اخبار الامارات

رئيس الدولة يفتتح متحف زايد الوطني بحضور حكام الإمارات

افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بحضور نخبة من قادة الدولة، متحف زايد الوطني في جزيرة السعديات، معلناً بذلك بداية فصل جديد في الحفاظ على التاريخ الإماراتي الغني وتقديمه للأجيال القادمة. يمثل هذا الافتتاح، الذي تزامن مع احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي للاتحاد، علامة فارقة في المشهد الثقافي والسياحي لدولة الإمارات العربية المتحدة. شهد الافتتاح حضوراً واسعاً من أصحاب السمو حكام الإمارات، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين، مما يعكس أهمية هذا الصرح الوطني للجميع.

نظرة على الافتتاح الملكي لمتحف زايد الوطني

حضر الافتتاح الرسمي لـ متحف زايد الوطني نخبة من القيادات العليا في الدولة، بما في ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجميع أصحاب السمو حكام الإمارات. كما ضم الحضور سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والعديد من الشيوخ والوزراء، مما يؤكد على الدعم والرعاية الكاملين من القيادة لحفظ التراث الوطني وتعزيز الهوية الثقافية.

تميز الحفل بتفاصيل دقيقة تعكس تقدير الدولة لمسيرة المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. وقد ألقى صاحب السمو رئيس الدولة كلمة قيمة أكد فيها على أهمية المتحف الوطني كصرح يخلد ذكرى الوالد المؤسس ونهجه الحكيم، ويوثق الإنجازات التي حققتها الدولة.

متحف زايد الوطني: رحلة في تاريخ الإمارات

يعتبر متحف زايد الوطني ليس مجرد مبنى يعرض التحف، بل هو تجربة غامرة تأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن، مستكشفة تاريخ الإمارات العريق منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا. يهدف المتحف إلى توثيق إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ورؤيته الثاقبة التي قادت إلى نهضة الدولة الحديثة.

تصميم المتحف المعماري الفريد

يتميز تصميم المتحف بأنه تحفة معمارية مستوحاة من شكل جناح الصقر أثناء التحليق، وهو رمز محلي وأساسي في الثقافة الإماراتية، يعكس الطموح والحرية والارتباط الوثيق بالبيئة الطبيعية. استخدم المهندس المعماري نورمان فوستر أحدث التقنيات الهندسية والمواد المستدامة في بناء المتحف، مما يجعله صرحاً صديقاً للبيئة ويجسد رؤية الإمارات في التنمية المستدامة.

المجموعات الأثرية والقطع التاريخية

يضم المتحف مجموعة غنية ومتنوعة من القطع الأثرية والمقتنيات التاريخية التي تتجاوز 3000 قطعة، منها 1500 قطعة معروضة بشكل دائم. تتناول هذه المجموعات مراحل مختلفة من تاريخ الإمارات، بدءاً من الاكتشافات الأثرية التي تثبت وجود البشر في المنطقة منذ آلاف السنين، مروراً بالحضارات القديمة التي ازدهرت على أرض الإمارات، وصولاً إلى فترة الاتحاد والتطور الحديث.

قاعات العرض المتنوعة

يتكون المتحف من ست قاعات عرض دائمة، بالإضافة إلى قاعة مخصصة للمعرض المؤقت. تستعرض كل قاعة جانباً مُحدداً من تاريخ وثقافة الإمارات:

  • قاعة “بداياتنا”: تركز على سيرة حياة الشيخ زايد، رحمه الله، من خلال الصور الفوتوغرافية والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو الأرشيفية والمقتنيات الشخصية.
  • قاعة “عبر طبيعتنا”: تسلط الضوء على التنوع البيئي في الإمارات وكيف تفاعل الإنسان مع البيئة على مر العصور.
  • قاعة “إلى أسلافنا”: تعرض آثاراً للحضارات القديمة التي استوطنت المنطقة.
  • قاعة “ضمن روابطنا”: تعرض التراث الإنساني المشترك في المنطقة وتأثير التكنولوجيا والعلم على تشكيل الهوية الإماراتية.
  • قاعة “في سواحلنا”: تحتفي بالتراث البحري الغني للإمارات ودور البحر في تاريخها وثقافتها.
  • قاعة “من جذورنا”: تقدم نظرة عميقة على الأنماط الحياتية التقليدية والعادات والتقاليد الاجتماعية في الإمارات.

أضف إلى ذلك حديقة المسار والتي تمتد على مساحة 600 متر، تمثل صالة عرض خارجية تروي قصة الإمارات عبر مختلف العصور.

أهمية المتحف ورؤية المستقبل

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن متحف زايد الوطني يمثل جزءاً لا يتجزأ من رؤية الإمارات في بناء مستقبل مشرق قائم على احترام الماضي والاعتزاز بالهوية الثقافية. و شدد سموه على أن الحفاظ على إرث المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، هو مسؤولية وطنية مشتركة تقع على عاتق الجميع.

تتجاوز أهمية المتحف كونه وجهة سياحية وثقافية، فهو يمثل منصة مهمة لتعزيز الوعي الوطني والهوية الثقافية لدى الأجيال المتعاقبة. كما يساهم في إبراز مكانة الإمارات على الخريطة العالمية كمركز للثقافة والإبداع والتسامح. ومن المتوقع أن يجذب متحف زايد الوطني أعداداً كبيرة من الزوار من داخل الدولة وخارجها، مما يعزز قطاع السياحة الثقافية ويساهم في تنويع مصادر الدخل.

يقدم المتحف بمناسبة افتتاحه برنامجاً حافلاً بالفعاليات والعروض التفاعلية والورش العمل والجولات الإرشادية، بهدف إثراء تجربة الزوار وتوفير فرصة للاستكشاف والمشاركة في هذا الحدث الثقافي المتميز. إن متحف زايد الوطني ليس مجرد صرحاً تاريخياً، بل هو رمز للإلهام والتجديد والتميز، ومصدر فخر واعتزاز لكل إماراتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى