الإمارات تخصص 15 مليون دولار للمفوضية الأممية لشؤون اللاجئين في السودان

الإمارات تدعم السودان بـ 15 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن دعم كبير للاجئين والمتضررين من الأزمة في السودان، وذلك بتخصيص مبلغ 15 مليون دولار أمريكي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. هذا التعهد، الذي جاء خلال مؤتمر التعهدات لإطلاق النداء الإنساني العالمي لعام 2026، يؤكد التزام الإمارات الراسخ بتقديم المساعدة الإنسانية للسودان وتحسين أوضاع الفئات الأكثر ضعفاً. ويأتي هذا الدعم في وقت بالغ الأهمية، حيث يواجه السودان تحديات إنسانية كبيرة نتيجة للصراع المستمر.
التزام الإمارات الدائم بالعمل الإنساني
لطالما كانت دولة الإمارات في طليعة الدول التي تقدم المساعدة الإنسانية، ليس فقط في المنطقة العربية ولكن في جميع أنحاء العالم. هذا الالتزام عميق الجذور في قيم التسامح والعطاء التي تميز المجتمع الإماراتي. وذلك من خلال وكالة الإمارات للمساعدات الدولية التي تعمل بتنسيق وثيق مع المنظمات الدولية مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بشكل فعال.
Mاشر جمال المشرخ، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، إلى أن هذا الدعم هو استمرار لجهود الإمارات في دعم اللاجئين والنازحين داخلياً في مختلف أنحاء العالم. وأضاف أن الإمارات ملتزمة بتقديم مساعدات إنسانية قائمة على المبادئ، تحترم كرامة الإنسان وتضمن حقوقه الأساسية.
التركيز على حماية اللاجئين والنازحين
لا يقتصر دعم الإمارات على تقديم المساعدات العينية فحسب، بل يشمل أيضاً برامج حماية تهدف إلى توفير الأمن والسلام لللاجئين والنازحين. هذه البرامج تعالج قضايا مثل حماية الأطفال والنساء، ومكافحة الاتجار بالبشر، وتوفير الرعاية الصحية والنفسية.
تؤمن الإمارات بأن اللاجئين والنازحين هم أفراد يستحقون الكرامة والاحترام، وأن لهم الحق في العيش بأمان وأمل. هذا الاعتقاد هو ما يدفعها إلى بذل جهود مضاعفة لتخفيف معاناتهم وتحسين ظروف حياتهم.
أثر المبادرة على السودان والدول المجاورة
يهدف هذا التمويل الجديد البالغ 15 مليون دولار أمريكي إلى تعزيز برامج الحماية والمساعدة للمتضررين من الأزمة في السودان والدول المجاورة. سيساهم هذا الدعم في الاستقرار والقدرة على الصمود على المدى الطويل للشعب السوداني. بالإضافة إلى ذلك، سيعمل على تخفيف الضغط على الدول المجاورة التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين السودانيين.
هذا الدعم يشمل توفير الاحتياجات الأساسية من الغذاء والمياه والمأوى والرعاية الصحية، بالإضافة إلى دعم التعليم والتدريب المهني، وتمكين المجتمعات المضيفة لتلبية احتياجات اللاجئين.
حجم المساعدات الإماراتية للسودان: نظرة شاملة
إن دعم الإمارات للسودان ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من تاريخ طويل من التضامن والتعاون. فمنذ بداية النزاع في عام 2023، قدمت الإمارات مساعدات إنسانية وإغاثية بلغت ما يقارب 784 مليون دولار أمريكي. وهذا يجعل الإمارات ثاني أكبر دولة مانحة للسودان بعد الولايات المتحدة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وإذا نظرنا إلى السنوات الماضية، نجد أن إجمالي المساعدات الإماراتية للشعب السوداني قد تجاوزت 4.24 مليارات دولار أمريكي بين عامي 2015 و 2025. هذه الأرقام تعكس التزام الإمارات العميق والثابت بدعم السودان، ومساندة شعبه في التغلب على التحديات التي تواجهه.
تعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة
تدرك الإمارات أن الاستقرار والتنمية المستدامة هما السبيل الوحيد لمعالجة الأزمة في السودان بشكل جذري. لذلك، فإنها تعمل بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وخاصةً في أفريقيا، لضمان تحقيق هذه الأهداف. وتشمل هذه الجهود دعم عملية السلام والمصالحة، وتعزيز الحكم الرشيد، والاستثمار في التعليم والصحة والبنية التحتية.
لقد أثبتت الإمارات دائماً أنها شريك موثوق به للسودان، وأنها ملتزمة بدعم طموحاته في بناء مستقبل أفضل لشعبه. وهذا الدعم يتجسد في كل مبادرة وكل مشروع وكل دولار يتم تقديمه.
أهمية الشراكة مع المفوضية السامية للاجئين
تولي دولة الإمارات أهمية قصوى لشراكتها مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نظراً للدور المحوري الذي تلعبه المفوضية في حماية اللاجئين وتقديم المساعدة لهم. وتعتبر الإمارات أن المفوضية هي شريكاً أساسياً في جهودها الإنسانية، وأن التعاون الوثيق معها هو ضروري لتحقيق الأهداف المرجوة.
من خلال هذا الدعم، تسعى الإمارات إلى تعزيز قدرات المفوضية على الاستجابة للأزمة في السودان، وتوسيع نطاق خدماتها لتشمل المزيد من اللاجئين والمتضررين. كما تهدف إلى دعم جهود المفوضية في إيجاد حلول دائمة للاجئين، مثل العودة الطوعية أو الاندماج المحلي أو إعادة التوطين. تعتبر الإمارات أن توفير الدعم للاجئين ليس مجرد واجب إنساني، بل هو استثمار في السلام والأمن والاستقرار على المدى الطويل.
في الختام، يؤكد دعم الإمارات المستمر والاستجابة الإنسانية للسودان على التزامها الراسخ بمساعدة الشعب السوداني والتخفيف من معاناته. نتمنى أن تساهم هذه المبادرة وغيرها من الجهود الإقليمية والدولية في تحقيق الاستقرار والسلام والتنمية المستدامة في السودان الشقيق. ندعوكم أيضاً إلى مشاركة هذه المعلومات مع الآخرين لزيادة الوعي حول الأزمة في السودان وضرورة تقديم الدعم للمتضررين.












