من كلينتون إلى ترمب.. مشهدان للضغط الأميركي على أوكرانيا

أعادت أساليب الضغط التي مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء الحرب مع روسيا، عبر تقديم تنازلات محتملة، إلى الأذهان تاريخاً معقداً من التعاملات المشابهة، وبالتحديد ردود الفعل على “اتفاق بودابست” في عام 1994. هذا الاتفاق، الذي دفع إليه سلف ترمب، بيل كلينتون، يمثل نقطة تحول في العلاقات بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة، ويطرح تساؤلات جوهرية حول طبيعة الضمانات الأمنية وكيفية تطبيقها.
تاريخ الضغط الأميركي على أوكرانيا: من بودابست إلى المفاوضات الحالية
لم يكن موقف ترمب الأخير معزولاً عن سياق تاريخي أعمق. ففي يناير 1994، وقّع الرئيس الأوكراني آنذاك، ليونيد كرافتشوك، على “بيان ثلاثي” في موسكو مع كلينتون والروسي بوريس يلتسن، يهدف إلى نزع السلاح النووي الأوكراني مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا. هذه الضمانات، التي تبلورت في “مذكرة بودابست”، كانت بمثابة صفقة كبرى: تخلي أوكرانيا عن ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم مقابل تعهدات بحماية سيادتها وسلامة أراضيها.
لكن الواقع أظهر أن هذه الضمانات لم تكن كافية. ففي عام 2014، قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم، وفي عام 2022، شنت غزواً واسع النطاق على أوكرانيا. هذا يثير تساؤلاً هاماً: هل كانت أوكرانيا ضحية “سياسة العصا والجزرة” منذ البداية؟
أوكرانيا النووية: ورطة ما بعد الاتحاد السوفيتي
عند انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، ورثت أوكرانيا ترسانة نووية هائلة – مئات الصواريخ العابرة للقارات وقاذفات استراتيجية مزودة برؤوس نووية. على الرغم من إعلان كييف أنها دولة غير نووية، إلا أن الواقع كان مختلفاً. أصبح لدى أوكرانيا قوة رادعة نووية، لكنها كانت أيضاً في موقف ضعيف، حيث كانت تعتمد على روسيا في التكنولوجيا والصيانة اللازمة لهذه الأسلحة.
تحليل لجامعة ستان












