اخبار الامارات

ماريا الشحي تدافع عن البيئة على «منصات التواصل»

على الرغم من مواجهة تحديات صحية منذ الولادة، استطاعت الطفلة الإماراتية، ماريا سالم الشحي، أن تضيء منصات التواصل الاجتماعي بمحتوى بيئي فريد ومُلهم. قصة ماريا هي دليل على أن صناعة المحتوى لا تعرف حدودًا وأن الإرادة والعزيمة يمكنهما تجاوز أي عقبة. في هذا المقال، نستكشف رحلة ماريا، شغفها بالرسم، وكيف حوّلت التحديات إلى فرص للإبداع والتأثير الإيجابي.

ماريا الشحي: قصة إلهام في عالم صناعة المحتوى

بدأت قصة ماريا الشحي، ابنة الإمارات، رحلة علاجية طويلة منذ لحظة ولادتها. لكن هذه التحديات الصحية لم تمنعها من البحث عن شغفها والتعبير عن ذاتها. وجدت ماريا في الرسم وسيلة للتواصل مع العالم، وعبرت عن مشاعرها وأفكارها من خلال لوحاتها الملونة. لم تكتفِ ماريا بذلك، بل انطلقت في عالم صناعة المحتوى الرقمي، مقدمةً محتوى تثقيفياً بيئياً باللغة الإنجليزية، مستهدفةً جمهورًا واسعًا وتسعى لنشر الوعي بأهمية حماية كوكبنا.

الرسم والتعبير عن الذات: بداية رحلة ماريا

روت ماريا في حديثها لـ”الإمارات اليوم” أن الرسم كان بمثابة نافذة على عالمها الداخلي. في البداية، واجهت صعوبة في التحكم بقبضة يدها، وهو تحدٍ طبيعي بالنسبة لشخص يخضع لعلاج طبي مستمر. لكنها لم تستسلم، بل أصرت على التعلم والممارسة المستمرة.

تطور المهارات الفنية

من خلال التدريب المتواصل، تمكنت ماريا من تطوير مهاراتها الفنية وتحقيق تقدم ملحوظ. تستلهم ماريا في رسوماتها شخصيات الأنمي، وخاصةً “ميكاسا” من مسلسل “هجوم العمالقة”، لما تتمتع به هذه الشخصية من قوة وشجاعة. ترى في هذه الشخصية رمزاً لقدراتها وإصرارها على التغلب على الصعاب. هذا الشغف بالرسم لم يكن مجرد هواية، بل كان نقطة انطلاق نحو الإعلام الرقمي وتقديم محتوى مؤثر.

دعم الأسرة والمدرسة: أساس النجاح

لم تكن رحلة ماريا نحو صناعة المحتوى لتنجح لولا الدعم اللامحدود الذي تلقته من عائلتها ومدرستها. تؤكد ماريا أن والدتها كانت الداعم الأول لها، وشجعتها على الإيمان بقدراتها والإبداع، مؤكدة لها أن التحديات ليست حواجز، بل فرص للنمو والتطور.

كما أشارت والدة ماريا إلى أن ابنتها كانت تمتلك شغفًا طبيعيًا بالظهور أمام الكاميرا والتعبير عن أفكارها بثقة. وقد ساهم هذا الشغف، بالإضافة إلى الدعم الأسري، في بناء شخصية ماريا القوية والمؤثرة. كما أن تدخل إدارة المدرسة السريع والحاسم في قضية التنمر التي تعرضت لها ماريا في الحافلة المدرسية، عزز من شعورها بالأمان والتقدير.

محتوى بيئي مؤثر: رسالة من قلب طفلة

تهدف ماريا من خلال حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي إلى نشر الوعي البيئي بين الأطفال والشباب. تقدم محتوى تثقيفيًا باللغة الإنجليزية حول أهمية الحفاظ على البيئة، وإعادة التدوير، وترشيد الاستهلاك. تؤمن ماريا بأنه من خلال التوعية المبكرة، يمكننا بناء جيل واعٍ ومسؤول تجاه كوكبنا.

لقد لاقت مبادرة ماريا تفاعلًا إيجابيًا كبيرًا من المتابعين، بالإضافة إلى دعم من كتاب ومشاهير. هذا التفاعل الإيجابي حفزها على الاستمرار وتطوير محتواها، وشعرها بالمسؤولية تجاه الرسالة التي تحملها.

طموحات مستقبلية ورسالة للأطفال

تحلم ماريا بأن تصبح مصممة أزياء في المستقبل، وأن تبرز جمال الزي التراثي الإماراتي بأشكال وألوان عصرية. وفي الوقت نفسه، تسعى إلى أن تكون صانعة محتوى ناجحة، تساهم في إبراز صورة الإمارات وتعزيز القيم الإيجابية لدى المجتمع.

ووجهت ماريا رسالة ملهمة للأطفال في الإمارات، مؤكدة أن لا شيء مستحيل على طفل يتمتع بالشجاعة والإصرار. وشددت على أهمية الثقة بالنفس والعمل الجاد لتحقيق الأهداف والطموحات.

نموذج إماراتي مُلهم: تجاوز التحديات بالإبداع

قصة ماريا الشحي هي تجسيد حقيقي لرؤية الإمارات في تمكين الشباب وتشجيعهم على الإبداع والابتكار. إنها نموذج يُلهم الأطفال والشباب على تجاوز التحديات وتحويلها إلى فرص للتميز. بفضل دعم أسرتها، ومدرستها، وبيئتها التعليمية المحفزة، استطاعت ماريا أن تثبت أن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة قادرتان على تحقيق المستحيل.

إن قصة ماريا ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل هي قصة أمل وإلهام لجميع الأطفال الذين يواجهون تحديات صحية أو صعوبات في حياتهم. إنها تذكير بأن كل طفل يمتلك القدرة على أن يحدث فرقًا إيجابيًا في العالم، وأن الطموح لا يعرف حدودًا. نأمل أن تشجع قصة ماريا المزيد من الأطفال على اكتشاف مواهبهم، والتعبير عن أنفسهم، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للإمارات والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى