بينهم أبو عبيدة ومحمد السنوار.. “حماس” تنعى 5 من قيادات “القسام” (صور)

أعلنت حركة حماس عن وفاة كل من الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، ومحمد السنوار، شقيق رئيس المكتب السياسي للحركة، يحيى السنوار. هذا النعي المفجع يأتي في خضم استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويشكل ضربة قاسية للمقاومة الفلسطينية. يثير هذا الخبر تساؤلات حول مستقبل القيادة العسكرية والسياسية للحركة، وتأثير ذلك على مسار الصراع.
من هو أبو عبيدة؟ رحلة المقاومة والقيادة العسكرية
أبو عبيدة، الاسم الحركي لـ عبد العزيز الرنتيسي، كان من أبرز قادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس. اشتهر بظهوره الإعلامي المتكرر خلال المعارك المتتالية مع إسرائيل، حيث كان يمثل صوت المقاومة ويوفر تحديثات حول العمليات العسكرية. تميز أسلوبه بالهدوء والثقة، مما أكسبه احترامًا واسعًا ليس فقط بين أنصار حماس، بل وبين الفلسطينيين بشكل عام.
الدور المحوري في عمليات القسام
كان أبو عبيدة مسؤولاً عن الإشراف على العديد من العمليات العسكرية النوعية التي نفذتها كتائب القسام ضد إسرائيل. تضمنت هذه العمليات إطلاق الصواريخ، وتنفيذ الكمائن، وحفر الأنفاق، واستخدام الطائرات بدون طيار. كانت هذه العمليات تهدف إلى إلحاق الضرر بالجيش الإسرائيلي وردع العدوان على غزة.
تأثيره الإعلامي والنفسي
لم يقتصر دور أبو عبيدة على الجانب العسكري، بل امتد ليشمل الجانب الإعلامي والنفسي. من خلال خطاباته وبياناته، كان يرفع معنويات المقاتلين والشعب الفلسطيني، ويزرع الأمل في تحقيق النصر. كما كان يسعى إلى كشف زيف الرواية الإسرائيلية، وتوضيح حقيقة الصراع. هذا الجانب من عمله كان له تأثير كبير على الرأي العام العربي والدولي.
محمد السنوار: الداعم اللوجستي والسياسي
محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، كان شخصية مؤثرة داخل حماس، وإن لم يكن بنفس القدر من الظهور الإعلامي مثل أبو عبيدة. كان يركز بشكل أساسي على الجانب اللوجستي والتنظيمي، حيث لعب دورًا هامًا في دعم العمل العسكري وتوفير الاحتياجات الأساسية للمقاتلين.
شبكة العلاقات والتنسيق
يعرف عن محمد السنوار امتلاكه شبكة واسعة من العلاقات داخل قطاع غزة وخارجه، مما ساعده في تسهيل عمليات التنسيق والتعاون بين مختلف الفصائل الفلسطينية. كان يعتبر حلقة وصل مهمة بين الجناح العسكري والقيادة السياسية لحماس.
التحديات الداخلية والخارجية
واجه محمد السنوار، مثل باقي قادة حماس، العديد من التحديات الداخلية والخارجية. شملت هذه التحديات الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، والضغوط السياسية والاقتصادية، والانقسامات الداخلية الفلسطينية. الوضع في غزة كان دائمًا معقدًا، وتطلب منه قدرًا كبيرًا من الحكمة والصبر.
تداعيات النعي على مستقبل المقاومة الفلسطينية
إن فقدان شخصيتين بارزتين مثل أبو عبيدة ومحمد السنوار يمثل خسارة كبيرة لحركة حماس وللمقاومة الفلسطينية بشكل عام. يثير هذا النعي تساؤلات حول كيفية ملء الفراغ الذي تركاه هذان القائدان، وما إذا كان ذلك سيؤثر على قدرة الحركة على مواصلة المقاومة.
تحديات القيادة الجديدة
ستواجه القيادة الجديدة لحماس تحديات كبيرة في الحفاظ على وحدة الصف، وتوحيد الجهود، وتطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. كما سيتعين عليها التعامل مع التحديات الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة. العدوان المستمر يزيد من تعقيد هذه التحديات.
استمرار المقاومة كخيار استراتيجي
على الرغم من هذه الخسائر، من المتوقع أن تستمر حركة حماس في تبني المقاومة كخيار استراتيجي لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. فالمقاومة تعتبر بالنسبة للفلسطينيين حقًا مشروعًا للدفاع عن أرضهم وحقوقهم. الأهداف الفلسطينية لن تتغير بتغيير القادة، بل ستظل محورية في أي حل سياسي.
خاتمة: فقدان كبير وتحديات مستمرة
إن نعي أبو عبيدة ومحمد السنوار يمثل لحظة حزينة للفلسطينيين والعرب. لقد كانا من أبرز قادة المقاومة الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن قضيتهم. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن المقاومة الفلسطينية هي حركة شعبية واسعة، وأنها لن تتوقف عند فقدان قادة معينين.
ندعو الجميع إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة، وإلى دعم صموده وثباته. كما ندعو إلى إيجاد حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يضمن حقوق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال والعودة. شارك برأيك حول مستقبل المقاومة الفلسطينية في التعليقات أدناه.












