اخر الاخبار

إيران لا تستبعد هجوماً أميركياً جديداً: مستعدون لأي عملية عسكرية

تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط مع إبداء إيران استعدادها لمواجهة أي تهديدات عسكرية محتملة من الولايات المتحدة أو إسرائيل، وذلك في ظل حديث عن خيارات عسكرية جديدة قد يعرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. هذا المقال يتناول تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حول هذه التطورات، وموقف طهران من المفاوضات النووية، والاستعدادات المحتملة لعمل عسكري، مع التركيز على البرنامج النووي الإيراني وتداعياته.

تصريحات عراقجي والتحذير من مغامرات أمريكية إسرائيلية

في أعقاب تقارير إعلامية تفيد باستعداد نتنياهو لعرض “خيارات عسكرية” ضد إيران على الرئيس ترامب، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران لا تستبعد إمكانية شن هجوم جديد من قبل الولايات المتحدة أو أي عملية عسكرية أوسع ضد البلاد. وبينما شدد على أن إيران “مستعدة بالكامل، بل أكثر استعداداً من ذي قبل” لمواجهة أي سيناريو، أوضح أن هذا الاستعداد يهدف بالدرجة الأولى إلى “منع الحرب”، مشدداً على أهمية التحضير لأي احتمالات.

وأضاف عراقجي، في مقابلة مع شبكة “روسيا اليوم” نقلتها وكالة أنباء “تسنيم”، أن إيران أعادت بناء كافة القدرات المتضررة من أي عدوان سابق، محذراً من أن أي محاولة لتكرار التجربة لن تحقق نتائج أفضل. هذه التصريحات تأتي في سياق المخاوف المتزايدة من تصعيد عسكري يقوده كل من إسرائيل والولايات المتحدة، خاصةً مع التركيز على التخصيب اليورانيوم كأحد أبرز بؤر التوتر.

إيران والاتفاق النووي: الرفض القاطع للإملاءات الأمريكية

أكد عراقجي انفتاح إيران على التوصل إلى اتفاق نووي “عادل ومتوازن”، لكنه شدد في الوقت ذاته على رفض طهران لأي “إملاءات أمريكية”. وأوضح أن إيران تدعم اتفاقًا يقوم على “الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”، وليس اتفاقًا أحادي الجانب تفرضه واشنطن.

“نحن مستعدون للتفاوض، ولكن ضمن إطار يضمن العدالة والتوازن للطرفين”، هكذا لخص موقف بلاده. هذه التصريحات تعكس إصرار إيران على الحصول على ضمانات حقيقية بأن أي اتفاق جديد سيحترم حقوقها وسيضمن مصالحها الوطنية، على عكس الاتفاق السابق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018. ويعتبر هذا الانسحاب بمثابة خرق للالتزامات الدولية.

الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية ومرونة التكنولوجيا الإيرانية

أشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن الضربات التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو قبل بضعة أشهر تسببت في أضرار جسيمة، لكنها لم تدمر البرنامج النووي الإيراني. وأكد أن “التكنولوجيا لا يمكن قصفها”، وأن عزم إيران على مواصلة برنامجها السلمي لا يزال قائماً.

وذكر أن إيران تعتبر التخصيب حقاً مشروعاً، مع استعدادها لتقديم ضمانات كاملة بشأن الطابع السلمي لبرنامجها النووي، كما فعلت في اتفاق 2015. وأضاف أن “التخصيب هو حقنا، ثم إنه مسألة تتعلق بالكرامة والفخر الوطنيين، لأنه ثمرة إنجازات علمائنا أنفسهم”.

المفاوضات السرية بين إيران والولايات المتحدة

كشف عراقجي عن إجرائه خمس جولات من المفاوضات مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وتحديد موعد لجولة سادسة في يونيو الماضي، لكن الهجوم الإسرائيلي الذي وصفه بـ “غير القانوني” أعاق ذلك. وأكد أن استهداف إيران في “منتصف المفاوضات” كان تجربة مريرة، تضاف إلى سجل انسحابات واشنطن من الاتفاقات السابقة.

وأشار إلى أن إصرار الولايات المتحدة على استئناف المفاوضات كان “مقترناً بنهج خاطئ”، وأن إيران لا تستجيب للتهديد والضغط، بل للتفاوض الاحترام المتبادل. وخلص إلى أن أمام الولايات المتحدة خيارين: الدبلوماسية التي أثبتت نجاحها في الماضي، أو العمل العسكري الذي لم يحقق أهدافه.

انتقادات للوكالة الدولية للطاقة الذرية ودور روسيا

انتقد عراقجي بشدة امتناع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إدانة الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية، معتبراً ذلك سابقة خطيرة وانتهاكاً للقانون الدولي. وطالب بإعادة النظر في آليات تفتيش المنشآت التي تعرضت لهجوم عسكري.

كما اتهم الوكالة بالتحول إلى “كيان مسيس” بفعل ضغوط بعض الدول، داعياً إياها إلى العودة إلى دورها التقني والمهني. وفي هذا السياق، دعا روسيا، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي وفاعلاً رئيسياً في مجلس محافظي الوكالة، إلى الاضطلاع بدور منصف وحازم في مواجهة ما وصفه بـ “تسييس الملف النووي” و “التساهل مع الإرهاب النووي”.

خيارات إسرائيلية أمام ترامب: تصعيد محتمل

تأتي هذه التطورات في ظل تقارير إعلامية تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعد لعرض خيارات عسكرية جديدة ضد إيران على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائهما المرتقب في فلوريدا. وتستند هذه التقارير إلى مخاوف إسرائيلية بشأن تسارع إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية وإعادة تأهيل قدرات عسكرية أخرى.

باختصار، يمثل الوضع الحالي نقطة تحول حرجة في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل. وبينما تصر إيران على حقها في تطوير برنامجها النووي السلمي، وتدعو إلى التفاوض على أساس الاحترام المتبادل، يبدو أن هناك جهوداً متواصلة من قبل بعض الأطراف لتصعيد التوترات وتهديد الأمن الإقليمي. مستقبل البرنامج النووي الإيراني يعتمد بشكل كبير على القرارات التي ستتخذها واشنطن وطهران في الأسابيع والأشهر القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى