اخر الاخبار

الرئيس السوري: الانتخابات في موعدها بعد 4 سنوات.. ونرفض العبث باتفاق 1974 مع إسرائيل

سوريا تتجه نحو انتخابات رئاسية والضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال: رؤية الرئيس الشرع من منتدى الدوحة

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع خلال مشاركته في أعمال “منتدى الدوحة 2025″، على التزام بلاده بإجراء انتخابات رئاسية بعد أربع سنوات، وفقاً للإعلان الدستوري، مع التركيز على مبدأ التشاركية بعيداً عن المحاصصة. وتطرق الرئيس الشرع إلى ملفات سياسية واقتصادية وإقليمية، بما في ذلك جهود دمشق للضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلة في جنوب سوريا، والمخاوف الداخلية، وإمكانية رفع العقوبات عن سوريا. هذا التصريح، ووسط الأوضاع الراهنة، يمثل نقطة تحول هامة في مسيرة سوريا نحو الاستقرار.

التزام سوريا بالانتخابات الرئاسية ومبدأ التشاركية

شدد الرئيس الشرع على أن إجراء انتخابات رئاسية في سوريا ليس مجرد التزام دستوري، بل هو جزء أساسي من رؤية مستقبلية تهدف إلى بناء دولة مؤسسات قوية. وأضاف أن الانتخابات ستجري بعد 4 سنوات من الآن، مشيراً إلى أن هذا الإطار الزمني يتيح الوقت الكافي لإعداد القوانين اللازمة وكتابة دستور جديد يعرض على الشعب للموافقة عليه. كما أكد على أهمية “مبدأ التشاركية لا المحاصصة” في العملية السياسية، مشيراً إلى أن هذا المبدأ يضمن تمثيل جميع أطياف الشعب السوري في السلطة. ويركز هذا التوجه على بناء دولة قائمة على الحقوق والمساواة، بدلاً من التقسيمات الطائفية والسياسية.

الدستور الجديد كمرحلة أساسية

أشار الرئيس الشرع إلى أن الدستور الحالي هو إعلان دستوري مؤقت، تم إقراره بعد تحرير دمشق، وينص على استمرار الرئيس الحالي في منصبه لمدة خمس سنوات. وأضاف أن الهدف من هذا الإعلان هو توفير إطار قانوني مؤقت يسمح ببدء عملية بناء الدولة من جديد، بما في ذلك كتابة دستور دائم يعكس إرادة الشعب السوري. هذا الدستور، كما أكد، سيكون بمثابة المرجعية الأساسية للحكم في سوريا.

الضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال في جنوب سوريا

لا يخفي الرئيس الشرع قلقه بشأن التوغلات والغارات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية. ووصف هذه التوغلات بأنها محاولة إسرائيلية لتصدير الأزمات، معتبراً أن إسرائيل “تُقاتل الأشباح” وتستخدم مخاوف أمنية وهمية لتبرير هذه الأعمال. وأكد أن سوريا تعمل مع “الدول الفاعلة” على مستوى العالم، لممارسة الضغط على إسرائيل وإجبارها على الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في جنوب سوريا بعد الثامن من ديسمبر 2024.

اتفاق 1974 وأهمية الحفاظ عليه

كما حذر الرئيس الشرع من العبث باتفاق 1974 لفض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل، والذي صمد لأكثر من 50 عامًا. وأشار إلى أن هذا الاتفاق يحظى بإجماع دولي، وأن البحث عن اتفاقات بديلة، مثل إقامة منطقة عازلة، قد يؤدي إلى دخول المنطقة في حالة من الخطر. من هنا، تظهر أهمية الحفاظ على هذا الاتفاق كركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي. الوضع في الجنوب السوري يمثل أولوية لدمشق.

المخاوف الداخلية ومساعي الحكومة لتحقيق الاستقرار

رفض الرئيس الشرع فكرة وجود أزمة داخلية كبيرة في سوريا، مؤكداً أن البلاد “تعيش في أحسن ظروفها حالياً”. واقر بأنه توجد مشكلات داخلية كأي دولة أخرى، لكنه شدد على أن الحكومة تعمل بجد لمعالجتها وتوحيد البلاد. وأكد أن الحكومة السورية تسعى إلى تطبيق مبدأ القانون والمحاسبة، وتعزيز دور المؤسسات، لضمان حقوق جميع الأطياف.

رفع عقوبات قيصر كخطوة نحو التعافي

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، طالب الرئيس الشرع واشنطن برفع “عقوبات قيصر” المفروضة على سوريا. وأوضح أن هذه العقوبات لا تخدم سوى تدهور الأوضاع المعيشية للشعب السوري، وأنها لا تمثل أداة مناسبة للمحاسبة. وأشار إلى أن إدارة الرئيس ترمب تدعم مسار رفع العقوبات، وأن العديد من دول العالم تتجه نحو نفس النهج. هذه الخطوة، برأي الرئيس، ضرورية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في سوريا وتوفير فرص العمل.

أحداث الساحل والمحاسبة على المسؤولين

تطرق الرئيس الشرع إلى الإشكاليات التي وقعت في مناطق سورية مختلفة، مثل أحداث الساحل. وأكد أن الحكومة السورية تعمل على محاسبة المسؤولين عن هذه الإشكاليات، وأنها تسعى إلى تحقيق العدالة والشفافية. وأشار إلى أن هذه الأحداث كانت نتيجة لممارسات النظام السابق، وأن الحكومة الحالية تعمل على تصحيح الأخطاء وبناء مستقبل أفضل. يمثل الاستقرار السياسي ركيزة أساسية لمستقبل سوريا.

ختاماً، يؤكد حديث الرئيس السوري أحمد الشرع التزام سوريا بالتحول الديمقراطي من خلال انتخابات رئاسية مقبلة، مع التركيز على بناء الدولة على أساس التشاركية والمؤسسات. كما يعكس عزم سوريا على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها لأراضيها. ويبدو واضحاً أن دمشق تسعى إلى استعادة دورها الفاعل في المنطقة، وإلى تحقيق الاستقرار والازدهار لشعبها. من خلال هذه الخطوات، تسعى سوريا إلى أن تكون نموذجاً للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى