من الجو وباطن الأرض.. “النقل” تكشف حجم الإنجاز في الخط الرابع للمترو

تطورات مشروع مترو الأنفاق الرابع: ربط مدن أكتوبر والقاهرة الجديدة بشبكة نقل حديثة
في إطار رؤية مصر للتنمية المستدامة وتحديث البنية التحتية، تشهد العاصمة المصرية تطورات متسارعة في شبكة النقل العام. من بين أبرز هذه المشاريع، يبرز مترو الأنفاق الرابع كحلقة وصل حيوية لربط مناطق متباعدة وتخفيف الضغط المروري. نشرت وزارة النقل مؤخرًا صورًا جوية حديثة للمرحلة الأولى من المشروع، مما يعكس التقدم الملحوظ في الأعمال الإنشائية. يهدف هذا المشروع الضخم، الذي يمتد عبر عدة مراحل، إلى تقديم خدمة نقل عام فعالة ومريحة لملايين الركاب يوميًا، مع التركيز على الاستدامة البيئية.
توجيهات رئاسية نحو نقل جماعي مستدام
يأتي تنفيذ مترو الأنفاق الرابع تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تشدد على أهمية التوسع في إنشاء وسائل النقل الجماعي الأخضر والمستدام. تعتبر هذه التوجيهات جزءًا من استراتيجية شاملة لتحسين جودة الحياة للمواطنين وتقليل الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030. الاستثمار في شبكة مترو أنفاق متطورة يمثل خطوة أساسية نحو بناء نظام نقل عام متكامل يلبي احتياجات النمو السكاني المتزايدة.
المرحلة الأولى: مسار حيوي يربط بين أكتوبر والجيزة
تمتد المرحلة الأولى من مترو الأنفاق الرابع على طول 19 كيلومترًا، وتضم 17 محطة، منها 16 محطة نفقية ومحطة سطحية واحدة. تنفذ هذه المرحلة على أيدي شركات المقاولات المصرية الوطنية الرائدة، مثل المقاولون العرب وأوراسكوم للإنشاءات، مما يعكس قدرة الشركات المحلية على تنفيذ مشاريع بنية تحتية كبرى بجودة عالية.
يبدأ مسار المرحلة الأولى من غرب الطريق الدائري على حدود مدينة 6 أكتوبر، مرورًا بمحطة المتحف المصري الكبير، وميدان الرماية، وشارع الهرم، وصولًا إلى محطة الجيزة. هذا المسار الحيوي يتقاطع مع الخط الثاني للمترو، مما يوفر نقطة تبادل مهمة للركاب. ثم يمتد الخط ليتقاطع مع الخط الأول للمترو بمحطة الملك الصالح، وينتهي في محطة الفسطاط.
أعمال الحفر والإنشاءات: تقدم مستمر
تجري حاليًا أعمال الحفر والإنشاءات في جميع محطات المرحلة الأولى. يتم استخدام أربع ماكينات حفر نفقي متطورة، اثنتان لكل اتجاه، لتسريع عملية إنشاء الأنفاق. تضمن هذه التقنية الحديثة تنفيذ الأنفاق بكفاءة عالية وبأقل تأثير ممكن على البيئة المحيطة. بالإضافة إلى ذلك، يتم العمل على تشطيب المحطات وتجهيزها لاستقبال الركاب.
المراحل اللاحقة: توسع ليشمل القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية
لا يقتصر مترو الأنفاق الرابع على المرحلة الأولى فحسب، بل يشمل أيضًا مراحل لاحقة تهدف إلى توسيع الشبكة لتشمل مناطق جديدة. تجري حاليًا دراسة تفصيلية لتنفيذ المرحلة الثانية (الفسطاط – القاهرة الجديدة)، والتي تمتد على طول 26.9 كيلومترًا وتضم 21 محطة (6 علوية و 15 نفقية).
يهدف هذا التوسع إلى ربط القاهرة الجديدة بشبكة المترو، وتوفير وسيلة نقل مريحة وفعالة لسكان هذه المنطقة. كما يتقاطع هذا المسار مع الخط السادس للمترو في محطة السيدة عائشة، ومع مونوريل شرق النيل في محطة الطيران.
بالإضافة إلى ذلك، تجري دراسة تنفيذ المرحلة الثالثة (حدائق الأشجار – ميدان الحصري) بطول 16.3 كيلومترًا وعدد 10 محطات، بهدف خدمة الكثافة السكانية العالية في هذه المناطق وتحقيق الربط مع مونوريل غرب النيل في محطة الحصري.
أما المرحلة الرابعة (القاهرة الجديدة – مطار العاصمة) فتمتد على طول 38.7 كيلومترًا وتضم 8 محطات، وتهدف إلى الوصول إلى العاصمة الإدارية الجديدة وتوفير نقطة تبادل مع القطار الكهربائي الخفيف في محطة مطار العاصمة. هذا المسار يمثل شريانًا حيويًا لربط العاصمة الإدارية الجديدة بشبكة النقل العام في القاهرة الكبرى.
أهمية المشروع وتأثيره على الحياة اليومية
يحمل مترو الأنفاق الرابع أهمية استراتيجية كبيرة في ربط مدينتي السادس من أكتوبر والقاهرة الجديدة بشبكة مترو الأنفاق. سيوفر المشروع خدمة نقل عام متميزة للمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مثل الهرم، فيصل، العمرانية، الجيزة، مدينة نصر، جامعة الأزهر، والقاهرة الجديدة.
من المتوقع أن ينقل الخط نحو 1.5 مليون راكب يوميًا بعد اكتمال تنفيذه، مما سيساهم بشكل كبير في تخفيف الازدحام المروري وتحسين جودة الهواء. بالإضافة إلى ذلك، سيعزز المشروع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق التي يخدمها، ويوفر فرص عمل جديدة. شبكة المترو بشكل عام، ستشهد تحسنًا ملحوظًا بفضل هذا الإضافة الهامة.
مستقبل النقل العام في مصر
يمثل مترو الأنفاق الرابع جزءًا من خطة شاملة لتطوير وتحديث شبكة النقل العام في مصر. تتضمن هذه الخطة إنشاء المزيد من خطوط المترو، وتوسيع شبكة الحافلات، وتطوير السكك الحديدية، وتشجيع استخدام وسائل النقل المستدامة. تهدف هذه الجهود إلى بناء نظام نقل عام متكامل يلبي احتياجات جميع المواطنين، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة في مصر. تطوير البنية التحتية للنقل هو مفتاح التقدم والازدهار.
باختصار، مترو الأنفاق الرابع ليس مجرد مشروع بناء، بل هو استثمار في مستقبل مصر، وخطوة نحو بناء دولة حديثة ومستدامة. من خلال ربط المدن والمناطق المختلفة، وتوفير وسيلة نقل عام مريحة وفعالة، سيساهم هذا المشروع في تحسين جودة الحياة للمواطنين وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.












