اخر الاخبار

انتقادات أميركية لإسرائيل بسبب التصعيد في سوريا.. ولقاء مرتقب بين ترمب ونتنياهو في ديسمبر

تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب التصعيد العسكري الإسرائيلي في سوريا يثير مخاوف واشنطن من زعزعة استقرار المنطقة، وذلك قبيل زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض. هذا التطور يعكس حالة من الاستياء المتزايد في الإدارة الأمريكية من السياسات الإسرائيلية في سوريا، ويضع علامة استفهام حول مستقبل العلاقات بين البلدين في هذا الملف الحساس.

انتقادات أمريكية لإسرائيل وتصعيد الأوضاع في سوريا

وجه مسؤولون أمريكيون انتقادات حادة لإسرائيل بسبب الضربات العسكرية المتكررة التي تشنها داخل الأراضي السورية. وتأتي هذه الانتقادات في ظل قلق متزايد في واشنطن من أن هذه الضربات قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب، وتقويض الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في سوريا. الخوف الأكبر هو من أن تؤدي هذه التطورات إلى إشعال صراع أوسع نطاقاً في المنطقة، خاصةً مع وجود قوى إقليمية ودولية متعددة لها مصالح متضاربة في سوريا.

دعوة ترمب لتهدئة الأوضاع

في تطور لافت، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في منشور على منصة “تروث سوشيال”، إسرائيل إلى تجنب أي خطوات من شأنها عرقلة مسار تطور سوريا. هذه الدعوة تعكس رغبة الإدارة الأمريكية في الحفاظ على الاستقرار في سوريا، وتشجيع عملية سياسية شاملة. كما تشير إلى أن الإدارة الأمريكية ترى أن المصالح الأمريكية تتطلب الحفاظ على علاقات جيدة مع الحكومة السورية الجديدة، وتعزيز دورها في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

“التدخلات غير المفيدة” لنتنياهو

وصف مسؤولان أمريكيان، في تصريحات لموقع “أكسيوس”، تدخلات نتنياهو في سوريا بأنها “غير مفيدة للغاية”. وأشارا إلى أن نتنياهو أمر بعدة عمليات عسكرية عبر الحدود داخل سوريا، بما في ذلك خلال الأيام القليلة الماضية، دون التشاور المسبق مع واشنطن. هذا الأمر أثار غضب المسؤولين الأمريكيين، الذين يرون أن هذه العمليات تهدد بتقويض الجهود الدبلوماسية المبذولة لحل الأزمة السورية.

ردود الفعل السورية والإقليمية

أدانت دمشق بشدة “الاعتداءات الإسرائيلية”، واعتبرتها محاولة لتقويض الاستقرار وتهديد أي مسار سياسي في المنطقة. وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أكد أن هذه الاعتداءات لا تستهدف سوريا وحدها، بل تسعى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي. كما أشارت الخارجية السورية إلى أن الهجوم الإسرائيلي على بلدة بيت جن، والذي أسفر عن مقتل 13 سورياً، يمثل “جريمة حرب مكتملة الأركان”.

قلق أمريكي متزايد من “إطلاق النار أولاً والسؤال لاحقاً”

أعرب المسؤولون الأمريكيون عن غضبهم من النهج الذي يتبعه نتنياهو في سوريا، والذي وصفوه بـ “إطلاق النار أولاً والسؤال لاحقاً”. ويرون أن هذا النهج غير مسؤول، ويؤدي إلى تصعيد غير ضروري، ويهدد بتقويض الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة. كما يشعرون بالقلق من أن الضربات المتكررة التي تنفذها إسرائيل قد تؤدي إلى “زعزعة استقرار سوريا، وتقويض الآمال في التوصل إلى اتفاق أمني”.

دعم ترمب للحكومة السورية الجديدة

تعتبر إدارة ترمب دعم جهود الرئيس السوري أحمد الشرع لتحقيق الاستقرار في بلاده أحد أبرز استراتيجياتها بشأن الشرق الأوسط. كما أن ترمب وفريقه وقفوا مراراً إلى جانب الحكومة السورية في نزاعاتها مع إسرائيل، وفقاً لـ”أكسيوس”. هذا الدعم يعكس قناعة الإدارة الأمريكية بأن الاستقرار في سوريا ضروري لتحقيق الاستقرار الإقليمي، وأن الحكومة السورية الجديدة هي الشريك الأفضل لتحقيق هذا الهدف.

المحادثات الأمريكية الإسرائيلية والسورية

في محاولة لتهدئة الأوضاع وتجنب مزيد من التصعيد، أجرى المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك ومسؤولون آخرون في إدارة ترمب “محادثات متوترة” مع نظرائهم الإسرائيليين. كما أجروا محادثات مماثلة مع السوريين، بحسب ما ذكر “أكسيوس”. تهدف هذه المحادثات إلى إقناع إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في سوريا، وإقناع سوريا بالتحلي بالصبر وعدم الرد على هذه العمليات.

زيارة نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن والقضية السورية

من المقرر أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة البيت الأبيض في “المستقبل القريب”، بدعوة من الرئيس ترمب. ومن المتوقع أن تكون القضية السورية موضوعاً رئيسياً خلال هذه الزيارة، حيث يدفع ترمب باتجاه “اتفاق أمني” بين إسرائيل وسوريا. ومع ذلك، فإن الخلافات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول سوريا قد تعيق التوصل إلى هذا الاتفاق. التصعيد الإسرائيلي في سوريا يمثل تحدياً كبيراً أمام جهود ترمب لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

في ختام هذا التحليل، يتضح أن التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن سوريا يمثل تطوراً خطيراً. إن استمرار الضربات الإسرائيلية في سوريا، وعدم وجود حوار بناء بين الأطراف المعنية، قد يؤدي إلى تصعيد غير محسوب، وتقويض الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة. من الضروري أن تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل وسوريا معاً لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، وتجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع. الاستقرار في سوريا يمثل مصلحة مشتركة لجميع الأطراف، ويتطلب تعاوناً وتنسيقاً وثيقاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى