اخبار مصر

4 نعوش ووجع واحد.. وداع مهيب لضحايا جريمة فيصل المروعة

كتب : محمد شعبان



09:29 م


27/10/2025


في مشهد مهيب يفجع القلب، شيع المئات من أهالي الجيزة جثامين ضحايا جريمة فيصل التي هزت الشارع المصري -أم وثلاثة من أطفالها قتلهم صاحب محل أدوية بيطرية زعم وجود علاقة يغر شرعية بينه وبين الأم- وسط حالة من الحزن والانهيار.

الجنازة كانت مهيبة وصادمة في نفس الوقت. من أمام أحد مساجد الجيزة، خرجت أربعة نعوش صغيرة وكبيرة متجاورة، ملفوفة بالأكفان البيضاء، على أصوات البكاء والدعاء، بينما علت صيحات النساء وانهمرت دموع الرجال.

القلوب تجمعت على مشهد واحد أم وأطفالها الثلاثة ضحايا الغدر والسمّ، في وداع أخير يسوده الألم والذهول. صلاة الجنازة أُديت في أجواء حزينة بمسجد كبير بالجيزة، قبل أن تتحرك السيارات الجنائزية في موكب طويل نحو مقابر العائلة بمحافظة الفيوم، حيث وُوريت الجثامين الثرى وسط بكاء الأقارب والجيران.

أحد المشيعين قال بصوت مبحوح: “كانوا ناس طيبين.. والأم مكافِحة.. محدش يستاهل النهاية دي.”

وفقًا لتحقيقات النيابة، في 21 أكتوبر داخل شقة مستأجرة كان المتهم قد أعدها بعناية، صب كوب عصير مليء بمادة سامة -سائل تنظيف بيطري يحتوي مادة كاوية وخلطها بعقار طبي- حصل عليها من محله.

صاحب الـ37 عاما قدم العصير لـ “زيزي”، وأخذ يراقبها بحذر. دقائق قليلة، وشعرت المرأة بإعياء شديد. حاولت المقاومة، حاولت الصراخ، لكن السم كان أسرع.

المتهم نقلها إلى مستشفى قصر العيني، مدعيًا أنها زوجته، وسجل بياناتها باسم مستعار، ثم تركها لتفارق الحياة وحيدة بعد 72 ساعة. كان الألم يملأ الغرفة، لكن أحدًا لم يكن يعرف أن هذا كان مجرد البداية.

بعد يومين، جاء الدور على الأطفال الثلاثة. اصطحبهم المتهم للتنزه، ولكن الكابوس لم ينته بعد. في كوب عصير آخر، اختبأت نفس المادة القاتلة. سيف وجنى لم يدروا ما ينتظرهم، بينما أصغرهم رفض تناوله، فقرر المتهم التخلص منه بإلقائه في ترعة المنصورية.

الطفلان الآخران، في حالة إعياء شديد، لم يكونا قادرين على الكلام، وأُلقي بهما عند مدخل العقار بمساعدة عامل بالمحل وسائق توك توك “قاصر”، حيث عثر عليهما الأهالي لاحقًا، ليتم نقلهما إلى المستشفى، إلا أن القدر لم يترك لهما فرصة للحياة.

رواية المتهم لم تمر دون تشكيك. جد الأطفال دافع عن أم أحفاده الثلاثة وأشاد بأخلاقها، مؤكدًا أنها كانت ملتزمة دينيا ومنتقبة، وتؤدي صلواتها في أوقاتها، وتواكب صلاة الجمعة في المسجد، وكانت حريصة على تحفيظ أطفالها القرآن.

أخت المجني عليها قالت بكلمات مؤثرة: “ربنا اللي هيبين الحق.. أختي مش كده خالص.. غلبانة واتظلمت في حياتها كتير”. وأشارت إلى صعوبة حياتها، إذ كانت تعمل لمساعدة زوجها فقط، مشيرة إلى احتمالية تعرضها للابتزاز. وأضافت: “رجليها كانت متجبسة عشان مكسورة، لكنها كانت بتحاول تعدي حياتها بكل شرف”.

الأجهزة الأمنية تحركت سريعًا، وضبطت المتهم وقائد التوك توك المستخدم في نقل الطفلين -قبل إخلاء سبيله- قبل أن تصطحب النيابة الجاني لتمثيل الجريمة وسط حراسة أمنية مشددة تحضيرًا لإحالته للمحاكمة الجنائية العاجلة.

وما بين التحقيقات والروايات، تتكشف مأساة لا تحتملها عقول الناس: أطفال فقدوا حياتهم بطريقة وحشية، وامرأة كانت تضحي من أجل أسرتها تنتهي مأساتها في لحظة من السموم والخداع.

عقار اللبيني أصبح شاهدًا على مأساة، تذكيرًا بأن خلف كل خبر صادم، هناك أرواح فقدت الأمان والطفولة، وأهل سيبقون صامتين أمام فقدان من أحبوا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى