تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية، أنباءً حول ما يُعرف بـ “الفراخ السردة” وتأثيرها المحتمل على الصحة العامة. هذا الأمر أثار قلقًا كبيرًا لدى المستهلكين، ويدعو إلى توضيح الحقائق المتعلقة بهذه الدواجن، ومخاطرها المحتملة، والتدابير اللازمة لضمان سلامة الغذاء. يهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة شاملة حول هذا الموضوع، استنادًا إلى آراء خبراء في الطب البيطري والدواجن، بهدف توعية القارئ وحمايته من أي ضرر محتمل.
ما هي الفراخ السردة؟ ولماذا تظهر؟
الفراخ السردة هي عبارة عن دواجن (عادةً فراخ) ذات نمو متأخر أو متوقف تمامًا، مما يجعلها أصغر حجمًا بشكل ملحوظ مقارنة بالفراخ الأخرى في نفس العمر. غالبًا ما يعاني هذا النوع من الدواجن من مشاكل صحية كامنة، سواء كانت وراثية أو مكتسبة نتيجة لظروف التربية أو الإصابة بأمراض.
هناك عدة أسباب تؤدي لظهور الفراخ السردة في مزارع الدواجن، منها:
- الأمراض الفيروسية: يعد هذا السبب من أهم الأسباب، حيث يمكن أن تؤثر بعض الفيروسات على نمو الدواجن.
- سوء التغذية: نقص العناصر الغذائية الأساسية في العلف يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ النمو.
- الظروف البيئية السيئة: مثل ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، أو سوء التهوية، أو الازدحام في العنابر.
- العوامل الوراثية: في بعض الحالات، قد يكون تأخر النمو سمة وراثية.
المخاطر الصحية المحتملة لتناول الفراخ السردة
أثار الدكتور صبري زينهم، مدير عام الطب البيطري بمحافظة القاهرة الأسبق، مخاوف بشأن استهلاك الفراخ السردة، موضحًا أنها غالبًا ما تكون مصابة بأمراض تمنعها من النمو، مما يدفع المربين إلى بيعها بأسعار رخيصة للتخلص منها. ويرى الدكتور زينهم أن تناول هذه الدواجن قد يعرض الإنسان للإصابة بأمراض فيروسية نظرًا لكونها حاملة للميكروبات.
قد تتضمن هذه الأمراض الفيروسية:
- إنفلونزا الطيور: وهي من أخطر الأمراض التي تصيب الدواجن ويمكن أن تنتقل إلى الإنسان.
- مرض نيوكاسل: وهو مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي والجهاز العصبي والهضمي للدواجن، ويمكن أن يسبب أعراضًا مشابهة للإنفلونزا لدى الإنسان.
- الإشريكية القولونية: بعض أنواع الإشريكية القولونية الموجودة في الدواجن قد تسبب التسمم الغذائي للإنسان.
ومع ذلك، من المهم بالذكر أن هناك آراءً أخرى حول هذا الموضوع.
هل الفراخ السردة آمنة للاستهلاك البشري؟ وجهة نظر شعبة الدواجن
في مقابل تحذيرات الدكتور زينهم، أكد عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، أن أسواق الدواجن في مصر خالية تمامًا من الفراخ السردة، وأن القطاع الداجني لا يواجه أي تهديد من هذا النوع. وأضاف السيد أن الفراخ السردة لا تحمل أي فيروسات ضارة بصحة الإنسان، وأن مشكلتها تقتصر على تأخر النمو فقط.
واستدل السيد على ذلك بحقيقة أنه لو كانت الفراخ السردة تحمل بالفعل أمراضًا فيروسية، لانتشرت العدوى بين الدواجن في المزارع. هذا التناقض في الآراء يضع المستهلك أمام تحدٍ في تقييم المخاطر.
كيف تحمي نفسك وتضمن سلامة الدواجن؟
بغض النظر عن الخلاف حول مدى خطورة الفراخ السردة، فمن الأفضل دائمًا اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الغذاء. فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعدك في ذلك:
- الشراء من مصادر موثوقة: اشترِ الدواجن من المنافذ الرسمية التي تخضع للإشراف البيطري، والتي تضمن تطبيق معايير السلامة الغذائية.
- فحص الدواجن بعناية: تأكد من أن الدواجن تبدو صحية ونظيفة، وأنها ذات وزن مناسب لعمرها. تجنب شراء الدواجن التي تبدو هزيلة أو متعبة أو مصابة بأي علامات مرضية.
- الطهي الجيد: تأكد من طهي الدواجن جيدًا، حتى تصل درجة حرارة اللحم الداخلية إلى 74 درجة مئوية على الأقل. هذا يضمن القضاء على أي بكتيريا أو فيروسات قد تكون موجودة.
- الاهتمام بالنظافة: اغسل يديك جيدًا قبل وبعد التعامل مع الدواجن النيئة. ونظف الأسطح والأدوات التي استخدمتها في تحضير الدواجن جيدًا بالماء والصابون.
خلاصة وتوصيات
قضية الفراخ السردة تثير أسئلة مهمة حول سلامة الغذاء ومراقبة الجودة. على الرغم من وجود خلاف بين الخبراء حول مدى خطورة هذه الدواجن، فمن الأفضل دائمًا توخي الحذر واتباع الإرشادات الصحية لضمان سلامتك.
ينصح المستهلكون بشراء الدواجن من مصادر موثوقة وفحصها بعناية، بالإضافة إلى طهيها جيدًا والاهتمام بالنظافة. كما يجب على الجهات المختصة تكثيف الرقابة على أسواق الدواجن للتأكد من خلوها من أي منتجات غير صالحة للاستهلاك. الأهم هو نشر الوعي بين المواطنين حول مخاطر الغذاء غير الآمن وكيفية تجنبها، بالإضافة إلى أهمية سلامة الغذاء و الطب البيطري في حماية صحة المجتمع، و أسواق الدواجن من المنتجات الضارة.
