نتنياهو يضع شرطًا للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة

في خضم التطورات المتسارعة المتعلقة بـ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يضع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، شروطًا جديدة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مُركزًا على استعادة جثث الجنود الإسرائيليين المتبقين في القطاع. هذا التأكيد يأتي في ظل استمرار التوتر والغموض حول مستقبل الهدنة، وتأثيرها على الأوضاع الإنسانية في غزة.
شروط نتنياهو لاستئناف المفاوضات: استعادة الجثث أولاً
أكد نتنياهو في تصريحات إعلامية، يوم الخميس الموافق 20 نوفمبر 2025، أن الانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لن يتم قبل الحصول على معلومات كافية حول مصير جثث الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين لا يزالون مفقودين في غزة. وأشار إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق لم تكتمل بعد، وأن الجيش الإسرائيلي يواصل جهوده الحثيثة لتحديد مكان الجثث وإعادتها.
تفاصيل عملية البحث عن الجنود المفقودين
أوضح نتنياهو أن عملية البحث عن الجنود المفقودين تمثل أولوية قصوى بالنسبة لإسرائيل، وأنها لا تقبل المساومة بشأن هذا الأمر. وأضاف أن الاتفاق الأخير ساهم في إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين، باستثناء جثث الجنود الثلاثة الذين لا تزال حركة حماس تحتجزهم. هذا الأمر يضع ضغوطًا إضافية على المفاوضات، ويُعقد عملية استئناف الهدنة في غزة.
هدف إسرائيل الاستراتيجي: تفكيك حماس ونزع سلاحها
بالإضافة إلى ملف الجنود المفقودين، شدد نتنياهو على أن الهدف الاستراتيجي لإسرائيل يكمن في تفكيك حركة حماس ونزع سلاحها بشكل كامل. واعتبر ذلك هدفًا أساسيًا، مدعومًا بقرارات دولية، بما في ذلك خطة ترامب للسلام. هذا التصريح يعكس استمرار إسرائيل في سياستها المتشددة تجاه حماس، ويُثير تساؤلات حول مستقبل القطاع بعد انتهاء الهدنة.
خطة ترامب ودورها في تحديد الأهداف الإسرائيلية
أشار نتنياهو إلى أن خطة ترامب للسلام تُحدد الإطار العام للأهداف الإسرائيلية في غزة، بما في ذلك تفكيك حماس ونزع سلاحها. ومع ذلك، لم يقدم تفاصيل إضافية حول كيفية تنفيذ هذه الخطة، أو ما إذا كانت هناك تغييرات في الخطة بعد التطورات الأخيرة. هذا الغموض يزيد من حالة عدم اليقين بشأن مستقبل غزة.
موقف الولايات المتحدة من نشر قوة دولية في غزة
في سياق متصل، كشف نتنياهو أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس إمكانية نشر قوة دولية في غزة للحفاظ على الأمن والاستقرار بعد انتهاء الهدنة. وأكد أنه أبلغ واشنطن بأنها يمكنها المحاولة، لكنه شدد على أن الوقت ليس مفتوحًا بلا حدود. هذا التصريح يشير إلى أن إسرائيل منفتحة على فكرة تدخل دولي، لكنها تضع شروطًا وضوابط صارمة لذلك.
التحديات التي تواجه نشر قوة دولية في غزة
تواجه فكرة نشر قوة دولية في غزة العديد من التحديات، بما في ذلك معارضة حماس، وصعوبة الحصول على موافقة دولية واسعة، والمخاوف بشأن سلامة القوة الدولية. بالإضافة إلى ذلك، هناك تساؤلات حول دور هذه القوة، وكيفية تفاعلها مع الأوضاع المعقدة في القطاع.
السياسة الأمنية الإسرائيلية: نهج هجومي
أكد نتنياهو أن السياسة الأمنية لإسرائيل في هذه المرحلة ستكون هجومية، وأنها لن تسمح بظهور أي تهديد جديد على إسرائيل. وأضاف أن إسرائيل ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي، حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة. هذا التصريح يعكس استمرار إسرائيل في تبني نهج متشدد في التعامل مع التحديات الأمنية.
مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والآفاق السياسية
إن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يزال غامضًا، ويعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك استجابة حماس لشروط نتنياهو، وتطورات المفاوضات الجارية، والموقف الدولي من الأوضاع في القطاع. من الواضح أن إسرائيل تضع شروطًا صارمة لاستئناف المفاوضات، وأنها تصر على استعادة جثث الجنود المفقودين وتفكيك حماس.
في الختام، يظل الوضع في غزة معقدًا وحساسًا، ويتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة للوصول إلى حل مستدام يضمن الأمن والاستقرار للجميع. يجب على جميع الأطراف المعنية العمل على تخفيف التوتر، وتجنب التصعيد، والتركيز على تحقيق السلام العادل والدائم. لمزيد من المعلومات حول الوضع في غزة وآخر التطورات، تابعوا آخر الأخبار والمستجدات.












