“لحظة حاسمة”.. زيلينسكي يبحث في لندن مصير دونباس ومحطة زابوروجيا والضمانات الأمنية

الحرب الروسية الأوكرانية تقترب من منعطف حاسم، مع تكثيف الجهود الدبلوماسية ولقاءات قمة تجمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع قادة أوروبيين رئيسيين. هذا التحرك يأتي في ظل توقعات بمناقشة قضايا معقدة تتعلق بإنهاء الصراع المستمر، بما في ذلك مستقبل الأراضي المتنازع عليها في دونباس، وأمن محطة زابوروجيا النووية، والضمانات الأمنية طويلة الأجل لأوكرانيا. الوضع الحالي يتطلب حلاً سريعاً، ويسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد أرضية مشتركة لإنهاء هذه الحرب المدمرة.
لقاءات قمة وتوقعات بتقدم نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
الرئيس زيلينسكي عقد سلسلة من المشاورات المكثفة مع قادة العالم، بما في ذلك رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وذلك بهدف حشد الدعم وضمان التزام روسيا بإنهاء الحرب بشكل حقيقي. كما من المقرر أن يلتقي زيلينسكي بقادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا في لندن، حيث من المتوقع أن تكون المناقشات مركزة على القضايا العالقة التي تعيق التقدم نحو السلام. زيلينسكي أكد على أهمية الحصول على دعم مستمر لتعزيز قدرة أوكرانيا على الصمود، بالإضافة إلى الحصول على حزم دعم عسكرية جديدة.
المحادثات الأمريكية ونتائجها الأولية
المحادثات مع الولايات المتحدة، على الرغم من كونها “بنّاءة”، لم تكن سهلة، وفقًا لتصريحات زيلينسكي. الوفد الأوكراني الذي شارك في المحادثات في فلوريدا في طريقه الآن إلى أوروبا لتقديم تقرير مفصل حول نتائج تلك المحادثات، بما في ذلك معلومات حول زيارة الوفد الأمريكي إلى روسيا و”الفروق الدقيقة” التي تسعى الولايات المتحدة لإدخالها على خطة السلام. هذه المحادثات تأتي في أعقاب لقاءات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومبعوثين أمريكيين، بما في ذلك ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.
القضايا العالقة: دونباس وزابوروجيا
المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، صرح بأن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب “قريب جداً”، لكنه يعتمد على حل قضيتين رئيسيتين: مستقبل إقليم دونباس ومصير محطة زابوروجيا للطاقة النووية. روسيا تطالب بالسيادة على دونباس بأكملها، بينما تصر أوكرانيا على أن أي تسليم للأراضي يجب أن يتم من خلال استفتاء قانوني، وتحذر من أن ذلك سيعطي روسيا قدرة على شن هجمات مستقبلية. محطة زابوروجيا، الأكبر في أوروبا، تقع حالياً تحت السيطرة الروسية، مما يثير مخاوف دولية بشأن سلامتها وأمنها.
مطالب موسكو بـ “تغييرات جذرية”
بعد محادثات بوتين مع المبعوثين الأمريكيين، صرح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف بأن “مشكلات تتعلق بالأراضي” طُرحت للنقاش. الكرملين يبدو أنه يطالب بتغييرات “جادة وجذرية” على المقترحات الأمريكية بشأن أوكرانيا، لكنه لم يوضح طبيعة هذه التغييرات. هذا الموقف يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه عملية السلام، ويؤكد على ضرورة إيجاد حلول مقبولة للطرفين.
“لحظة حاسمة” وتأكيد على حق أوكرانيا في تقرير مصيرها
وزير العمل البريطاني بات ماكفادن وصف الوضع الحالي بأنه “لحظة حاسمة للغاية”، مؤكداً على أن القادة الأوروبيين سيركزون على أن “تقرر أوكرانيا مستقبلها بنفسها” خلال محادثاتهم مع زيلينسكي. هذا التأكيد على حق أوكرانيا في تقرير مصيرها يمثل موقفاً قوياً يدعم سيادة أوكرانيا واستقلالها. كما شدد ماكفادن على أهمية توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا في المستقبل، لضمان عدم تكرار هذا الصراع.
الصراع الأعنف في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية
الحرب في أوكرانيا تمثل الصراع الأعنف في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأشعلت أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة. على الرغم من الجهود الدبلوماسية المستمرة، فإن التقدم في محادثات السلام كان بطيئاً، مع استمرار الخلافات حول الضمانات الأمنية ووضع الأراضي المحتلة. دعم القادة الأوروبيون عملية دبلوماسية تدريجية لأوكرانيا، مع التركيز على ضمانات أمنية طويلة الأمد ومساعدات عسكرية مستمرة. ومع ذلك، يظل مستقبل المفاوضات معلقاً، ويتأثر بالتقلبات في السياسة الأمريكية.
في الختام، إن الوضع في أوكرانيا يتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة وحلولاً مبتكرة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام المستدام. الحرب الروسية الأوكرانية تقف على مفترق طرق، والقرارات التي ستتخذ في الأيام القادمة ستحدد مستقبل أوكرانيا وأمن أوروبا بأكملها. من الضروري أن يواصل المجتمع الدولي دعمه لأوكرانيا، وأن يعمل على إيجاد حلول مقبولة للطرفين، مع التركيز على احترام سيادة أوكرانيا واستقلالها. الضمانات الأمنية لأوكرانيا، ومستقبل إقليم دونباس، وأمن محطة زابوروجيا النووية، هي قضايا رئيسية يجب معالجتها بشكل عاجل لإنهاء هذا الصراع المدمر. مفاوضات السلام تتطلب مرونة وتنازلات من جميع الأطراف، والتركيز على إيجاد أرضية مشتركة لتحقيق السلام الدائم. الأزمة الأوكرانية لا تزال تشكل تحدياً كبيراً للأمن الإقليمي والدولي، وتتطلب استجابة موحدة من المجتمع الدولي.












