اخر الاخبار

ترمب: خطتي لإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا “ليست العرض النهائي”

في تطور لافت للأحداث، كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن مساعي إدارته لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مقدمًا خطة للسلام لم تُعرض على أنها “الخطة النهائية” كييف. يأتي هذا الإعلان قبيل محادثات مرتقبة تجمع بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بالإضافة إلى قادة أوروبيين، مما يضع هذه المبادرة في صميم الجهود الدبلوماسية الجارية. ويرى ترامب أن إيجاد حل لهذه الأزمة أمر ضروري، معربًا عن أسفه لاستمرار القتال الذي كان – في رأيه – يمكن تجنبه.

تفاصيل خطة ترامب للسلام

أكد ترامب للصحفيين على إصراره على وضع حد لهذه الحرب، قائلاً “يجب أن تنتهي الحرب بطريقة أو بأخرى.” وأشار بشكل قاطع إلى أن ما يقترحه ليس بصفة نهائية، وهذا ما أكده أيضًا رفضه للإجابة بنعم عندما سُئل عما إذا كانت هذه هي العرض الأخير لأوكرانيا.

وتشمل الخطة المقترحة، وفقًا لما نقلته وكالة (أكسيوس) الإخبارية، عدة نقاط رئيسية، من بينها:

  • تنازل أوكرانيا عن مناطق محتلة: تتضمن الخطة اقتراحًا بتنازل أوكرانيا عن مناطق واسعة سيطرت عليها روسيا.
  • تحديد حجم القوات الأوكرانية: تقترح تحديد سقف لعدد القوات المسلحة الأوكرانية.
  • إجراء انتخابات سريعة: الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا خلال 100 يوم.
  • التخلي عن الانضمام إلى الناتو: إلغاء طموحات أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
  • الاعتراف بضم القرم: الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم ومناطق لوغانسك ودونيتسك.
  • رفع تدريجي للعقوبات: إزالة العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا بشكل تدريجي.

ردود الفعل الأوروبية و تقييم الموقف

لم تلقَ خطة ترامب ترحيبًا فوريًا وغير مشروط من الجانب الأوروبي. فقد أشار قادة أوروبيون وغربيون إلى أن هذه الخطة يمكن أن تشكل أساسًا للمفاوضات، لكنها تتطلب “عملًا إضافيًا” لتلبية احتياجات ومطالب كييف بشكل معقول. كما أنهم يدركون أهمية التوصل إلى اتفاق مقبول قبل الموعد النهائي المحدد يوم الخميس.

خلال قمة مجموعة العشرين، بدأ القادة الأوروبيون والغربيون صياغة رد موحد على اقتراح ترامب، مع التركيز على ضرورة التوصل إلى حل يضمن سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. وقد تقرر عقد اجتماع يضم مستشاري الأمن القومي من فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالإضافة إلى مسؤولين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا في جنيف يوم الأحد لمناقشة الخطة بشكل مفصل. وتشير التقارير إلى أن إيطاليا ستشارك أيضًا في هذه المحادثات.

مخاوف أوروبية ومطالب بـ “عمل إضافي”

أعرب القادة عن تقديرهم لجهود ترامب في سبيل إحلال السلام، لكنهم أكدوا على أهمية إجراء تعديلات جوهرية على الخطة لتلبية المخاوف الأوكرانية. فهم يرون أن بعض البنود، وخاصة تلك المتعلقة بالاعتراف بضم الأراضي الأوكرانية، غير مقبولة على الإطلاق. ويرفضون أي محاولة لتغيير حدود أوكرانيا بالقوة.

وفي بيان مشترك، أكد قادة الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وهولندا وإسبانيا وفنلندا وإيطاليا واليابان والنرويج أن الخطة تمثل “أساسًا يتطلب عملًا إضافيًا”. وأوضحوا أن الهدف هو التوصل إلى “سلام عادل ودائم” يضمن حقوق أوكرانيا وسيادتها.

انتقادات من الكونغرس الأمريكي

لم يقتصر القلق على الجانب الأوروبي، بل امتد أيضًا ليشمل أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي. فقد أصدر عدد منهم بيانًا مشتركًا أعربوا فيه عن “قلق بالغ” إزاء تفاصيل خطة السلام المقترحة.

واعتبروا أن روسيا احتلت أراضي أوكرانية بشكل غير قانوني، وأن أوكرانيا دافعت عن نفسها بشجاعة. وأكدوا أن السلام الحقيقي والدائم لا يمكن تحقيقه من خلال تقديم تنازلات مستمرة لبوتين، بل من خلال تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها. وأشاروا إلى أن التاريخ أثبت أن بوتين لا يفهم إلا لغة القوة، ولن يلتزم بأي اتفاق إلا إذا كان مدعومًا بذلك. واختتموا البيان بالدعوة إلى التشاور الوثيق مع أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل اتخاذ أي خطوات إضافية.

مستقبل المفاوضات و أهمية التشاور

إن مستقبل المفاوضات حول الحرب في أوكرانيا يبدو معقدًا وغير واضح. خطة ترامب تثير جدلاً واسعًا، وتواجه انتقادات من مختلف الأطراف. ومع ذلك، فإن الجهود الدبلوماسية لا تزال جارية، وهناك أمل في التوصل إلى حل ينهي هذا الصراع المدمر.

إن مفتاح النجاح يكمن في التشاور الوثيق مع أوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار مصالحها وحقوقها المشروعة. كما أن الضغط على روسيا للعودة إلى طاولة المفاوضات وتقديم تنازلات ملموسة أمر ضروري لتحقيق تقدم حقيقي. تبقى الأيام القليلة القادمة حاسمة لتحديد مسار هذه المفاوضات، وما إذا كانت ستؤدي إلى إنهاء الأزمة الأوكرانية أم لا. و يظل الحوار السياسي والتوصل إلى حلول دبلوماسية هو السبيل الأمثل لإنهاء المعاناة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى