عيد الاتحاد الـ 54.. الإمارات إنجازات محلية لا تتوقف وحضور دولي مؤثر
احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد الرابع والخمسين، وهي مناسبة تجسد مسيرة حافلة بالإنجازات والتقدم في شتى المجالات. فمنذ تأسيسها، رسخت الإمارات مكانتها كدولة رائدة إقليمياً وعالمياً، مستندةً إلى رؤية طموحة وقدرة على التكيف مع المتغيرات العالمية. هذا العام، 2025، لم يكن استثناءً، بل شهد تأكيداً على هذه الريادة من خلال إنجازات سياسية واقتصادية وإنسانية وتنموية بارزة، مما يجعل الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى به في التطور والازدهار.
دور الإمارات في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والدولي
واصلت الإمارات سياستها الخارجية الفاعلة، مؤكدةً دورها المحوري في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي. لم تقتصر جهودها على المنطقة العربية فحسب، بل امتدت لتشمل قضايا عالمية ملحة. ففي عام 2025، بذلت الإمارات جهوداً دبلوماسية مكثفة لوقف الحرب في غزة، وإدانة الصراعات الأهلية، وعلى رأسها السودان، والسعي لإيجاد حلول سياسية مستدامة بقيادة المدنيين.
مبادرات إماراتية لتهدئة التوترات
لم تتوقف مبادرات الإمارات عند هذا الحد، بل تدخلت أيضاً لخفض التوتر بين الهند وباكستان، والحد من التصعيد بين إسرائيل وإيران، مساهمةً في تشكيل رأي عالمي رافض للعدوان. بالإضافة إلى ذلك، لعبت الإمارات دوراً هاماً في تسهيل الحوار بين أرمينيا وأذربيجان، واستمرت في وساطتها بين روسيا وأوكرانيا، حيث تم تبادل 4641 أسيراً خلال 17 جولة من المفاوضات.
الإمارات منصة عالمية للحوار والتعاون
استضافت الإمارات عدداً كبيراً من القادة العالميين، مما يعكس مكانتها كمنصة للحوار والتعاون الدولي. وبالتوازي مع ذلك، سجلت الإمارات حضوراً بارزاً في أبرز القمم العالمية، مثل قمة العشرين (G20)، وقمة بريكس 2025، ومؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP30). هذا الحضور القوي يؤكد التزام دولة الإمارات بالمشاركة الفعالة في صياغة مستقبل عالمي أكثر استدامة وازدهاراً.
النمو الاقتصادي المستمر والازدهار المالي
شهد الاقتصاد الإماراتي تقدماً ملحوظاً، ليصبح من الأسرع نمواً على مستوى العالم. تتوقع توقعات صندوق النقد الدولي تحقيق نمو بنسبة 4.8%، مما يعكس قوة ومتانة الاقتصاد الوطني. كما بلغت التجارة الخارجية غير النفطية خلال النصف الأول من العام الجاري 1.7 تريليون درهم، بنمو قدره 24.5%.
ميزانية تاريخية واستثمارات استراتيجية
أقرت الحكومة الإماراتية أكبر ميزانية اتحادية في تاريخها لعام 2026، بقيمة 92.4 مليار درهم، وأطلقت الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، بهدف تعزيز النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل. تجاوزت الأصول المصرفية 5.199 تريليون درهم، وارتفع الائتمان إلى 2.478 تريليون درهم، مما يشير إلى ثقة القطاع المصرفي في الاقتصاد الوطني. أطلقت الدولة أيضاً برنامج “الإمارات مركز عالمي للتجارة” لجذب 1000 شركة دولية، مما يعزز مكانة الإمارات كمركز تجاري عالمي.
السياحة والإنجازات الثقافية
ساهم القطاع السياحي بنسبة 13% في الناتج المحلي الإجمالي، بقيمة 257.3 مليار درهم. استقبلت المنشآت الفندقية أكثر من 16.1 مليون نزيل خلال النصف الأول من عام 2025، مما يؤكد جاذبية الإمارات كوجهة سياحية عالمية. وشهد العام إنجازاً تاريخياً بفوز شيخة ناصر النويس بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، مما يعكس الدور الريادي للإمارات في هذا القطاع.
مشاريع ثقافية رائدة
شهد العام إطلاق مشاريع كبرى مثل “الطي هيلز” في الشارقة، و”ديزني أبوظبي”، و”ثيرم دبي”، بالإضافة إلى مبادرات ثقافية بارزة مثل افتتاح “تيم لاب أبوظبي”، ومتحف التاريخ الطبيعي، ومتحف دبي للفنون. هذه المشاريع تعزز مكانة الإمارات كمركز ثقافي عالمي.
تحديث المنظومة التشريعية وتعزيز الأمن
واصلت الإمارات مسار تحديث المنظومة التشريعية بإصدار مراسيم وقوانين جديدة، بما في ذلك إنشاء الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات، والهيئة الاتحادية للإسعاف والدفاع المدني، وقانون أحوال شخصية جديد. كما أقرت منظومة تشريعية ذكية قائمة على الذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزام الإمارات بالابتكار والتكنولوجيا.
أطلقت الإمارات استراتيجيات بعيدة المدى في مجالات الأمن السيبراني، واستقطاب المواهب، وتصفير البيروقراطية، ومنظومة التطوع، والأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031.
ريادة إنسانية عالمية
كرست دولة الإمارات العربية المتحدة ريادتها العالمية في المجال الإنساني، وحافظت على موقعها بين أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية، بقيمة 1.46 مليار دولار. قدمت الإمارات مساعدات لغزة بقيمة 9.4 مليار درهم، شملت نقل أكثر من 100 ألف طن من الإمدادات وإجلاء 3000 مصاب. كما قدمت 3 مليارات درهم للسودان، واستمرت في دعم الاستقرار في اليمن، ومد يد العون إلى عشرات الدول المتضررة من الأزمات.
تنافسية عالمية وتقدم في المؤشرات الدولية
ارتقت الإمارات إلى مراكز متقدمة في التنافسية العالمية، وجاءت ضمن قائمة الخمسة الكبار في التقرير السنوي للتنافسية 2025 الصادر عن مركز التنافسية العالمي. تصدرت الإمارات العالم للعام الرابع في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال GEM، وحلت في المرتبة العاشرة عالمياً في مؤشر القوة الناعمة 2025.
حماية البيئة والتحول نحو الطاقة المستدامة
تصدرت الإمارات جهود حماية البيئة عبر مشاريع رائدة مثل رحلة الاستكشاف البحري الأولى لقيعان البحر، مع توجه لتوسعة المحميات الطبيعية في أبوظبي إلى 20%. أطلقت الإمارات محطات للطاقة الشمسية ومشاريع هيدروجين ورياح داخل الدولة وخارجها عبر شركات وطنية، مما يعكس التزامها بالتحول نحو الطاقة المستدامة.
ثورة الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي
حققت الإمارات في عام 2025 ثورة في الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، إذ بلغت نسبة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي 97%، وتجاوز عدد المبرمجين 450 ألفاً. تم تدشين مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي – الأميركي بسعة 5 جيجاوات، وتوقيع إطار تعاون إماراتي – فرنسي، وإطلاق مركز تميز عالمي للأمن السيبراني بالتعاون مع “غوغل”، بالإضافة إلى مبادرة عالمية بقيمة مليار دولار لدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي في أفريقيا.
مشاريع البنية التحتية والتنمية الحضرية
توالت مشروعات البنية التحتية والتنمية الحضرية، مثل مشروع القطار فائق السرعة بين أبوظبي ودبي، وخطة طرق وطنية بـ170 مليار درهم، ومشاريع ضخمة في النقل والمياه والطاقة، بالإضافة إلى توسعات إسكانية كبرى في مختلف المناطق.
في الختام، يمثل عام 2025 عاماً حافلاً بالإنجازات لدولة الإمارات العربية المتحدة، يؤكد ريادتها في مختلف المجالات. من خلال رؤيتها الطموحة، وجهودها الدبلوماسية، والتزامها بالابتكار والتنمية المستدامة، تواصل الإمارات مسيرتها نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً، لتظل نموذجاً يحتذى به في المنطقة والعالم.
