اخر الاخبار

مفاوضات أوكرانيا.. أزمة الفساد تضع زيلينسكي بموقف “هش” وسط ضغوط أميركية لتقديم تنازلات

تستعد أوكرانيا لأسبوع حاسم من المفاوضات، بينما تواجه تحديات داخلية وخارجية معقدة. ففي الوقت الذي تسعى فيه إلى التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب مع روسيا، بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تهيمن عليها فضيحة فساد كبيرة أطاحت بأحد أبرز المسؤولين في الرئاسة. هذا المقال يتناول تفاصيل هذه التطورات، والضغوط التي تواجه الرئيس زيلينسكي، وجهود الوساطة الأميركية.

أوكرانيا على مفترق طرق: مفاوضات ترمب وفضيحة الفساد

تواجه أوكرانيا أسبوعاً مصيرياً في مساعيها لإنهاء الحرب مع روسيا، حيث تستعد لمفاوضات مكثفة حول خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. تأتي هذه المفاوضات في ظل أزمة داخلية عميقة، تمثلت في فضيحة فساد هزت أركان السلطة، وأدت إلى استقالة أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، والذي كان يعتبر من أقوى الشخصيات المؤثرة في البلاد. هذه التطورات تضع زيلينسكي في موقف صعب، حيث يواجه ضغوطاً متزايدة من الولايات المتحدة لتقديم تنازلات، بينما تعاني قواته من نقص حاد في الأسلحة والتمويل.

الضغوط الأميركية واستقالة يرماك

يتلقى الرئيس زيلينسكي جولة جديدة من الضغوط الأميركية للتوصل إلى اتفاق مع روسيا، حتى لو تطلب ذلك تقديم تنازلات صعبة. وصل وفد أوكراني إلى الولايات المتحدة برئاسة أمين المجلس الوطني للأمن والدفاع رستم عمروف، للقاء مسؤولين أميركيين بارزين، بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترمب.

استقالة يرماك جاءت بعد ساعات من تفتيش محققي مكافحة الفساد لشقته، مما أثار تساؤلات حول طبيعة التحقيق ومدى تورطه في قضايا فساد. على الرغم من أن السلطات لم تصدر أي بيان رسمي حول تفاصيل المداهمة، إلا أنها تأتي في سياق تحقيق أوسع يشمل العديد من المسؤولين الحكوميين. يرماك نفى أي تورط في مخالفات، وأكد تعاونه الكامل مع التحقيق. هذه الاستقالة تركت زيلينسكي “مكشوفاً”، بحسب ما ذكرت وكالة بلومبرغ، حيث فقد أحد أهم مستشاريه في لحظة حرجة من المفاوضات.

دور ويتكوف وكوشنر والتوجه إلى موسكو

من المقرر أن يتوجه ويتكوف وكوشنر إلى موسكو لمناقشة بنود الخطة المعدلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الخطة الأصلية التي أعلنها ترمب لاقت استحسانًا من روسيا، لكن موسكو أبدت تحفظاتها على التعديلات الأخيرة.

تأتي زيارة ويتكوف إلى موسكو في ظل جدل واسع حول دوره في المفاوضات، بعد تسريب مكالمة هاتفية له مع يوري أوشاكوف، مساعد بوتين، قدم فيها نصائح حول كيفية إقناع ترمب بخطة السلام. هذا التسريب أثار عاصفة في واشنطن، وزاد من الشكوك حول حيادية ويتكوف في المفاوضات.

أزمة سياسية داخلية وتداعياتها على المفاوضات

بالتزامن مع المفاوضات الخارجية، تشهد أوكرانيا أزمة سياسية داخلية متصاعدة. نواب المعارضة يدعون زيلينسكي إلى إعادة هيكلة الحكومة، واستبدال الوزراء المتورطين في قضايا الفساد. وقد استقال بالفعل وزيرا العدل والطاقة هذا الشهر على خلفية اتهامات بالفساد.

هذه الأزمة السياسية تأتي في وقت حرج، حيث تحتاج أوكرانيا إلى حكومة قوية ومستقرة لإدارة المفاوضات مع روسيا، وتنفيذ الإصلاحات اللازمة. رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك وصف الوضع في كييف بأنه “مزيج كارثي”، خاصة مع وجود رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في موسكو للقاء بوتين.

مستقبل المفاوضات وتحديات زيلينسكي

يواجه زيلينسكي تحدياً كبيراً في إدارة هذه الأزمات المتراكمة، وإيجاد حلول للأزمة السياسية الداخلية، مع الحفاظ على وحدة الصف في مواجهة روسيا. استقالة يرماك تمثل خسارة كبيرة له، حيث فقد أحد أقرب مستشاريه وأكثرهم ولاءً.

ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن زيلينسكي قادر على التكيف مع الوضع الجديد، وإيجاد بدائل ليرماك. لكن يبقى السؤال الأهم هو: هل ستتمكن أوكرانيا من التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، في ظل هذه الظروف المعقدة؟ وهل ستنجح المفاوضات في تحقيق مصالح أوكرانيا، أم ستؤدي إلى تنازلات كبيرة في حقها؟ خطة السلام المطروحة لا تزال محور النقاش، وتعتبر المفاوضات الأوكرانية الروسية حاسمة لمستقبل المنطقة. الأزمة السياسية في أوكرانيا تزيد من تعقيد المشهد، وتضع زيلينسكي أمام اختبار صعب.

مصادر إضافية:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى