فيديو- داعية تحذر: التحرش فعل مشين وحدوثه في زحام الحرم أشد جرماً وإثم

مكافحة التحرش: أسباب، أنواع، ودور الأسرة في الوقاية (التحرش)
يشكل التحرش بجميع أشكاله جريمة اجتماعية ودينية خطيرة تهدد أمن واستقرار المجتمعات، وتترك آثاراً مدمرة على الضحايا وأسرهم. حذرت الدكتورة نيفين مختار، الداعية الإسلامية، من خطورة هذا الفعل المشين، مؤكدةً أنه نابع من انحراف فكري وأخلاقي وديني، وتزداد حدته وجرمه في الأماكن المقدسة مثل الحرم الشريف. هذا المقال سيتناول أبعاد هذه القضية، ويسلط الضوء على أسبابها وأنواعها، بالإضافة إلى الدور الحيوي الذي يلعبه الأسرة في مكافحة التحرش والوقاية منه.
أسباب ظاهرة التحرش في المجتمع
أشارت الداعية نيفين مختار إلى وجود ثلاثة محاور رئيسية تساهم في تفشي ظاهرة التحرش في مجتمعاتنا، وهي: الجذور الدينية، العوامل السلوكية، والخلفيات الاجتماعية.
الجذور الدينية
قد يظن البعض أن الدين يحمي من هذه الأفعال، لكن سوء الفهم والتفسيرات الخاطئة للنصوص الشرعية يمكن أن تسهم في تبرير أو التقليل من شأن هذه الجرائم. على سبيل المثال، التغاضي عن أهمية الحياء والعفة، أو عدم إدراك خطورة نظرة العين، يفتح الباب أمام سلوكيات غير مقبولة. التأكيد على القيم الإسلامية الأصيلة التي تدعو إلى الاحترام المتبادل، وحماية المحارم، ونبذ كل ما يثير الفتنة، هو أساس الوقاية الدينية.
العوامل السلوكية
تلعب التربية والقدوة دوراً حاسماً في تشكيل سلوك الفرد. الأطفال الذين نشأوا في بيئات تفتقر إلى الاحترام، أو شهدوا سلوكيات عدوانية أو استغلالية، قد يكونون أكثر عرضة لارتكاب أفعال التحرش أو التعرض لها. بالإضافة إلى ذلك، قد تساهم بعض العادات والتقاليد السلبية، مثل التمييز بين الجنسين أو التساهل مع السلوكيات غير الأخلاقية، في إضفاء الشرعية على هذه الأفعال.
الخلفيات الاجتماعية
تعتبر الازدحام والتهميش الاجتماعي من العوامل التي تزيد من فرص وقوع التحرش. ففي الأماكن المزدحمة، يقل الشعور بالمسؤولية الفردية، ويزداد الإحساس بالإفلات من العقاب. كما أن الأفراد الذين يعانون من الفقر أو البطالة أو الإقصاء الاجتماعي قد يكونون أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات سلبية، بما في ذلك التحرش.
أنواع التحرش المختلفة
التحرش ليس مجرد فعل جسدي، بل يتخذ أشكالاً متعددة، ولكل منها تأثيره السلبي على الضحية. الداعية نيفين مختار وضحت أن التحرش ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
التحرش اللفظي
يشمل هذا النوع من التحرش استخدام الكلمات والعبارات المهينة أو البذيئة أو التي تحمل إيحاءات جنسية. قد يتضمن أيضاً المضايقات الهاتفية أو عبر الإنترنت، والتهديدات، والشتائم.
التحرش البصري
يتمثل في النظرات الثابتة أو الفاحصة أو التي تحمل إيحاءات جنسية. يعتبر هذا النوع من التحرش اعتداءً على حرمة الشخص، ويسبب له شعوراً بالخوف والإهانة.
التحرش الجسدي
وهو الأخطر بين أنواع التحرش، ويتضمن أي لمس غير مرغوب فيه أو اعتداء جسدي على شخص آخر. يمكن أن يتراوح هذا النوع من التحرش من اللمس الخفيف إلى الاعتداء الجنسي الكامل. كما أشارت الداعية إلى أن التحرش الجسدي يتفرع إلى نوعين: كامل وجزئي، مع التأكيد على الفرق الجوهري بينه وبين جريمة الاغتصاب أو الزنا. فالتحرش هنا يتم برضا طرف واحد فقط، بينما الاغتصاب هو إكراه كامل والإثم يقع على المعتدي، والزنا هو فعل يتم برضا الطرفين.
خطورة التحرش في الأماكن المقدسة
شددت الداعية نيفين مختار على أن التحرش في الأماكن المقدسة، مثل الحرم الشريف، يعتبر جريمة مضاعفة الإثم والخطورة. وذلك لعدة أسباب، منها:
- حرمة المكان: الأماكن المقدسة هي رمز للإيمان والتقوى، والتحرش فيها يمثل انتهاكاً صارخاً لحرمة هذا المكان.
- تأثير المكان: الأجواء الروحانية والإيمانية في الأماكن المقدسة تجعل الضحايا يشعرون بالإهانة والخزي.
- القدوة السيئة: التحرش في الأماكن المقدسة يمثل قدوة سيئة للآخرين، ويسهم في ترويج ثقافة العنف والتحقير.
دور الأسرة في مكافحة التحرش والوقاية منه
تعتبر الأسرة هي الخط الدفاع الأول ضد ظاهرة التحرش. فهي المسؤولة عن غرس القيم الأخلاقية والدينية في نفوس الأطفال، وتعزيز احترامهم لذاتهم وللآخرين. يمكن للأسرة أن تلعب دوراً فعالاً في مكافحة التحرش من خلال:
- التربية السليمة: تعليم الأطفال مبادئ الحياء والعفة والاحترام المتبادل، وتوضيح الحدود الشرعية والعرفية.
- القدوة الحسنة: أن يكون الآباء والأمهات قدوة حسنة لأطفالهم في سلوكهم وتعاملهم مع الآخرين.
- المتابعة والتوجيه: متابعة سلوك الأطفال وتوجيههم إلى السلوك الصحيح، خاصة في فترة المراهقة وما قبلها.
- التوعية بمخاطر التحرش: توعية الأطفال بمخاطر التحرش، وتعليمهم كيفية الدفاع عن أنفسهم والإبلاغ عن أي حالات تحرش يتعرضون لها.
- توفير بيئة آمنة: خلق بيئة آمنة ومريحة داخل الأسرة، يشعر فيها الأطفال بالحرية للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم.
ختاماً، التحرش هو آفة اجتماعية يجب علينا جميعاً أن نتكاتف لمكافحتها. من خلال فهم أسبابه وأنواعه، وتفعيل دور الأسرة والمجتمع، يمكننا بناء جيل واعٍ ومسؤول، يحترم حقوق الآخرين ويحمي كرامتهم. يجب التشجيع على الإبلاغ عن حالات التحرش، وتوفير الدعم اللازم للضحايا لمساعدتهم على تجاوز هذه التجربة المؤلمة.












