وول ستريت جورنال”: خبير قانوني أبلغ ترمب بعدم وضوح “دستورية الولاية الثالثة

في تطور لافت يثير جدلاً دستورياً وقانونياً، كشف المستشار القانوني الأميركي المخضرم، آلان ديرشوفيتز، عن مباحثاته مع الرئيس السابق دونالد ترمب حول إمكانية بقائه في منصبه لفترة ولاية ثالثة. هذه القضية، التي تتعلق بتفسير الدستور الأميركي، أثارت نقاشات واسعة في الأوساط القانونية والسياسية، وتلقي الضوء على طموحات ترمب المستقبلية. يركز هذا المقال على تفاصيل هذه المباحثات، والسيناريوهات المحتملة التي طرحها ديرشوفيتز في كتابه الجديد، وردود الأفعال المختلفة حول هذه المسألة الدستورية الحساسة.
ديرشوفيتز يقدم مسودة كتابه لترمب: دراسة إمكانية ولاية ثالثة
أفاد ديرشوفيتز بأنه أهدى الرئيس ترمب نسخة من مسودة كتابه الجديد، الذي يحمل عنوان: “هل يمكن للرئيس ترمب أن يترشح لفترة ولاية ثالثة بموجب الدستور؟”، وناقش معه محتواه. ووفقاً لمقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال”، أبلغ ديرشوفيتز ترمب بأن النص الدستوري الأميركي “غير واضح” بشأن إمكانية تولي الرئيس لفترة ولاية ثالثة. هذا الأمر يفتح الباب أمام تفسيرات مختلفة، ويضع علامة استفهام كبيرة حول حدود صلاحيات الرئيس ومدى التزام الدستور بحد أقصى لعدد الولايات الرئاسية.
اجتماع في المكتب البيضاوي ومناقشة مثمرة
خلال اجتماع عُقد في المكتب البيضاوي، سلّم ديرشوفيتز ترمب النسخة الأولية من الكتاب. وأوضح ديرشوفيتز أن الكتاب يستعرض مجموعة من السيناريوهات التي قد تتيح لشخص ما تولي الرئاسة لولاية ثالثة، مشيراً إلى أن ترمب أبلغه بنيته قراءة الكتاب، وسأله عن رأيه بشأن إمكانية تولي الرئاسة لولاية ثالثة، رغم أن الدستور الأميركي يمنع أي شخص من الترشح للمنصب أكثر من مرتين. وصف ديرشوفيتز رد فعل ترمب بالاهتمام، مؤكداً أنه ابتسم وانتقل للحديث عن قضايا أخرى بعد المناقشة.
السيناريوهات المطروحة: هل يمكن تجاوز الدستور؟
يقدم ديرشوفيتز في كتابه عدة سيناريوهات افتراضية قد تسمح لترمب بالعودة إلى البيت الأبيض لولاية ثالثة. أحد هذه السيناريوهات يتعلق بالامتناع عن التصويت من قبل أعضاء المجمع الانتخابي، مما قد يؤدي إلى حسم نتيجة الانتخابات داخل الكونجرس. ويجادل ديرشوفيتز بأنه في هذه الحالة، سيقوم الكونجرس باختيار الرئيس، وليس انتخابه. ومع ذلك، يذكر المركز الوطني للدستور أن هذا السيناريو لم يحدث سوى مرتين في تاريخ الولايات المتحدة، ولم يؤدِ إلى تغيير في نتيجة الانتخابات الرئاسية.
ردود فعل قانونية: “فكرة عبثية”
لم تلق أفكار ديرشوفيتز قبولاً واسعاً في الأوساط القانونية. وصف جيمس سامبل، أستاذ القانون في جامعة “هوفسترا”، فكرة ديرشوفيتز بأنها “عبثية”، لكنه أشار إلى سيناريو آخر قد يحاول فيه ترمب وفريقه العودة إلى الرئاسة، وهو ترشح حلفاء له ثم استقالتهم بعد توليهم المنصب، مما يفتح الباب أمام انتخاب ترمب رئيساً لمجلس النواب وبالتالي ترتيب خلافة رئاسية. هذه السيناريوهات، على الرغم من كونها نظرية، تثير تساؤلات حول مدى استعداد ترمب لفعل أي شيء للبقاء في السلطة.
دعم مالي محتمل: ميريام أديلسون تؤيد الفكرة
أظهرت سيدة الأعمال ميريام أديلسون، وهي من أبرز المتبرعات لحملة ترمب، اهتماماً كبيراً بأفكار ديرشوفيتز. وذكر ديرشوفيتز أنها بعد الاطلاع على مسودة الكتاب، قالت له: “هل هذا حقيقي؟ يا إلهي، آمل أن يحدث هذا”. وأضاف أنها صعدت إلى المسرح خلال حفل في البيت الأبيض، وأكدت اتفاقها مع ديرشوفيتز بشأن فكرة الولاية الثالثة، وعرضت عليه مبلغ 250 مليون دولار إضافي إذا فكر ترمب في الأمر. هذا الدعم المالي المحتمل يعكس مدى قوة تأثير ترمب على بعض الشخصيات المؤثرة في الحزب الجمهوري.
موقف ترمب: الدستور “واضح تماماً”
على الرغم من اهتمام ترمب بمناقشة هذه الأفكار، إلا أنه صرح في أكتوبر الماضي بأن الدستور “واضح تماماً” في أنه “غير مسموح له بالترشح مجدداً”. وينص التعديل الثاني والعشرون للدستور الأميركي على أنه “لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين”. ومع ذلك، فإن تصريحات ترمب المتناقضة، واهتمامه باستكشاف الثغرات الدستورية، تثير الشكوك حول نواياه الحقيقية.
في الختام، تظل قضية إمكانية بقاء دونالد ترمب في منصبه لفترة ولاية ثالثة قضية معقدة ومثيرة للجدل. على الرغم من أن الدستور الأميركي يحظر ذلك صراحة، إلا أن السيناريوهات التي طرحها ديرشوفيتز، والدعم المالي المحتمل من شخصيات مؤثرة، تثير تساؤلات حول مدى التزام ترمب بالقانون والدستور. من المؤكد أن هذه القضية ستستمر في إثارة النقاش والجدل في الأوساط السياسية والقانونية في الولايات المتحدة. الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل هذه القضية، وما إذا كان ترمب سيحاول بالفعل تجاوز القيود الدستورية. الدستور الأمريكي يمثل حجر الزاوية في النظام السياسي، و أي محاولة لتفسيره أو تجاوزه يجب أن تخضع لتدقيق دقيق. دونالد ترمب، بشخصيته المثيرة للجدل، سيظل محط أنظار العالم، و أي قرار يتخذه بشأن الترشح لولاية ثالثة سيكون له تداعيات كبيرة على مستقبل الولايات المتحدة.












