“أكل صحي + حركة = وداعًا للسكر”.. إليك شرحًا علميًا لمعادلة توديع مرض

يعتبر السكري من الأمراض المزمنة التي تشكل تحديًا صحيًا عالميًا متزايدًا. فمع ارتفاع معدلات الإصابة به، يصبح فهم طبيعة هذا المرض وطرق الوقاية منه وعلاجه أمرًا بالغ الأهمية. مؤخرًا، قدمت الدكتورة نهى نبيل نصر محمد، من قسم الكيمياء العلاجية بالمركز القومي للبحوث، شرحًا علميًا مبسطًا لمعادلة فعالة للسيطرة على السكري، وهي “أكل صحي + حركة = وداعًا للسكر”. هذا الشرح يركز على أهمية تغيير نمط الحياة كركيزة أساسية في إدارة المرض، وهو ما سنستعرضه بتفصيل أكبر في هذا المقال.
ما هو مرض السكري وأنواعه؟
السكري، أو داء السكري، هو حالة صحية مزمنة تؤثر على طريقة تعامل الجسم مع الجلوكوز، وهو نوع السكر الرئيسي في الدم. يحدث ذلك عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الإنسولين، أو عندما لا يستطيع الجسم استخدام الإنسولين الذي ينتجه بشكل فعال. الإنسولين هو هرمون ضروري لنقل الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم لتوفير الطاقة.
هناك أنواع رئيسية من السكري:
- السكري من النوع الأول: عادةً ما يتم تشخيصه في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ويتطلب حقن الإنسولين اليومية للبقاء على قيد الحياة. في هذا النوع، يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين ويدمرها.
- السكري من النوع الثاني: هو النوع الأكثر شيوعًا، وغالبًا ما يرتبط بالسمنة وقلة النشاط البدني. في البداية، قد لا يحتاج المريض إلى الإنسولين، ولكن مع مرور الوقت قد يصبح ذلك ضروريًا.
- سكري الحمل: يظهر أثناء الحمل لدى النساء اللاتي لم يكن لديهن سكري من قبل. عادةً ما يختفي بعد الولادة، ولكنه يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني في المستقبل.
أعراض ومضاعفات السكري: الإنذار المبكر وأهمية التدخل
من المهم التعرف على الأعراض المبكرة لمرض السكري لكي يتم التدخل العلاجي في الوقت المناسب. تشمل هذه الأعراض:
- العطش الشديد
- كثرة التبول، خاصةً في الليل
- فقدان الوزن غير المبرر
- الإرهاق والتعب المستمر
- تشوش الرؤية
- بطء التئام الجروح
- التهابات متكررة
إذا لم يتم التحكم في مستويات السكر في الدم، يمكن أن يؤدي السكري إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على مختلف أجهزة الجسم. تشمل هذه المضاعفات:
- أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية.
- الفشل الكلوي.
- فقدان البصر نتيجة اعتلال الشبكية السكري.
- مشاكل في القدمين، قد تصل إلى الحاجة إلى البتر.
- تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي) الذي يسبب الألم والخدر.
“أكل صحي + حركة = وداعًا للسكر”: كيف تعمل هذه المعادلة؟
تعتمد معادلة الدكتورة نهى نبيل على مبدأ بسيط ولكنه فعال: السيطرة على مستويات السكر في الدم من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.
الأكل الصحي ودوره في تنظيم السكر
يعني الأكل الصحي لمرضى السكري التركيز على الأطعمة التي لا ترفع مستويات السكر في الدم بسرعة. يشمل ذلك:
- الخضروات والفواكه غير النشوية (مثل الخس، الخيار، البروكلي، التفاح، الكمثرى).
- الحبوب الكاملة (مثل الأرز البني، الشوفان، الكينوا).
- البروتينات الخالية من الدهون (مثل الدجاج، السمك، البقوليات).
- الدهون الصحية (مثل زيت الزيتون، الأفوكادو، المكسرات).
يجب تجنب الأطعمة والمشروبات السكرية، والأطعمة المصنعة، والدهون المشبعة والمتحولة.
الحركة وأهميتها في تحسين حساسية الإنسولين
ممارسة الرياضة بانتظام تساعد الجسم على استخدام الإنسولين بشكل أكثر فعالية، مما يقلل من مستويات السكر في الدم. توصي الدكتورة نهى بممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا. يمكن أن تشمل هذه الرياضة المشي السريع، الركض، السباحة، ركوب الدراجات، أو أي نشاط بدني آخر تستمتع به.
الوقاية من السكري: خطوات بسيطة لحياة صحية
الوقاية دائمًا خير من العلاج. يمكن اتخاذ خطوات بسيطة لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري، حتى للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض. تشمل هذه الخطوات:
- الحفاظ على وزن صحي.
- اتباع نظام غذائي متوازن قليل السكريات والدهون.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الإقلاع عن التدخين.
- إجراء فحوصات طبية دورية لمراقبة مستويات السكر في الدم.
العلاج والمتابعة المستمرة
بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة، قد يحتاج مرضى السكري إلى تناول أدوية مثل الميتفورمين، أو في بعض الحالات، حقن الإنسولين. من الضروري الالتزام بتعليمات الطبيب وتناول الأدوية بانتظام. كما يجب متابعة ضغط الدم والكوليسترول، وإجراء فحوصات العينين والكلى والقدمين بانتظام للكشف عن أي مضاعفات في وقت مبكر.
في الختام، مرض السكري ليس حكمًا بالإعدام، بل هو تحدٍ يمكن إدارته بنجاح من خلال اتباع نمط حياة صحي، والالتزام بالعلاج، والمتابعة الطبية المنتظمة. تذكروا معادلة الدكتورة نهى: “أكل صحي + حركة = وداعًا للسكر”، وابدأوا اليوم في اتخاذ خطوات نحو حياة أكثر صحة وسعادة. لا تترددوا في استشارة الطبيب للحصول على خطة علاجية مخصصة تناسب احتياجاتكم.












