الابتكار في حياة المجتمع، وخاصة الأسرة، يعكس رؤية الحكومة لمحورية الابتكار في إحداث تغيير إيجابي على جميع فئات المجتمع.
دور المرأة في تعزيز الابتكار
أكدت معالي هدى الهاشمي، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، أن “الإمارات تبتكر” تعكس تكامل الجهود الحكومية في الإمارات لتعزيز منظومة الابتكار وتمكين الموهوبين. كما أشارت إلى أن تنظيم فعاليات الإمارات تبتكر 2026 في نوفمبر يُشكل محطة انطلاق نحو عقد جديد من رحلة الابتكار في الدولة، تفتح فيه الحكومة آفاقاً أوسع للتطوير وتبني المزيد من الممارسات المبتكرة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب المرأة دوراً محورياً في تعزيز الابتكار، حيث تساهم في تطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات المجتمع.
مستقبل الابتكار في الإمارات
مع استمرار رحلة الابتكار في الإمارات، يتوقع أن تشهد الدولة المزيد من الإنجازات والمشاريع المبتكرة التي تعزز مكانتها كمركز عالمي للابتكار. من خلال الاستثمار في التعليم والبحث والتطوير، وتشجيع ريادة الأعمال، وتوفير بيئة محفزة للابتكار، تسعى الإمارات إلى تحقيق رؤيتها بأن تصبح دولة رائدة في مجال الابتكار، ومصدر إلهام للدول الأخرى. إن الإمارات تبتكر ليست مجرد مبادرة حكومية، بل هي حركة وطنية تهدف إلى بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. الاستدامة والابتكار هما وجهان لعملة واحدة، وستواصل الإمارات الاستثمار في كليهما لضمان مستقبل مزدهر ومستدام.
