اخر الاخبار

تحسباً لهجوم أميركي.. الجيش الفنزويلي يستعد لحرب عصابات

فنزويلا تستعد لمواجهة محتملة مع الولايات المتحدة: خطط حرب عصابات و”الفوضى”

مع تصاعد التوتر بين فنزويلا والولايات المتحدة، بدأت كراكاس في وضع خطط طوارئ للدفاع عن البلاد في حال تعرضها لعمليات عسكرية أمريكية، سواء كانت هجمات جوية أو برية. هذه الخطط، التي كشفتها مصادر مطلعة ووثائق حصلت عليها وكالة رويترز، تشمل استراتيجيات غير تقليدية مثل حرب العصابات ونشر “الفوضى” بهدف إعاقة أي تدخل أمريكي. ويرى مراقبون أن هذا التحرك يمثل اعترافًا ضمنيًا بضعف القدرات العسكرية الفنزويلية مقارنة بالجيش الأمريكي، ويُظهر مدى القلق الذي ينتاب القيادة في فنزويلا بشأن مستقبلها. ويظل الوضع بين البلدين محفوفًا بالمخاطر ويثير تساؤلات حول مسار الأحداث المحتملة.

تصاعد التوتر وتهديدات ترمب

في الآونة الأخيرة، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإمكانية تدخل عسكري في فنزويلا، مُبررًا ذلك بجهود مكافحة تهريب المخدرات والحاجة إلى استقرار المنطقة. هذا التصريح، بالإضافة إلى الحشد العسكري الأمريكي الكبير في منطقة البحر الكاريبي، أثار مخاوف واسعة النطاق في فنزويلا وأدى إلى استنفار القوات الحكومية. ورغم أن ترمب تراجع لاحقًا عن التلميح إلى ضربات مباشرة، إلا أن التهديد لم يزل قائمًا في أذهان المسؤولين الفنزويليين.

من جانبه، يصر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على أن ترمب يسعى إلى الإطاحة به، مؤكدًا استعداد بلاده لمقاومة أي تدخل خارجي بكل الوسائل المتاحة. ويشير مادورو إلى أن الجيش والشعب الفنزويليين سيقفان عازمين في وجه أي عدوان. هذه التصريحات المتبادلة تعكس عمق الخلاف بين البلدين وتُزيد من حدة التوتر القائم.

خطط المقاومة: حرب العصابات و”الفوضى”

في ظل التفاوت الكبير في القوة العسكرية، تتبنى فنزويلا استراتيجيات دفاعية غير تقليدية. وكشفت المصادر أن الجيش الفنزويلي يتفوق عليه الجيش الأمريكي بشكل كبير، ويعاني من نقص في التدريب، وانخفاض في الأجور، وتقادم في العتاد. وبالتالي، فإن الصدام المباشر سيكون مكلفًا للغاية وربما لا يُحقق أي نتائج إيجابية.

حرب العصابات (المقاومة المطولة)

تعتمد الاستراتيجية الأولى على ما يُطلق عليه “المقاومة المطولة”، وهي تكتيكات حرب العصابات التي يتم التدرب عليها منذ فترة طويلة. تتضمن هذه الاستراتيجية تشكيل وحدات عسكرية صغيرة موزعة على أكثر من 280 موقعًا في أنحاء البلاد، مهمتها تنفيذ عمليات تخريب وتقويض لقوات الاحتلال المحتملة. تعمل هذه الوحدات بشكل مستقل وتعتمد على المعرفة المحلية والقدرة على التكيف السريع مع الظروف المتغيرة.

استراتيجية “الفوضى”

أما الاستراتيجية الثانية، والتي نُسبت إلى أجهزة المخابرات وأنصار الحزب الحاكم، فتعتمد على إحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في العاصمة كراكاس. تهدف هذه الاستراتيجية إلى جعل فنزويلا غير قابلة للحكم من قِبل القوات الأجنبية، وإعاقة أي محاولة لفرض سيطرة جديدة على البلاد. وتشمل هذه التكتيكات أعمال عنف متفرقة واحتجاجات شعبية وتدخلات في البنية التحتية الحيوية لتعطيل المرافق الأساسية.

على الرغم من أن كلا الاستراتيجيتين قد تبدوان جذابة من الناحية النظرية، إلا أن المصادر تُقر بأن احتمالات نجاحهما ضئيلة للغاية. وقال أحد المقربين من الحكومة: “لن نصمد ساعتين في حرب تقليدية”.

تحديات تواجه الجيش الفنزويلي

الوضع العسكري في فنزويلا مقلق للغاية، حيث يعاني الجيش من مشاكل هيكلية ولوجستية عميقة الجذور. بالإضافة إلى النقص في التمويل والتدريب، تواجه القوات المسلحة صعوبات في توفير الإمدادات الغذائية الأساسية. وكشفت تقارير عن اضطرار قادة الوحدات إلى التفاوض مع مُنتجي أغذية محليين لتأمين الغذاء لقواتهم، وهو ما يعكس مدى تفاقم الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على القدرات العسكرية.

بالإضافة إلى ذلك، يفتقر الجيش الفنزويلي إلى المعدات الحديثة والأسلحة المتطورة. وعلى الرغم من الشراكات العسكرية مع روسيا والصين، والتي ساهمت في تحديث بعض القدرات الدفاعية، إلا أن هذه الجهود لم تكن كافية لسد الفجوة التكنولوجية مع الجيش الأمريكي. يُضاف إلى ذلك أن الكثير من العتاد العسكري الروسي والصيني يعود إلى عقود مضت، مما يحد من فعاليته في مواجهة التهديدات الحديثة.

الاستعدادات وتأكيدات الحكومة

على الرغم من هذه التحديات، تواصل الحكومة الفنزويلية التأكيد على استعدادها لمواجهة أي عدوان. وقالت المصادر المطلعة أن البلاد تواصل تطوير منظوماتها الدفاعية بالشراكة مع روسيا والصين، لتصبح من أكثر دول أمريكا الجنوبية تجهيزًا. ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذه التأكيدات قد تكون مبالغًا فيها، وأن فنزويلا ليست مستعدة أو مؤهلة بشكل احترافي لخوض صراع مع قوة عسكرية عظمى.

الخلاصة

إن استعداد فنزويلا لمواجهة محتملة مع الولايات المتحدة من خلال خطط حرب العصابات و”الفوضى” يمثل اعترافًا ضمنيًا بضعفها العسكري. على الرغم من هذه الخطط، تواجه البلاد تحديات كبيرة في مجال الدفاع، بما في ذلك نقص التمويل والتدريب والعتاد الحديث. مع استمرار التوتر بين البلدين، من الضروري مراقبة الوضع عن كثب وتقييم المخاطر المحتملة، مع الأخذ في الاعتبار أن أي تدخل عسكري قد يكون له تداعيات وخيمة على المنطقة بأسرها. الوضع يتطلب حوارًا بناءً وجهودًا دبلوماسية لتجنب التصعيد وحماية مصالح جميع الأطراف المعنية.

الكلمات المفتاحية: فنزويلا، الولايات المتحدة، مادورو، ترمب، حرب العصابات، تدخل عسكري، المقاومة المطولة، أزمة فنزويلا.

الكلمات المفتاحية الثانوية: العلاقات الأمريكية الفنزويلية, الجيش الفنزويلي, الشراكة العسكرية الروسية الصينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى