نهيان بن مبارك يعتمد الخطة التشغيلية لـ «شتاء صندوق الوطن»

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أن التوجه نحو تعزيز الهوية الإماراتية وترسيخ القيم الأخلاقية بين الأجيال أصبح نهجاً ثابتاً لصندوق الوطن، وفق التوجهات السامية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. هذا التركيز على بناء جيل واعٍ بأصالته وقيمه هو استثمار حقيقي في مستقبل الإمارات، ويظهر جلياً في مبادرات الصندوق المتنوعة، وعلى رأسها برنامج “شتاء صندوق الوطن” الذي يجمع بين الأصالة والتربية الحديثة.
برنامج “شتاء صندوق الوطن”: تعزيز الهوية الإماراتية للأجيال الجديدة
يهدف برنامج “شتاء صندوق الوطن” إلى ترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة في نفوس الأجيال الشابة، وتعزيز الانتماء والولاء للوطن. جاء إطلاق هذا البرنامج بعد اعتماد خطة صندوق الوطن لاستقبال طلاب المدارس في 10 مقار رئيسية على مستوى الدولة، بدءاً من الثامن من ديسمبر الحالي ولمدة أسبوعين. البرنامج يستهدف شريحة واسعة من الطلاب، من سن ست سنوات وحتى 16 عاماً، ويقدم لهم محتوى تربوياً غنياً يرتكز على مبادئ السنع الإماراتي والأخلاق الإسلامية.
أهداف البرنامج ومحاوره الرئيسية
يركز البرنامج على تحقيق سبعة أهداف رئيسة، تشمل تعليم مبادئ السنع الإماراتي وقيمه السلوكية، وتعزيز استخدام اللغة العربية الفصحى، ودمج القيم الدينية والاجتماعية في أنشطة تربوية تفاعلية. كما يهدف إلى تعريف الطلاب بالتاريخ الإماراتي الغني، وتعزيز وعيهم بأهمية حماية البيئة والاستدامة، ودعم الموروث الثقافي.
الأسبوع الأول من البرنامج مخصص للتركيز على السنع الإماراتي، لغة وعملاً، مع التركيز على قيم مثل الاحترام والكرم والإحسان والحكمة. بينما يركز الأسبوع الثاني على الأخلاق الإسلامية في الحياة اليومية، مثل الصدق والصبر والتواضع والوفاء بالعهد. هذا التكامل بين الأصالة والدين يعكس رؤية الصندوق في بناء جيل متوازن، معتز بهويته وقيمه.
التعاون مع المؤسسات التعليمية والتراثية
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن البرنامج ينطلق بالتعاون الوثيق مع وزارة التربية والتعليم، ودائرة التعليم والمعرفة، وعدد من المؤسسات والشركاء في القطاعين التعليمي والتراثي. هذا التعاون يضمن تكامل الأدوار بين مؤسسات الدولة في تنشئة جيل يعتز بقيمه وتاريخه، ويعمل على تعزيز الهوية الوطنية.
التركيز على السنع الإماراتي في نسخة هذا العام
تولي نسخة هذا العام من البرنامج اهتماماً خاصاً بالسنع الإماراتي، من خلال تعليم الطلاب مبادئه وقواعده، وتعريفهم بالقيم التي نشأ عليها أبناء الإمارات. يهدف هذا التركيز إلى تحقيق استدامة هذه القيم المتجذرة في موروثنا الثقافي والديني، لتبقى حاضرة في سلوك أبناء وبنات الإمارات. السنع ليس مجرد سلوكيات، بل هو منظومة قيم وأخلاق تعبر عن أصالة المجتمع الإماراتي وكرمه.
أنشطة البرنامج وتصنيفها حسب الفئات العمرية
يقدم برنامج “شتاء صندوق الوطن” عشرات الأنشطة المتخصصة المصممة خصيصاً لكل فئة عمرية من الفئات الأربع المستهدفة. الفئة الأولى (من ست إلى ثماني سنوات) تركز على أنشطة الحركة والمرح، والقصص المبسطة، والرسم والتلوين، وحفظ آيات قصيرة، وتعلم قيم الاحترام والرحمة والمشاركة. أما الفئة الثانية (من تسع إلى 11 سنة) فتقدم أنشطة حركية، وقصصاً قصيرة، ولعباً جماعياً، وحفظ السور القصيرة، وربط القيم الإسلامية بالسنع الإماراتي.
الفئة الثالثة (من 12 إلى 13 سنة) تشارك في نقاشات تفاعلية، وكتابة وتعبير، ومشاهد درامية، وترسيخ الاعتدال والعدل، وربط القيم القرآنية بأصول السنع الإماراتي. بينما تعمل الفئة الرابعة على مشاريع تطوعية صغيرة، وإعداد محتوى لغوي متقدم، وحوارات مفتوحة حول تطبيق السنع في المجتمع المعاصر، وحفظ سور تعزز القيادة والمسؤولية. هذا التنوع في الأنشطة يضمن مشاركة جميع الطلاب واستفادتهم من البرنامج.
المدارس المستضيفة للبرنامج
تم اختيار عشر مدارس رئيسية على مستوى الدولة لاستقبال الطلاب المشاركين في البرنامج، وهي: مدرسة أبوظبي الدولية، ومدرسة النخبة الخاصة، وأكاديمية جيمس العالمية بجزيرة الريم، ومدرسة الإمارات الوطنية، ومدرسة الإمارات الوطنية في العين، ومدرسة عبدالله بن الزبير، ومدرسة ريبتون – ند الشبا في دبي، ومدرسة الأنصار العالمية في الشارقة، ومدرسة جيمس وينشيستر في الفجيرة، ومدرسة الإمارات الوطنية في رأس الخيمة. هذه المدارس تم اختيارها لقدرتها على استضافة البرنامج وتقديم الدعم اللازم للطلاب.
رسالة الشيخ نهيان بن مبارك
اختتم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان حديثه بالتأكيد على أن برنامج “شتاء صندوق الوطن” يعكس تطبيقاً أميناً للرؤية الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة، والتي تركز على أن بناء الإنسان يأتي في المقدمة. إن تعزيز القيم الإماراتية المتوارثة، وتكوين جيل يعتز بقيمه ووطنه، ويتحلى بمكارم الأخلاق، ويطبق السنع الإماراتي سلوكاً حضارياً في حياته اليومية، هو أهم غاية لكافة المؤسسات. إن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار في مستقبل الإمارات، وهذا ما يحرص عليه صندوق الوطن من خلال مبادراته المتنوعة.
هذا البرنامج يمثل فرصة قيمة للطلاب لتعزيز هويتهم الوطنية، وتعميق فهمهم لقيمهم وثقافتهم، وبناء مستقبل مشرق للإمارات. ندعو جميع الطلاب وأولياء الأمور والمدارس إلى المشاركة الفعالة في هذا البرنامج والاستفادة من الفرص التي يقدمها.












