اخبار مصر

سر “جيتار جميزة” الذي يسير على عجلات في شوارع الشرقية

كتب : ياسمين عزت



03:52 م


02/11/2025


الشرقية- ياسمين عزت:

في قرية جميزة بني عمر، بدأت قصة إبداعية تجسد الشراكة بين شابين، هما عبد الفتاح محمد فودة، النجار الموهوب في صناعة الموبيليا، وأحمد محمد صبري الجنيد، ميكانيكي موتوسيكلات ذو مهارة فائقة، تربط بينهما علاقة صداقة قوية منذ الطفولة، تجاوزت حدود الجيرة لتصل إلى النسب، حيث تزوج أحدهما من شقيقة الآخر، ويعيشان في جو من التناغم والتعاون يكمّل فيه كل واحد منهما الآخر في مجاله.

قرر الشابان ذات يوم تحدي عقبات الحياة بفكرة إبداعية بسيطة هي دمج حب عبد الفتاح لنجارة الموبيليا مع مهارة أحمد في ميكانيكا الموتوسيكلات، ليقدما شيئاً غير تقليدي هو سيارة صغيرة بتصميم فني على شكل جيتار.

يقول أحمد لمصراوي: الفكرة مستوحاة من صورة عثرنا عليها من موقع بريطاني، كانت تصور آلة موسيقية على شكل جيتار لم تُصنع من قبل في العالم”، ليطمحا لابتكار شيء فريد يجسد أحلامهما ويكون رمزاً لدخل اقتصادي كبير مستقبلاً بخط إنتاج يدوي مصري لسياراتهما الفنية.

بدأ عبد الفتاح وأحمد العمل على هذا المشروع، وتحدوا كل الصعاب التي ظهرت أمامهم، واستمروا في تصنيع هذه السيارة المبتكرة لمدة عشرة شهور من العمل المتواصل والتفكير المستمر، ليقررا أن تكون السيارة قطعة فنية فريدة من نوعها لا يمكن تكرارها.

يلتقط عبد الفتاح أطراف الحديث من زميله: “الفكرة كانت أن تكون هذه السيارة مناسبة لركوب شخصين فقط، وتتنقل بين الأماكن الراقية مثل الكمبوندات والقرى السياحية ولعمل الدعايا والإعلانات”.

الإبداع في التصميم كان واضحاً منذ البداية، فالسيارة مصنوعة من الخشب والمعدن وبعض الإضافات الأخرى التي تعكس الذوق الفني الراقي، تشمل المكونات الأساسية محركاً بقوة 200 سي سي يتناسب مع حجم السيارة الرياضي، وعمود دوران لتوفير الثبات والكفاءة، بالإضافة إلى الدفرنس الخلفي لراحة القيادة.

الهيكل والبناء يعتمدان على شاسيه مصنوع من حديد مستورد لضمان القوة، وتم تصنيع الجسم بالكامل من الأبلكاش المكون من طبقات 15 مللي، مع استخدام طبقة مصنع 14 مما يمنح السيارة خفة الوزن مع الحفاظ على المتانة.

تتميز السيارة بنظام تشغيل متطور، حيث لا يتم استخدام مفتاح تقليدي، بل يتم تشغيلها باستخدام ريموت كنترول وبصمة خاصة للتأكد من هوية صاحبها. بعد إتمام العمل، أصبحت فكرة الشابين تتمحور حول دخول السوق، ويطمح عبد الفتاح وأحمد إلى أن تكون سياراتهم موجودة في الكمبوندات الفاخرة والقرى السياحية، مؤكدين أن كل سيارة ستكون قطعة فنية لا تتكرر.

ومع ذلك، يحتاج الشابان إلى دعم مالي وتعاون مع رجال الأعمال والدولة لتحقيق هذا الحلم الكبير، حيث قالا بكل إيمان: “المصريون فراعنة، يستطيعون صنع أي شيء مهما كان التحدي”، التحدي الأكبر أمامهما الآن هو التمويل والدعم لتحويل هذا المشروع اليدوي إلى خط إنتاج واسع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى