اخبار مصر

البوكليت وأجهزة قطع الاتصال.. خبراء يكشفون طرق للقضاء على الغش في الثا

مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة، تتزايد المخاوف من ظاهرة الغش الإلكتروني التي تهدد نزاهة العملية التعليمية وتجهد الطلاب المجتهدين. لم يعد الأمر مجرد نسخ الإجابات من زميل، بل تطور إلى استخدام الهواتف الذكية والتطبيقات الإلكترونية وشبكات الإنترنت في الحصول على المساعدة أثناء الامتحان. هذا المقال يستعرض الأساليب الفعالة لمواجهة هذا التحدي، وفقًا لآراء خبراء تربويين وتقنيين، مع التركيز على أهمية التنفيذ الدقيق والانضباط الصارم لضمان سير الامتحانات بنزاهة.

أساليب مواجهة الغش الإلكتروني في امتحانات الثانوية العامة

يشكل الغش في الامتحانات تحديًا مستمرًا، لكن مع التطور التكنولوجي السريع، ظهرت أشكال جديدة تتطلب حلولًا مبتكرة. الخبراء يؤكدون أن الحلول التقنية والإدارية متوفرة، ولكن نجاحها يعتمد بشكل كبير على التطبيق الفعال والمتابعة الدقيقة.

نظام البوكليت: سلاح ذكي يتطلب انضباطًا

الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم الأسبق، يرى أن نظام البوكليت الذي اعتمدته الوزارة هو نظام “عبقري” للقضاء على الغش. الفكرة الأساسية تكمن في توزيع أوراق امتحانات مختلفة على كل طالب، بحيث لا يمتلك أي طالبين نفس الأسئلة.

“إذا حاول الطالب الغش، ستكون إجاباته مختلفة تمامًا عن إجابات زملائه، وبالتالي لن يحقق الغش أي فائدة”، كما صرح الشربيني لمصراوي. لكنه أضاف أن نجاح هذا النظام يتوقف على وجود انضباط كامل داخل اللجان، وعدم وجود أي تدخل من أولياء الأمور.

دور أولياء الأمور في تفاقم مشكلة الغش

أشار الشربيني إلى أن تدخل بعض أولياء الأمور في اللجان كان سببًا رئيسيًا في إعاقة جهود مكافحة الغش. لذلك، اتخذت الوزارة في فترة توليه المنصب قرارًا بمنع عقد الامتحانات في بعض اللجان التي تشهد صعوبة في فرض الانضباط، خاصة في المناطق الريفية والنائية.

استحالة القضاء الكامل على الغش الإلكتروني

مع ذلك، يؤكد الشربيني أنه من الصعب القضاء على الغش الإلكتروني بنسبة 100% نظرًا للتطور المستمر للتكنولوجيا. “للقضاء على الغش بشكل شبه كامل، يجب فرض الانضباط التام داخل اللجان وخارجها، وفحص اللجان من الليل لمنع أي محاولات لتدوين الإجابات على الجدران أو المكاتب، أو استخدام الهواتف المحمولة والكاميرات”. ويستذكر الشربيني اجتماعًا عقد في عام 2015 جمع فيه جميع الجهات المعنية بالدولة، حيث أوضح متخصصون من كبرى الشركات التكنولوجية أن السيطرة الكاملة على التكنولوجيا أمر صعب للغاية.

رصد طرق الغش المتطورة

الوزارة اكتشفت أكثر من 200 طريقة للغش الإلكتروني خلال امتحانات 2016 و 2017، مما يؤكد على ضرورة اليقظة المستمرة وتطوير آليات المراقبة. ويهدف هذا إلى ضمان عدم إحباط الطلاب المجتهدين بسبب ممارسات الغش غير العادلة.

الحلول التقنية لمكافحة الغش الإلكتروني

الدكتور محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات، يقدم رؤية تقنية لمواجهة الغش في الامتحانات. يرى أن هناك إجراءات بسيطة وفعالة يمكن أن تساهم بشكل كبير في القضاء على هذه الظاهرة.

قطع شبكات الاتصال: الحل الأمثل

أحد أهم الحلول التي يقترحها الحارثي هو قطع شبكات الاتصال داخل لجان الامتحانات بشكل كامل. “إذا تم منع الشبكات داخل اللجنة بشكل كامل، فستسقط جميع أساليب الغش الإلكتروني”. هذا الإجراء يمنع تصوير أوراق الامتحانات وإرسالها عبر الإنترنت، ويحبط أي محاولات للحصول على المساعدة من الخارج.

الرصد الاستباقي: خط الدفاع الأول

بالإضافة إلى قطع الاتصال، يؤكد الحارثي على أهمية إجراء رصد استباقي قبل بدء الامتحانات. هذا الرصد يساعد على تحديد أي محاولات للتحضير للغش، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعها.

صعوبات حجب التطبيقات: بدائل غير فعالة

في حين أن حجب تطبيقات مثل “تليجرام” قد يبدو حلاً، إلا أن الحارثي يرى أنه صعب التنفيذ وغير فعال. “لا يمكنك حجب خدمة ثم إعادتها مرة أخرى”، ولذلك يظل منع الاتصال داخل اللجان هو الخيار الأكثر فعالية.

أهمية التكامل بين الحلول الإدارية والتقنية

لا يمكن الاعتماد على حل واحد للقضاء على الغش الإلكتروني. بل يجب التكامل بين الحلول الإدارية والتقنية. فبالإضافة إلى قطع الاتصال ونظام البوكليت، يجب تدريب المعلمين والمراقبين على اكتشاف أساليب الغش الجديدة، وتوفير بيئة امتحان آمنة ومريحة للطلاب. كما يجب توعية الطلاب بأهمية النزاهة الأكاديمية وعواقب الغش.

في الختام، يمثل الغش في الامتحانات تحديًا كبيرًا يتطلب جهودًا متضافرة من جميع الأطراف المعنية. من خلال تطبيق الحلول المقترحة، وفرض الانضباط الصارم، يمكننا ضمان نزاهة العملية التعليمية، وتحقيق العدالة بين جميع الطلاب. ندعوكم لمشاركة هذا المقال مع المهتمين، والتعبير عن آرائكم حول أفضل الطرق لمواجهة هذه الظاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى