اخر الاخبار

ترمب وكلينتون وجيتس.. الديمقراطيون ينشرون صوراً تعود لجيفري إبستين

في تطور لافت للقضية المثيرة للجدل حول الملياردير الراحل جيفري إبستين، نشر أعضاء ديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي، يوم الجمعة، مجموعة من الصور التي قيل إنها تعود إلى ممتلكات إبستين. هذه الصور أثارت عاصفة من ردود الأفعال، حيث تظهر شخصيات بارزة كانت ضمن دائرة معارف إبستين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والرئيس الأسبق بيل كلينتون، والمذيع ستيف بانون، والملياردير بيل جيتس، وآخرون. هذه القضية، التي تتعلق بشبكة علاقات إبستين المعقدة، تثير تساؤلات حول مدى تورط هذه الشخصيات، وإن كان بشكل غير مباشر، في أنشطة إبستين الإجرامية.

صور إبستين تثير الجدل وتطال شخصيات بارزة

الصور التي تم نشرها، والتي بلغ عددها 19 صورة، تهدف إلى إلقاء الضوء على العلاقات التي كانت تربط إبستين بشخصيات نافذة في المجتمع الأمريكي. الجدير بالذكر أن اللجنة أكدت أن الصور لا تُظهر أي سلوك غير قانوني، ولا يُعتقد أنها تتضمن قاصرات. ومع ذلك، فإن مجرد ظهور هذه الشخصيات في صور مع إبستين يثير تساؤلات حول طبيعة هذه العلاقات.

تظهر إحدى الصور الرئيس ترمب محاطًا بست نساء، تم إخفاء وجوههن. صور أخرى تظهر ستيف بانون وهو يلتقط صورة ذاتية أمام مرآة مع إبستين، وبيل كلينتون مع إبستين وجيسلين ماكسويل، بالإضافة إلى شخصين آخرين. كما تظهر صورة بيل جيتس مع الأمير أندرو. ولم يتم الكشف عن زمان التقاط هذه الصور.

ردود الفعل الرسمية: البيت الأبيض يتهم بالرواية الزائفة

سرعان ما جاء رد فعل البيت الأبيض على هذه الخطوة، حيث وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أبيجيل جاكسون، نشر الصور بأنه محاولة لخلق “رواية زائفة”. وأضافت أن الديمقراطيين “ينتقون صوراً بعناية مع عمليات إخفاء عشوائية” لتحقيق هذا الهدف.

ولم تكتف جاكسون بالاتهام، بل أشارت إلى أن بعض الديمقراطيين أنفسهم كانوا على صلة بإبستين، مستشهدةً بأسماء زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، والنائبة ستايسي بلاسكت، اللتين تبادلتا رسائل نصية مع إبستين خلال جلسة استماع عام 2019. كما ذكرت أن مجموعة استشارية ديمقراطية طلبت من إبستين المشاركة في عشاء لجمع التبرعات مع جيفريز في عام 2013.

وأكدت الإدارة الأمريكية أنها دعت إلى الشفافية في هذه القضية، وأنها نشرت بالفعل آلاف الصفحات من الوثائق المتعلقة بإبستين، مطالبةً بمزيد من التحقيقات حول دائرة معارفه.

خلاف داخل اللجنة حول عملية “انتقاء الصور”

بينما دافع النائب روبرت جارسيا، أحد أبرز الديمقراطيين في لجنة الرقابة، عن نشر الصور باعتباره “مهمًا” في سياق الشفافية، إلا أنه أقر بأن الديمقراطيين لم يراجعوا سوى جزء صغير من إجمالي الصور التي تم تسليمها للجنة، والتي تقدر بنحو 95 ألف صورة.

في المقابل، اتهم متحدث باسم اللجنة الديمقراطيين بـ”انتقاء الصور” وإجراء عمليات إخفاء “موجّهة” بهدف خلق رواية سياسية. وأكد أن الصور التي تم نشرها “لا تُظهر أي مخالفات”. كما وجه اتهامًا مباشرًا للديمقراطيين بمحاولة تشويه صورة الرئيس ترمب من خلال نشر صور تم اختيارها بعناية.

وأضاف المتحدث: “الديمقراطيون نشروا مجرد حفنة من الصور من بين أكثر من 95 ألف صورة تسلمناها. خدعة الديمقراطيين ضد ترمب تم دحضها بالكامل. لا شيء في الوثائق التي تلقيناها يُظهر أي مخالفات. من المخزي أن يستمر جارسيا والديمقراطيون في تقديم السياسة على العدالة للضحايا.”

ردود فعل من الشخصيات المتهمة

تنوعت ردود الفعل من الشخصيات التي ظهرت في الصور. فقد أكد متحدث باسم بيل كلينتون أن الأخير لم يُتهم قط من قبل سلطات إنفاذ القانون بأي مخالفات تتعلق بـ جيفري إبستين. وأضاف أن كلينتون قطع علاقته بإبستين قبل اعتقال الأخير في عام 2019، وأنه لم يكن على علم بجرائمه.

أما المتحدث باسم بيل جيتس، فقد نفى بشكل متكرر أن يكون إبستين قد عمل معه. فيما قال جيتس سابقًا إنه يندم على لقائه بإبستين، موضحًا في مقابلة مع أندرسون كوبر على CNN عام 2021: “كان خطأً فادحاً أن أمضي وقتاً معه، وأن أمنحه مصداقية بوجودي هناك.”

مستقبل التحقيقات والتشريعات الجديدة

في أعقاب نشر الصور، وصف ترمب والبيت الأبيض القضية بأنها “خدعة”. وقالت المتحدثة كارولين ليفيت إن الصور “لا تثبت شيئاً على الإطلاق، سوى أن الرئيس ترمب لم يرتكب أي خطأ”.

ومع استمرار الجدل، أقر الكونجرس الأمريكي قانونًا الشهر الماضي يلزم وزارة العدل بنشر جميع ملفات إبستين التي بحوزتها بحلول 19 ديسمبر. وحذر النائب الجمهوري توماس ماسي، الذي قاد الجهود لتمرير هذا التشريع، من أن الوزارة سترتكب جريمة إذا لم تلتزم بالموعد النهائي.

هذا القانون الجديد يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الشفافية الكاملة في قضية جيفري إبستين، ويهدف إلى كشف المزيد من الحقائق حول شبكة علاقاته المعقدة. من المتوقع أن يؤدي نشر الملفات الكاملة إلى إثارة المزيد من الجدل والتساؤلات، وربما إلى فتح تحقيقات جديدة. الوضع الحالي يشير إلى أن هذه القضية ستظل قيد المتابعة لفترة طويلة، مع احتمال ظهور المزيد من التفاصيل الصادمة في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى