اخر الاخبار

بشأن سوريا.. مبعوث أميركا يحمل “خطوطاً حمراء” إلى نتنياهو

التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين، بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، في اجتماع بالغ الأهمية ناقش التطورات الإقليمية، وخاصةً الوضع في سوريا. هذا اللقاء، الذي يأتي في ظل تصاعد التوترات وتغيرات جيوسياسية، يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين إسرائيل وسوريا، ودور الولايات المتحدة في المنطقة. يركز هذا المقال على تفاصيل الاجتماع، والرسائل التي حملها المبعوث الأمريكي، و”الخطوط الحمراء” التي وضعتها واشنطن فيما يتعلق بالأنشطة الإسرائيلية في سوريا.

اجتماع نتنياهو وباراك: رسائل أمريكية حول سوريا

عقد الاجتماع بحضور كبار المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك وزير الخارجية جدعون ساعر، والقائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي جيل رايخ، والسكرتير العسكري اللواء رومان جوفمان، بالإضافة إلى سفيري الولايات المتحدة وإسرائيل في البلدين، مايك هاكابي ويحيئيل لايتر على التوالي. هذا الحضور الرفيع المستوى يؤكد على أهمية القضايا التي تم تناولها.

وبحسب التقارير، فإن تركيز الاجتماع الرئيسي كان على سوريا، حيث يسعى المبعوث الأمريكي توم باراك إلى نقل رؤية الإدارة الأمريكية بشأن الأنشطة الإسرائيلية في هذا البلد. تأتي هذه الجهود في سياق محاولات واشنطن لتهدئة التوترات المتزايدة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

“الخطوط الحمراء” الأمريكية: حماية حكم الشرع

كشفت قناة “i24 NEWS” الإسرائيلية عن أن باراك سيحدد خلال الاجتماع “خطوطاً حمراء” فيما يتعلق بالعمليات الإسرائيلية في سوريا. وتشير التقارير إلى أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى الرئيس السوري أحمد الشرع كحليف يسعى إلى استقرار البلاد، وتسعى إلى تجنب أي إجراءات قد تقوض حكمه.

هذا الموقف يعكس تحولاً في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، حيث يبدو أن واشنطن تفضل الحفاظ على الوضع الراهن، وتجنب أي تغييرات جذرية قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع. بالإضافة إلى ذلك، تخشى الولايات المتحدة من أن تؤدي العمليات الإسرائيلية المتكررة إلى زعزعة استقرار النظام السوري، مما قد يعيق جهود التوصل إلى اتفاق أمني.

مخاوف أمريكية من تأثير العمليات الإسرائيلية

أكد موقع “أكسيوس” الأمريكي أن إدارة ترمب تعتقد أن هجمات نتنياهو عبر الحدود تقوض جهود الولايات المتحدة لمساعدة حكومة الشرع على استقرار البلاد، وتقوض هدف التوصل إلى اتفاق أمني جديد بين سوريا وإسرائيل. هذا التصريح يعكس قلقاً أمريكياً حقيقياً من أن الأنشطة الإسرائيلية قد تعرقل مساعي السلام والاستقرار في المنطقة.

وبالتالي، فإن الرسالة التي يحملها باراك إلى نتنياهو واضحة: يجب على إسرائيل أن تلتزم ببعض القيود في أنشطتها في سوريا، وأن تأخذ في الاعتبار المصالح الأمريكية، ورغبة واشنطن في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. الوضع في سوريا يتطلب حذراً شديداً وتنسيقاً وثيقاً بين جميع الأطراف المعنية.

ترمب يدعو للحوار بين إسرائيل وسوريا

في بداية ديسمبر الجاري، دعا الرئيس السابق دونالد ترمب إلى الحفاظ على حوار قوي وحقيقي بين إسرائيل وسوريا، مؤكداً على أهمية عدم وجود أي شيء يعيق تطور سوريا إلى دولة مزدهرة. كما أشاد بالرئيس السوري أحمد الشرع، مشيراً إلى أنه يعمل بجد لتحقيق أمور جيدة، وإدارة علاقة طويلة الأمد ومزدهرة مع إسرائيل.

هذه التصريحات تعكس رغبة أمريكية في رؤية علاقات أفضل بين إسرائيل وسوريا، وتؤكد على أهمية الحوار والتفاوض في حل الخلافات. التفاوض مع سوريا قد يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الإقليمي، وتعزيز الاستقرار.

جهود الوساطة الأمريكية والاتفاق الأمني المحتمل

تتوسط الولايات المتحدة حالياً بين سوريا وإسرائيل بهدف خفض التوتر، والتوصل إلى اتفاقية أمنية. دمشق تأمل أن تفضي هذه الاتفاقية إلى التراجع عن عمليات السيطرة التي نفذتها إسرائيل على أراضيها في الآونة الأخيرة. الأمن الإقليمي هو الهدف الأسمى الذي تسعى إليه جميع الأطراف، ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب تنازلات من جميع الجوانب.

الاجتماع بين نتنياهو وباراك يمثل خطوة مهمة في هذه الجهود، حيث يسعى المبعوث الأمريكي إلى إيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين، ووضع إطار عمل للتعاون المستقبلي. ومع ذلك، فإن التحديات كبيرة، والمصالح المتضاربة قد تعيق التقدم.

في الختام، الاجتماع بين نتنياهو وباراك يعكس أهمية سوريا في الحسابات الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية. الرسائل التي حملها باراك، و”الخطوط الحمراء” التي وضعها، تشير إلى رغبة واشنطن في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وحماية حكم الشرع. مستقبل العلاقة بين إسرائيل وسوريا يعتمد على قدرة الطرفين على التوصل إلى اتفاق أمني، وإيجاد حلول للخلافات القائمة. من الضروري متابعة التطورات في سوريا، وتحليل تأثيرها على المنطقة، والعمل على تعزيز الحوار والتفاوض من أجل تحقيق السلام والاستقرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى