في قصر الشاطئ بأبوظبي، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، في زيارة عمل تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين. هذه الزيارة، التي تأتي في ظل تطورات إقليمية مهمة، تؤكد على أهمية العلاقات الإماراتية العراقية وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات. وتعد هذه اللقاءات فرصة لبحث سبل دعم الاستقرار والازدهار في المنطقة.
تعزيز الروابط الأخوية: لقاء رئيس الدولة برئيس حكومة إقليم كردستان
أعرب مسرور بارزاني عن خالص تهانيه لصاحب السمو رئيس الدولة بمناسبة عيد الاتحاد الخمسين، متمنياً لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها دوام التقدم والازدهار. وقد عبّر سموه عن شكره العميق لهذه المشاعر الطيبة، مبادلاً التمنيات للعراق بدوام الأمن والاستقرار والنمو. هذا التبادل الودي يعكس الاحترام المتبادل والحرص على بناء مستقبل أفضل للبلدين والشعبين.
أهمية الزيارة في ظل التحديات الإقليمية
تأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه العراق والإقليم تحديات متعددة، مما يجعل التنسيق والتعاون بين الأطراف المعنية أمراً بالغ الأهمية. وتشكل دولة الإمارات شريكاً استراتيجياً للعراق، حيث تقدم الدعم في مجالات التنمية الاقتصادية والاستثمار، بالإضافة إلى دعم جهود تحقيق الاستقرار السياسي والأمني. كما أن إقليم كردستان يتمتع بعلاقات خاصة مع الإمارات، مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
بحث آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات
ركز اللقاء بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومسرور بارزاني على بحث العلاقات الإماراتية العراقية وسبل تعزيزها وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من القطاعات الحيوية. تم استعراض فرص الاستثمار المتاحة في العراق، وخاصة في إقليم كردستان، في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية والزراعة والسياحة. كما تم التأكيد على أهمية تفعيل دور القطاع الخاص في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
التركيز على التنمية الاقتصادية والاستثمار
أكد الجانبان على أن التنمية الاقتصادية المستدامة هي أساس الاستقرار والازدهار في العراق وإقليم كردستان. وتشكل الاستثمارات الإماراتية في العراق عاملاً مهماً في دعم جهود إعادة الإعمار وتحسين مستوى معيشة المواطنين. بالإضافة إلى ذلك، تم بحث سبل تعزيز التعاون في مجال تبادل الخبرات والمعرفة، وخاصة في المجالات التي تتميز بها دولة الإمارات مثل الابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. هذا التعاون يهدف إلى تمكين الشباب العراقي والكردي وتأهيلهم لسوق العمل.
التأكيد على أهمية السلام والاستقرار الإقليمي
تبادل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومسرور بارزاني وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة. تم التأكيد على أهمية العمل المشترك لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز الحوار والتسامح بين مختلف المكونات والطوائف. كما تم التعبير عن القلق بشأن التوترات المتزايدة في المنطقة، والدعوة إلى حل النزاعات بالطرق السلمية. إن تحقيق الاستقرار في العراق يعتبر ركيزة أساسية للأمن الإقليمي.
دور الإمارات في دعم الأمن الإقليمي
تؤمن دولة الإمارات بأهمية الأمن والاستقرار في المنطقة، وتسعى جاهدة للمساهمة في تحقيق ذلك من خلال مبادرات دبلوماسية واقتصادية وأمنية. وتدعم الإمارات جهود العراق في الحفاظ على سيادته ووحدته وسلامة أراضيه. كما أنها تؤكد على أهمية الحفاظ على دور إقليم كردستان كعامل استقرار في شمال العراق. بالإضافة إلى ذلك، تشارك الإمارات في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال التحالفات الدولية والإقليمية.
مستقبل العلاقات الإماراتية العراقية
تُعد العلاقات الإماراتية العراقية نموذجاً للتعاون البناء المثمر، القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ومن المتوقع أن تشهد هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً في الفترة القادمة، بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتي البلدين، والحرص على تعزيز التعاون في جميع المجالات. إن دعم الإمارات للعراق، وخاصة إقليم كردستان، يمثل استثماراً في مستقبل المنطقة، ويساهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لجميع شعوبها. كما أن تعزيز التعاون الاقتصادي مع العراق يفتح آفاقاً جديدة للشركات الإماراتية، ويساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني. إن هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية، وبناء مستقبل أفضل للجميع.
