اخبار مصر

من الفصل إلى “عربة الكبدة”.. حكاية مدرس أزهري بالشرقية رفض الفراغ بعد

كتب : ياسمين عزت



11:20 م


25/10/2025


الشرقية – ياسمين عزت

في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، يعيش أحمد الإمام قصة كفاح وإنسانية تستحق أن تُروى، فهو مدرس على المعاش، أفنى سنوات عمره في تعليم الأطفال بمرحلة التعليم الابتدائي بالأزهر الشريف، وكان يدرّس للتلاميذ اللغة العربية والحساب والقرآن الكريم.

يقول أحمد بابتسامة رضا: خرج من تحت إيدي ضباط ودكاترة ومهندسين، وكلهم أبنائي، وأفتخر أني ابن الأزهر ومربٍي فاضل، واشعر بالفخر كلما التقى أحد طلابه في الشارع، يبادله التحية والامتنان، ويذكره بالخير لما تركه من أثر في نفوسهم منذ الصغر.

ورغم إحالته إلى المعاش قبل خمس سنوات، إلا أن روح العطاء لم تغب عن قلبه، فمع طول اليوم وضيق الحال، قرر أن يملأ فراغه بعمل شريف يدر عليه دخلًا ويمنحه شعورًا بالجدوى فهو الذي لم يهوى الوقت فارغا دون عمل أو دخلا اقتصاديا ضئيلا يضع أسرته في ضيق أو حاجة.

أطلق مشروعه الصغير عربة طعام متواضعة بقلب مدينة بلبيس يقدّم من خلالها ما يحب منذ شبابه ويطهوه بنفسه كهواية “سندوتشات الكبدة والكفتة والسجق، بطعم بيتي ونَفَس أزهري مليء بالصدق.

يبدأ عمله ظهرًا ويستمر حتى منتصف الليل، يعمل بجهد وكفاح، ليعيل أسرته ويُسعد أبناءه وبناته الخمس، الذين تخرجوا جميعًا في كليات (الآداب، اللغات والترجمة، التربية، التجارة، والمعهد التجاري)، وله أحفاد يملأون حياته بهجة وفخرًا.

ويضيف بابتسامة الأب الحنون: أنا بحب أطبخ لأولادي وأحفادي، السندوتشات تخصصي، وبينافسوني البنات.. بحس بالسعادة لما أعمل أكلهم بإيدي ودا شجعني أتخذه مشروع أكسب منه رزق حلال .

رغم بلوغه منتصف الستين، لا يرى أحمد أن رحلته انتهت، بل يؤمن أن رسالته ما زالت ممتدة، بين تربية الأبناء وخدمة الناس وإعالة الأسرة بكرامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى