“سينتكوم”: عملية “عين الصقر” قصفت 70 هدفاً لـ”داعش” وسط سوريا

في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات أمريكية وسورية في مدينة تدمر الأثرية، نفذت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) عملية عسكرية واسعة النطاق ضد تنظيم داعش في سوريا. هذه العملية، التي أُطلق عليها اسم “ضربة عين الصقر”، تؤكد على التصميم الأمريكي المستمر في مكافحة الإرهاب وحماية قواتها وشركائها في المنطقة. يركز هذا المقال على تفاصيل هذه العملية، ردود الأفعال الإقليمية والدولية، والسياق الأمني الأوسع، مع التركيز على عمليات قصف داعش في سوريا.
تفاصيل عملية “ضربة عين الصقر”
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) في بيان لها يوم السبت قصفها لأكثر من 70 هدفًا تابعًا لتنظيم داعش في مواقع متعددة بوسط سوريا. واستخدمت العملية ترسانة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية والمدفعية، مع توظيف أكثر من 100 ذخيرة دقيقة التوجيه.
استهدفت الضربات بشكل رئيسي البنية التحتية لتنظيم داعش، ومواقع الأسلحة، ومراكز القيادة والسيطرة. تهدف هذه الضربات إلى تعطيل قدرة التنظيم على التخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية، وتقويض قدرته على العمل في المنطقة. كما أشارت سينتكوم إلى أن مقاتلات أردنية قدمت دعمًا جويًا للعملية، مما يعكس التعاون الإقليمي المتزايد في مكافحة الإرهاب.
رد فعل الأدميرال براد كوبر
أكد الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية، على أهمية هذه العملية في منع تنظيم داعش من التحريض على مخططات إرهابية وشن هجمات ضد الأراضي الأمريكية. وأضاف كوبر أن الولايات المتحدة ستواصل ملاحقة الإرهابيين بلا هوادة الذين يسعون لإلحاق الأذى بالأمريكيين وشركائهم في جميع أنحاء المنطقة. هذا التصريح يعكس عزمًا أمريكيًا راسخًا على مواصلة الحرب ضد الإرهاب، حتى بعد سنوات من العمليات العسكرية في سوريا والعراق.
مشاركة الأردن في مكافحة الإرهاب
أعلنت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن مشاركة سلاح الجو الملكي الأردني في الضربات التي استهدفت مواقع تنظيم داعش في جنوب سوريا، وذلك في إطار عمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب. تأتي هذه المشاركة بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وتؤكد على التزام الأردن الراسخ بمكافحة الإرهاب والحفاظ على أمن المنطقة.
الأردن، كونه دولة حدودية مع سوريا والعراق، يعتبر نفسه في الخط الأمامي للحرب ضد الإرهاب. وتشير بترا إلى أن هذه المشاركة تهدف إلى منع التنظيمات المتطرفة من استغلال الأراضي السورية كنقاط انطلاق لتهديد أمن الجوار السوري والمنطقة بأكملها. مكافحة الإرهاب هي أولوية رئيسية للأردن، الذي يشارك بفعالية في التحالف الدولي ضد داعش.
السياق الأمني للهجوم والرد
تأتي عملية “ضربة عين الصقر” بعد أسبوع من الهجوم الذي استهدف قوات أمريكية وسورية في مدينة تدمر، والذي أسفر عن مقتل اثنين من الجنود الأمريكيين ومترجم مدني، وإصابة ثلاثة جنود آخرين. وقد ردت القوات الأمريكية على هذا الهجوم بشن سلسلة من العمليات العسكرية في سوريا والعراق، أسفرت عن مقتل واعتقال 23 عنصرًا من تنظيم داعش.
خلال الأشهر الستة الماضية، نفذت القوات الأمريكية والشركاء أكثر من 80 عملية عسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق. هذه العمليات المستمرة تهدف إلى تقويض قدرة التنظيم على التعافي وإعادة تنظيم صفوفه، ومنع عودته إلى الظهور كتهديد إقليمي ودولي. الوضع الأمني في سوريا لا يزال معقدًا، ويتطلب جهودًا متواصلة لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار.
ردود الفعل الدولية والمحلية
وصف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن العملية بأنها “إعلان انتقام” للهجوم في تدمر، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تتردد في الدفاع عن شعبها وشركائها. وأضاف أوستن في منشور على منصة “إكس” أن الولايات المتحدة ستطارد الإرهابيين الذين يستهدفون الأمريكيين، وستقتلهم بلا رحمة.
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السورية عن التزامها الثابت بمكافحة تنظيم داعش، ودعت الولايات المتحدة والدول الأعضاء في التحالف الدولي إلى دعم جهود سوريا في مكافحة الإرهاب. كما تقدمت سوريا بتعازيها لعائلات الضحايا من رجال الأمن السوريين والأمريكيين الذين قتلوا في الهجمات الإرهابية.
مستقبل مكافحة داعش في سوريا
على الرغم من الهزائم المتتالية التي مني بها تنظيم داعش، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدًا في سوريا والعراق. فقد تحول التنظيم إلى خلايا نائمة، ويعتمد على الهجمات الخاطفة لزعزعة الاستقرار وإعادة إحياء نفوذه.
لذلك، من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها في شن عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا، بهدف تقويض قدرته على العمل ومنع عودته إلى الظهور. كما أن التعاون الإقليمي، وخاصة مع الأردن، يلعب دورًا حاسمًا في نجاح هذه الجهود. العمليات العسكرية ضد داعش ستظل ضرورية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، ومنع التنظيم من استغلال الفراغات الأمنية لتعزيز نفوذه.
في الختام، عملية “ضربة عين الصقر” هي رسالة واضحة من الولايات المتحدة إلى تنظيم داعش وإلى العالم بأنها لن تتسامح مع الإرهاب، وستواصل الدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها. ومع استمرار التهديد الإرهابي في سوريا، فإن التعاون الدولي والتنسيق الإقليمي هما السبيل الوحيد لتحقيق النصر الدائم.












