“كان”: نتنياهو سيرفض خلال لقاء ترامب الانتقال إلى المرحلة الثانية في

في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، يتجه أنظار العالم نحو لقاء مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. هذه الزيارة، التي تأتي في وقت حرج، تحمل في طياتها ملفات ساخنة، أبرزها البرنامج النووي الإيراني والوضع في قطاع غزة. يهدف هذا المقال إلى تحليل تفاصيل هذه الزيارة، وأهدافها المحتملة، والتداعيات المتوقعة، مع التركيز على نتنياهو وإيران ككلمة مفتاحية رئيسية.
زيارة نتنياهو لواشنطن: محاولة لتغيير الأولويات الأمريكية؟
يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق حوالي خمسة أيام، على رأسها لقاء مع الرئيس ترامب في منتجع مارالاغو بفلوريدا. هذا اللقاء، الذي من المقرر عقده مساء الاثنين بتوقيت إسرائيل، يأتي في سياق الضغوط الداخلية التي تواجه نتنياهو، والتي تدعوه إلى تحويل التركيز من الأزمة في غزة نحو التهديد الإيراني المتزايد.
تعتبر هذه الزيارة الخامسة لنتنياهو هذا العام، مما يعكس الأهمية التي توليها إسرائيل للعلاقة مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها. بالإضافة إلى اللقاء مع ترامب، يتضمن برنامج الزيارة اجتماعات مع وزير الخارجية ماركو روبيو، وشخصيات إنجيلية مؤثرة، ومشاركة في فعالية في كنيس يهودي بمدينة ميامي.
الأهداف الرئيسية للزيارة: التركيز على التهديد الإيراني
وفقًا للإذاعة الإسرائيلية، فإن الهدف الرئيسي من هذه الزيارة هو إقناع الإدارة الأمريكية بأن التهديد الإيراني، وخاصة برنامجها الصاروخي الباليستي وإعادة بناء دفاعاتها الجوية، يشكل خطرًا أكثر إلحاحًا من برنامجها النووي. من المتوقع أن يقدم نتنياهو أدلة استخباراتية تدعم هذا الادعاء، محاولًا بذلك تغيير أولويات واشنطن في المنطقة.
يشير مراقبون إلى أن نتنياهو قد يسعى للحصول على “الضوء الأخضر” الأمريكي لشن هجوم محتمل على إيران في المستقبل. نتنياهو وإيران هما محور القلق الإسرائيلي، حيث تعتبر إسرائيل إيران خصمًا رئيسيًا وتسعى جاهدة لمنعها من امتلاك أسلحة نووية أو تطوير قدرات عسكرية تهدد أمنها القومي.
ملف غزة وشروط إسرائيل في خطة ترامب
لم تغب قضية غزة عن جدول أعمال الزيارة، حيث من المقرر أن يؤكد نتنياهو رفض إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب لإعادة الإعمار إلا بعد استيفاء شروط محددة. تتمثل هذه الشروط في تسليم حركة حماس جميع أسلحتها بشكل كامل، ودفن جثة الرهينة الإسرائيلي الأخير، ران جويلي، في إسرائيل.
تعتبر هذه الشروط تعبيرًا عن الموقف الإسرائيلي المتشدد تجاه حماس، ورغبتها في ضمان عدم عودة الحركة للسيطرة على قطاع غزة. الوضع في غزة يظل معقدًا للغاية، ويتطلب جهودًا دولية مكثفة للوصول إلى حل مستدام يضمن الأمن والاستقرار للمنطقة.
دور “مجلس السلام” في إعادة تشكيل غزة
وفقًا لتقارير إعلامية، فإن إسرائيل تصر على أن تتم إعادة تشكيل الواقع في غزة تحت إشراف “مجلس السلام”. لم يتم الكشف عن تفاصيل هذا المجلس أو صلاحياته، ولكن من المتوقع أن يلعب دورًا رئيسيًا في إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الصراع.
هذا الإصرار يعكس رغبة إسرائيل في إيجاد آلية حكم بديلة في غزة، تضمن عدم تكرار سيناريو سيطرة حماس على القطاع. خطة ترامب لغزة لا تزال قيد النقاش، وتواجه تحديات كبيرة في ظل الخلافات العميقة بين الأطراف المعنية.
تداعيات الزيارة المحتملة على المنطقة
من المتوقع أن يكون لهذه الزيارة تداعيات كبيرة على الوضع في المنطقة. إذا نجح نتنياهو في إقناع الإدارة الأمريكية بزيادة الضغط على إيران، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد التوترات في المنطقة. من ناحية أخرى، إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن خطة ترامب لإعادة الإعمار في غزة، فقد يساهم ذلك في تحقيق الاستقرار في القطاع.
نتنياهو وإيران يمثلان نقطة الاشتعال الرئيسية في المنطقة، وأي قرار أمريكي بشأن هذا الملف سيكون له تأثير كبير على مستقبل العلاقات بين إسرائيل وإيران، وعلى الأمن الإقليمي بشكل عام. من المهم أن تدرس الإدارة الأمريكية جميع جوانب القضية بعناية، وأن تتخذ قراراتها بناءً على مصالحها ومصالح المنطقة.
في الختام، تعتبر زيارة نتنياهو للولايات المتحدة حدثًا بالغ الأهمية، يحمل في طياته فرصًا وتحديات كبيرة. من خلال التركيز على التهديد الإيراني والتشديد على شروطها في ملف غزة، تسعى إسرائيل إلى تغيير الأولويات الأمريكية في المنطقة، وإعادة تشكيل الواقع السياسي والأمني لصالحها. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الجهود ستكلل بالنجاح، وما هي التداعيات التي ستترتب عليها. ندعوكم لمتابعة التطورات المتعلقة بهذه الزيارة، والتعبير عن آرائكم حول مستقبل العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، ودور إيران في المنطقة.












