اخبار الاقتصاد

أسهم التكنولوجيا ترتفع بدعم من توقعات “إنفيديا” القوية

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تداولاً ممتداً شهد ارتفاعاً في أسهم كبرى شركات التكنولوجيا، مدفوعاً بشكل أساسي بتوقعات إيجابية من شركة “إنفيديا” بشأن الأرباح. هذا الارتفاع يعزز الآمال في تجدد زخم الصعود المرتبط بالذكاء الاصطناعي، بعد فترة من التخوفات والقلق بشأن استدامة هذا النمو. وارتفع صندوق متداول في البورصة يتبع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة تقارب 1%، مما يشير إلى استجابة إيجابية واسعة النطاق في السوق. ويعتبر أداء أسهم إنفيديا مؤشراً حاسماً لقطاع التكنولوجيا بشكل عام، حيث أنها تعتبر رائدة في مجال تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي.

توقعات إنفيديا تدعم معنويات السوق

قدمت شركة إنفيديا توقعات قوية لإيراداتها للفترة الحالية، مما ساهم في تهدئة المخاوف المتزايدة بشأن تباطؤ الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي. هذا التطور أثار تفاؤلاً بين المستثمرين، الذين كانوا قلقين بشأن قدرة الشركات على الحفاظ على معدلات النمو المرتفعة التي شهدتها في الأشهر الأخيرة. وارتفعت أسهم إنفيديا بنسبة 4%، مما يعكس الثقة المتجددة في أدائها المستقبلي.

مخاوف سابقة وتأثيرها على السوق

شهدت الأسواق في الفترة الأخيرة تراجعاً ملحوظاً، بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك المخاوف بشأن استدامة طفرة الذكاء الاصطناعي ومسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. ومع تزايد هذه المخاوف، بدأ المستثمرون في تقييم المخاطر المحتملة، مما أدى إلى موجة من عمليات البيع في الأسهم. وقد لفت المحللون إلى أن نتائج إنفيديا ستكون حاسمة في تحديد كيفية تفسير السوق لهذه العوامل، وما إذا كانت ستستأنف زخمها الصاعد أم لا.

نظرة المحللين ورؤيتهم المستقبلية

أشار كريس زاكراريلي من “نورثلايت أسيت مانجمنت” إلى أن معنويات السوق كانت سلبية في الشهر الحالي بسبب قلق المستثمرين من أن البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قد تكون مجرد فقاعة. ومع ذلك، أضاف أن كبرى شركات التكنولوجيا تحقق أرباحاً هائلة، مما يدعم فرص استمرار النمو. وبينما لا يزال احتمال حدوث تراجع في السوق قائماً، يتوقع زاكراريلي استئناف السوق الصاعدة وزيادة مستويات قياسية جديدة في وقت لاحق من هذا العام وفي العام المقبل، طالما أن الاقتصاد لا ينزلق إلى الركود.

أداء الأسواق قبل نتائج إنفيديا

قبل الإعلان عن نتائج إنفيديا، أوقف مؤشر “إس آند بي 500” سلسلة من أربعة أيام متتالية من الانخفاض. كما ارتفع الدولار، مع تزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد لا يقوم بخفض أسعار الفائدة في الاجتماع القادم. وفي الوقت نفسه، انخفضت قيمة العملة الرقمية “بتكوين” إلى ما دون 90 ألف دولار.

بالإضافة إلى ذلك، كشف محضر اجتماع أكتوبر للاحتياطي الفيدرالي أن العديد من مسؤولي السياسة النقدية يرون أنه من المناسب على الأرجح الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير لبقية عام 2025. يعكس هذا الموقف حذر الاحتياطي الفيدرالي في مواجهة التضخم وتوقعات النمو الاقتصادي غير المؤكدة.

تحليل الخبراء ورؤيتهم لـأسهم التكنولوجيا

يرى ديفيد راسل من “تريدستيشن” أن حالة عدم اليقين تسود الأسواق بسبب فقدان البيانات وتداعيات الرسوم الجمركية. وأوضح أنه لا يوجد إجماع داخل الاحتياطي الفيدرالي، وأن صانعي السياسات يعملون في ظل ظروف غير واضحة.

من ناحيته، يرى أندرو تايلر من “جي بي مورغان تشيس” أن موجة البيع الأخيرة تمثل “تصفية تقنية” قد تكون انتهت بالفعل. وأكد أنه طالما لم تتغير الصورة الأساسية للاقتصاد، فإنه يفضل الشراء عند انخفاض الأسعار. كما أشار بوب دايموند، الرئيس التنفيذي السابق لـ”باركليز”، إلى أن الاضطرابات الأخيرة في الأسواق العالمية تشبه “تصحيحاً صحياً” ضروريًا لتقييم التغيرات التكنولوجية.

أولريكه هوفمان-بورشاردت من “يو بي إس لإدارة الثروات العالمية” توقعت أن الابتكارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ستدفع أسواق الأسهم العالمية إلى مستويات أعلى، مشيرة إلى الاستثمارات المستمرة في الذكاء الاصطناعي، والقوة المالية لكبرى شركات التكنولوجيا، والإمكانات المتزايدة لتحقيق عوائد من هذه الاستثمارات.

الخلاصة

بشكل عام، تشير التطورات الأخيرة إلى أن سوق الأسهم قد يكون على أعتاب مرحلة جديدة من النمو، مدفوعة بالابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يبقى الحذر ضرورياً، حيث أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على أداء الأسواق في المستقبل. نتائج إنفيديا القوية أعطت دفعة إيجابية، لكن مراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية ستكون حاسمة لتحديد مسار الأسواق في الأشهر القادمة. من المهم للمستثمرين البقاء على اطلاع دائم ومراجعة استراتيجياتهم بشكل منتظم بناءً على التغيرات في السوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى