تعزيز السياحة المصرية: خطط حكومية طموحة وتضافر جهود القطاع الخاص
تشهد السياحة في مصر انتعاشًا ملحوظًا، وتتجه الحكومة المصرية نحو تنفيذ خطط استراتيجية طموحة لزيادة أعداد السياح وتحسين تجربتهم، وذلك بالتعاون الوثيق مع القطاع الخاص. يأتي هذا الاهتمام في ظل مؤشرات إيجابية للتدفق السياحي خلال العام الحالي، وتوقعات بارتفاعات متتالية، خاصة بعد الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير. هذا المقال يستعرض أبرز ما ورد في اجتماع اللجنة الاستشارية لتطوير السياحة المصرية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، ورؤية الحكومة والقطاع الخاص لمستقبل السياحة في البلاد.
اجتماع اللجنة الاستشارية: رؤية شاملة لتطوير القطاع
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا هامًا مع أعضاء اللجنة الاستشارية لتطوير السياحة المصرية، بحضور وزيري السياحة والآثار والطيران المدني، بالإضافة إلى رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية. ركز الاجتماع على متابعة الموضوعات المتعلقة بهذا الملف الحيوي، والاستماع إلى مقترحات أعضاء اللجنة بهدف تعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة.
أكد الدكتور مدبولي على حرص الحكومة على الاستماع إلى آراء الخبراء والمستثمرين في قطاع السياحة، مشيرًا إلى أن المؤشرات الحالية للتدفق السياحي مبشرة للغاية. كما أضاف أن الحكومة تعمل بشكل متكامل مع وزارة الطيران المدني لتلبية الطلب المتزايد على السفر إلى مصر.
زيادة الأسطول الجوي وتسهيل حركة الطيران
تعتبر زيادة القدرة الاستيعابية للمطارات وتسهيل حركة الطيران من العوامل الرئيسية لنجاح أي خطة لتطوير السياحة في مصر. وفي هذا الصدد، أعلن الدكتور مدبولي عن خطة جريئة لزيادة حجم الأسطول الوطني، حيث سيتم إضافة 28 طائرة جديدة لشركة مصر للطيران على مدار العامين القادمين.
توسيع نطاق الشركات الخاصة في المطارات
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الحكومة على تسهيل دخول الشركات الخاصة للمطارات المصرية، مما سيعزز المنافسة ويحسن جودة الخدمات المقدمة. ويشمل ذلك طرح المطارات المصرية للإدارة والتشغيل من قبل القطاع الخاص، بالإضافة إلى زيادة سعات عدد من المطارات لتلبية الزيادة المتوقعة في أعداد المسافرين.
الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، أوضح أن شركة “إير كايرو” تخطط أيضًا لزيادة حجم أسطولها بـ 40 طائرة جديدة. وأكد على استعداد الوزارة للتعاون الكامل مع المستثمرين لتشغيل طائراتهم وتسهيل إجراءاتهم.
تحسين تجربة السائح: من الوصول إلى المغادرة
لا يقتصر تطوير السياحة في مصر على زيادة الأعداد فحسب، بل يشمل أيضًا تحسين تجربة السائح بشكل شامل. تهدف الحكومة إلى جعل رحلة السائح إلى مصر سلسة ومريحة، بدءًا من لحظة وصوله إلى المطار وحتى مغادرته.
يشمل ذلك تيسير إجراءات التأشيرة، سواء كانت التأشيرة الاضطرارية أو الإلكترونية، بالإضافة إلى تبسيط الإجراءات داخل المطارات. كما تعمل الحكومة على تحسين الخدمات المقدمة في المناطق السياحية المختلفة، وتوفير بيئة آمنة ومرحبة بالسياح.
مضاعفة الغرف الفندقية: حافز للمستثمرين
تعتبر زيادة عدد الغرف الفندقية من التحديات التي تواجه قطاع السياحة في مصر. لذا، وضعت الحكومة هدفًا طموحًا لمضاعفة حجم الغرف السياحية، مع إدراك أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تضافر جهود المستثمرين السياحيين.
لتحفيز الاستثمار في هذا المجال، أطلقت الحكومة عددًا من المبادرات، وعملت على تبسيط إجراءات التراخيص والتشغيل. ومن بين هذه المبادرات، قرار مجلس الوزراء الخاص بتغيير النشاط السكني إلى فندقي، والذي يهدف إلى زيادة المعروض من الغرف الفندقية بشكل سريع.
شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أكد أن قطاع السياحة قد تم إدراجه ضمن جميع الحوافز التي يتضمنها قانون الاستثمار، مما يجعله أكثر جاذبية للمستثمرين.
التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص: مفتاح النجاح
أكد الدكتور مصطفى مدبولي على أن الحكومة المصرية منفتحة على التعاون مع القطاع الخاص في إدارة المناطق السياحية على أعلى مستوى. ويرى أن هذا التعاون هو مفتاح النجاح في تطوير السياحة في مصر وتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
خلال الاجتماع، قدم أعضاء اللجنة الاستشارية عددًا من المقترحات التي تهدف إلى زيادة أعداد السياح وتحسين تجربتهم، بالإضافة إلى مناقشة التحديات المختلفة ورؤى التعامل معها. هذه المقترحات ستخضع للدراسة المتأنية من قبل الحكومة والجهات المعنية، بهدف تنفيذها على أرض الواقع.
الخلاصة: مستقبل واعد للسياحة المصرية
بفضل الخطط الطموحة التي تتبناها الحكومة المصرية، والتزام القطاع الخاص بتطوير الخدمات المقدمة، يبدو مستقبل السياحة في مصر واعدًا للغاية. من المتوقع أن تشهد مصر زيادة كبيرة في أعداد السياح خلال السنوات القادمة، مما سيساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة. الاستمرار في تبسيط الإجراءات، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، هي الخطوات الأساسية لضمان استدامة هذا النمو وتحقيق أقصى استفادة من الإمكانات السياحية الهائلة التي تتمتع بها مصر.
